برلين: افتتح امس السبت في صالة "كونست فيركي" في برلين معرض مثير للجدل حول منظمة بادر ماينهوف الالمانية الارهابية التي نشطت في السبعينات والثمانينات. والهدف من هذا المعرض الذي سيستمر حتى 16 ايار/مايو المقبل ليس عرض تاريخ المنظمة انما مقاربة نقدية لهذه المجموعة عبر الثقافة والفنون.
وكان يفترض ان يفتح هذا المعرض ابوابه منذ اكثر من سنة. الا انه تأجل بسبب جدل كبير اثاره خصوصا اهالي ضحايا هذه المجموعة حول موضوع التمويل الذي كان سيؤمنه "صندوق الثقافة في برلين" للمعرض بقيمة مئة الف يورو. والصندوق تغذيه الدولة الالمانية الفدرالية.
وبالرغم من كونه في السبعينيات دافع عن المنظمة الارهابية هذه بصفته محام، اعرب وزير الداخلية الالماني الاشتراكي الديموقراطي اوتو شيلي عن "تشكيكه" في شرعية هذه المساهمة المالية. وانتهى الامر بعدول صالة "كونست فيركي" عن قبول هذا التمويل وموافقتها على تعديل هذا المشروع الذي كان من المفترض ان يحمل عنوان "اللغز".
وفي صلب هذا المعرض صور لقتلى سقطوا بين 1967 و1999 في عمليات المجموعة الارهابية ضمن الحرب التي خاضتها هذه الاخيرة ضد الدولة الالمانية. ولم ترفق هذه الصور الا باسماء القتلى وتاريخ موتهم. وقتل ثلاثون شخصا على الاقل في المانيا الفدرالية (غربية) في اعتداءات قامت بها املنظمة بين 1971 و1993.
وبعد ان انشأها في 1970 اندرياس بادر واولريكي ماينهوف، اثارت المنظمة في بداياتها تعاطف مجموعة كبيرة من المفكرين والفنانين والسياسيين، بينهم الكاتبان الفرنسي جان بول سارتر والالماني هاينريش بول اللذان لم يترددا في زيارة الارهابيين المعتقلين في السجن. وجردت المجموعة من الدعم الشعبي خصوصا في صفوف الطبقة العاملة التي كان يفترض ان تحررها من الرأسمالية وفقدت مصداقيتها مع ازدياد اعتداءاتها تطرفا. وقد علقت نشاطها عام 1992 وحلت نفسها في 1998.