خالد طه من الدوحة: الشاعرة السوادنية الشابة روضة الحاج تنمتي الى شاعرات جيل التسعينات وانتاجها الشعري ينمّ عن موهبة فذّة واقتدار على الرغم من نبوغها المتاخر في عالم الشعر كما ان لها فلسفتها ورؤاها التي تميزها عن المشهد الشعري العربي، ولها رؤاها الخاصة وانتقاداتها لقصيدة النثر التي لا تطرب لها كما هو الحال مع القصيدة الموسيقية التي تجد نفسها فيها بشكل اكبر وشاعرتنا شاركت في ملتقى الشعراء العرب الشباب الذي عقد
في العاصمة اليمنية في ابريل الماضي بحضور 250 شاعرا عربيا هم خلاصة شعراء التسعينات وكان لليمامة هذه الوقفة السريعة مع روضة الحاج للاطلاع عن كثب على تجربتها الشعرية الناجحة فالى الحوار/
-/ ماهو تقييمك للمشهد الشعري في العالم العربي؟
*/ اعتقد ان المشهد الثقافي العربي يمرّ بتحول كبير ومولد اتجاهات عديدة ستحمل الايام القادمة تفاصيل هذه التحولات الجديدة، ولعل قصيدة النثر ستكون واحدة من هذه الاتجاهات بغض النظر عن الاتفاق حولها او اختلافي معها وهذا الاتجاه حول قصيدة النثر يقوده جيل جديد بكثير من الشجاعة التي تحمد له، ونجاح
او اخفاق هذا الاتجاه رهين بالايام القادمة ايضا، كذلك المحاولات الجديدة التقريبية بين الرواية والشعر تكاد تاتي بمولود له ملامح معينة تحمل كثيرا من الجمال، ايضا عودة الناس الى شكل الرواية الرومانسية الى حد ما تعد عودة بشكل او باخر على استحياء الى القصيدة التي تعالج النصوص الجمالية والوجدانية بتقنيات مختلفة كذلك هناك واحد من الاتجاهات التي استطيع ان اقول انها نتاج طبيعي لمجموع التحولات العالمية التي يمر بها العالم الان والتي لا بد ان تؤثر على ما ينتجه الانسان في هذا العالم
-/ في رايك هذه التحولات هل ستكون لافضل ام الى الاسوا ؟
*/ لا نستطيع ان نجزم ما اذا كانت الى الافضل او الى الاسوا لان المتلقي في ذلك الوقت هو الذي سيستقبل هذه الاشياء اما بحفاوة المستقبل لما هو جديد واما بالاعراض عن مستجدّ يتعلق بوجدان الناس ومشاعرهم التي الفوا التعبير عنها لسنوات طويلة لمئات السنين ربما بطريقة ومفردات وموسيقى وصور معينة، فالجديد القادم لا ادري كيف سيستقبله الناس
نعم للموسيقى الشعرية
-/ ذكرت انك تختلفين مع قصيدة النثر لماذا ؟
*/ لاني من الذين يعتقدون اعتقادا جازما بان اهم ما يميز القصيدة العربية وينعث هذا الجلباب العربي هي الموسيقى الشعرية ، متى ما فقد النص الادبي او الجنس الادبي هذه الموسيقى اتصور انه انتمى إلى جهة اخرى – لا اخرجها من مدينة الابداع باي حال من الاحوال- ولكن لا استطيع ان اسميها قصيدة،، انا لا انكر انني صفقت كثيرا لبعض الصور الجميلة لبعض الومضات فيما يسمونه في قصيدة النثر لكن اختلافي يبدا من الاسم كيف تكون نثرا وتكون قصيدة في نفس الوقت، كذلك تضيعة الحالات الشعرية التي تعالجها (ما يسمى بقصيدة النثر ) اتصور انها في بعض الاحيان شاطحة وجانحة ولا علاقة لها لا بالوجدان ولا بالواقع. وفي تقديري ان الشعر يجب ان يرتبط بالوجدان ويجب ان يصل الى منطقة ما في الذات بشكل او باخر يؤثر فيها، ان لم يفعل ذلك لا يسمى شعرا وان لم ينتم الى الموسيقى العربية – طبعا لا ادعي تفاعيل بعينها ولا امجد خليل ابن احمد الفراهيدي انتماءً له ولبحوره ال 17 لا التزم بكل هذا الكلام – لكني اصر على الموسيقى، تطربني جدا اي قصيدة حملت موسيقى وحملت صورا جديدة واجد للنثريين انهم ارادوا للقصيدة العربية ان تدخل الى فضاءات جديدة وان تحمل داخلها ايقاعا جديدا اكثر حركة وان تدخل بعض الصور الجديدة والمدهشة. كل هذا يحمد لهم لكن يجب في تصوري ان يكون ذلك في اطار مصنع او شكل ما من اشكال الكتابة يستوعب الرائحة العربية والشكل العربي وفي نفس الوقت يستوعب هذه الاحلام المشروعة الجديدة التي ارادوا لها ان تدخل الى القصيدة العربية واعتقد ان القصيدة العربية تستطيع ان تفعل ذلك .
كائن جميل
-/ هل يتبوا الرجل مكانة خاصة في اعمال الشاعرة المبدعة روضة الحاج؟
*/ بالضرورة يجب ذلك وربما هذا اتٍ من قناعات اخرى خلف الذاكرة وانا لست من اللائي يعانين من اي شكل من اشكال التضاد مع الرجل، سواء كان ذلك الرجل ابداعيا او اجتماعيا واتصور انني متصالحة مع هذا الكائن، وانه لا يستحق كل هذه البكائيات ولكن يجب ان يدخل الرجل بشكل او باخر الى القصيدة فهو ان دخل اليها جملها لذلك اتعاطى مع الكتابة لهذا الكائن بكثير من التصالح .
-/ كم بلغ انتاجك السابق وما هي اعمالك القادمة؟
*/ انا اصدرت 5 مجموعات هي/
- في الساحل يعترف القلب
- وهتفت لا
- مدن المنافي
- الان للحلم جناح واحد
- عش القصيد
وتحت الطبع 3 مجموعات اخرى هي اشياء للزمن الاتي، ولك اذا جاء المطر، ومجموعة اخرى لم اسمّها بعد
-/ هل هذه الاعمال من الشعر الحر؟
*/ لا انا التزم شعر التفعيلة التي تزواج في المنطقة الوسط ما بين القصيدة الحدثية وقصيدة العمود
التقليدية .
-/ يقال ان الشعر الحر مؤامرة على التراث الشعري العربي ما صحة هذا الطرح؟
*/ لا اتصور ان تكون المسالة بهذا الجنوح فقط هي مجموعة مشاعر عانى منها هذا الجيل الذي احتمل كثيرًا من الهزائم وشهد كثيرًا من الاحباطات والخيبات على مستويات عديدة افقدته الثقة حتى في لغته وموروثه الادبي الثقافي فتصور ان الاتيان بشيء جديد قد يكون اكثر فاعلية في التعبير عن نفسه الا منتمية بحال ما فبرأي ان قصيدة النثر هي العلاج لكن مؤامرة على الشعر لا اتصور ان الامر وصل لهذا الحد .
جيل مجتهد
-/ ما تقييمك للاعمال التي قدمها شعراء الشباب من جيل التسعينات في ملتقاه الذي عقد في صنعاء؟
*/ انا استمعت للعديد من الاصوات وهي اصوات مجتهدة في ان تقدم شيئا جيدا واتوقع اننا في مقبل الايام سنستمع الى اصوات مهمة وان كنت ارى ان هذا الجيل التسعيني الذي انتمي اليه لا توجد به تلك الاسماء المميزة التي ميزت اجيال قبلنا فعندما نقول بدر شاكروامل دنقل نعني بذلك جيلا بعينه فهذه الاسماء لا توجد في هذا الجيل التسعيني، ومستويات الكتابة متقاربة الى حد كبير والفكرة التي تصدر عنها الكتابات ايضا متقاربة فهذه جيل المجاميع الشعرية وليس جيل الاسماء الشعرية
-/ هل يفهم من كلامك ان جيل التسعينات اعمالهم متقاربة ومتشابهة الى حد بعيد؟
*/ نعم في المضمون والشكل
التعليقات