فاطمة خير : ليست الوحدة شيئاً مخيفا وسيئا ،ولا أدري لماذا يخاف الناس منها ويحاولون المستحيل لتجنبها . ولا اعرف لماذا يتم استعمالها كدلاله على التعاسة .. فالوحدة قد تكون رائعة ومفيدة.
انها ـ وبلا شك ـ شيء رائع بالنسبة لي على الاقل . لااكره الناس ولا تجنب لقائهم ، على العكس فلدي من الاصدقاء ما يكفي ولكنني ابحث عن وحدتي معظم الاحيان .أن تكون وحدك ليس دائما شيئا اختياريا ، فنحن ملزمون به معظم الاوقات ، فمقولة انك حين تكون ضمن المجموعة فأنت لست وحدك مقولة غير صحيحية .فالوحدة هي أن تشعر بالحزن وحدك وأن تفرح وحدك ، وعندما يزورك الألم سيجدك فريسة سهلة ، وعندما ترغب فى الذهاب الى السينما لا تجد رفيقا، واذا استمعت الى أغنية تحبها لن تجد من يشاركك اياها ، وربما ..أو كثيرا اذا سألت نفسك : من يفكر بي فى هذه اللحظة ؟ ستكون الاجابة : لا أحد . ذكرياتك تحملها وحدك ، وأحلامك ترسمها وحدك .تزعجك الضوضاء أكثر من المعتاد ، ويسعدك الظلام لأنه يساوى بين كل الأشياء . ينزل المطر فى أول الشتاء فترقص وحدك ،وتدفئك الأغطية وحدها فى المساء .ولا تجد الحب سوى فى أفلام الأبض والأسود .
هذه هي الوحدة..وغيرها فلا.
وعلى "بشاعتها " يمكنها ان تكون جميلة .فحين لا تجد من يشاركك اوقاتك ويسعى الى معرفتك فانك تتعلم ان تحب وحدتك وتجعلها رفيقتك . فتشتاق ان تهرع الى ذاتك فتتعرف اليها وتستكشفها وتتعلم كيف تسعدها وتنتشلها من حزنها . وان عرفت نفسك جيدا فانك ملكت الكون . فلتكن كل الأغاني الحلوة لك وحدك ..فلترقص فرحا وحدك ليلة عيد ميلادك وتأوي الى فراشك مبتسما . ليكن الزمن ملكك تقدمه أو تؤخره كيف تشاء .تستدعي ذكرياتك السعيدة ..وتمحى كل ما يؤلمك ..لاترى من الأشخاص الا من تحب ..وتغمض عينيك فتسمع موسيقاك الخاصة فيكون لك عالمك الخاص تحبو اليه ممنياً الذات بشهوة تخصك.
تجوب فى أركان البيت ترقص كيف تشاء ..وترفع سماعة الهاتف ليكون الصمت ملكك.
وأن تبحث عن حبيب يعرف ذاتك التى اكتشفتها بفضل الوحدة ..فيحبها مثلك وأكثر..
حينها ستعرف كم أن الوحدة ممتعة ..ورائعة ..ومذهلة.