أحمد عبد المنعم : أكشاك صغيرة لا تتعدى مساحتها مترا واحدا طولا وأقل منه عرضا ، تنتشر بصورة لافتة في شوارع القاهرة بأحيائها الراقية والشعبية على السواء . الزبائن المتجمعون حولها أغلبهم من الشباب والفتيات صغار السن .. تلك الأكشاك التي تفوح منها رائحة العطور الباريسية باتت المشروع المفضل لكثير من الشباب في مصر والذين احترفوا مهنة تركيب العطور العالمية وبيعها بأسعار تناسب الجميع .

أسباب كثيرة جعلت من هذا المشروع الحصان الرابح دائماً فى سباق المشروعات الصغيرة لعل أهمها تكلفته البسيطة إذ لا يحتاج لأكثر من بضعة مئات من الجنيهات لشراء الزجاجات الفارغة والكميات المطلوبة من الزيت اللازم لتركيب العطور اضافة الى ايجار الكشك ، والى جانب هذا هناك أيضًا عامل لا يقل أهمية عنه وهو سهولة اكتساب مادة تركيب العطور حيث لا يتطلب الأمر اكثر من شهرين ليتحول الشخص بعدها الى صانع ماهر.اما السبب الاساسي فهو رواج هذه التجارة بصورة كبيرة بين الشباب والفتيات المصريين الذين جذبهم السعر البسيط الذي لا يقارن بأسعار العطور الأخرى التى يتم استيرادها من الخارج والتي لا تناسب الا فئة محدودة من المجتمع .

أسعار تلك العطور المقلدة تختلف من بائع لآخر ومن عطر لآخر أيضا، لكنها في جميع الاحوال لن يزيد سعرها عن 20 جنيها –اي ثلاثة دولارات – لـ50 مليمترا وذلك في حال اراد الزبون زيادة تركيز العطر لضمان استمرار رائحته أطول وقت ممكن .
وتتركزالأدوات اللازمة لتلك الصناعة في حي الحسين الذى يقع فى قلب القاهرة الاسلامية حيث يتجمع عشرات الباعة ، فبعضهم ينادي على الزيت والبعض الآخر ينادي على الزجاجات وحولهم عشرات الشباب الذين يفاوضون للحصول على أفضل سعر وهو ما لا يتسنى الا لذوي الخبرة منهم فقط .

المهنة التى بدأها عدد من طلاب كليات العلوم قبل سنوات بشكل خجول باعتبارها جزءا من دراساتهم العملية باتت اليوم الأكثر شعبية بين صفوف الشباب وربما يأتي اليوم الذى يزيد فيه عدد من يمتهنونها على عدد الزبائن والمشكلة الكبرى فى هذه الحالة هي لمن سيبيع هؤلاء الشباب تلك العطور؟