جمهور الشعر لا يتعب

ومن لم يكتب الشعر فهو يتذوقه وفي كلا الحالين يكون شاعرا.

والشعر لم يفقد بريقه بالرغم من كل مايقال عن هبوط نجمه...وتراكم همومنا وقضايانا!.

فالشعر كان ومنذ القدم ديوان العرب ، لكنه اليوم اصبح صراخهم وحكاية احلامهم المقهورة .

كُثر يجتمعون في حضرة الشعر اما اذا قلوا فالعتب على الشعراء لا على الشعر.

~~~~~

اخبرنا بعضنا البعض عن امسية صور الشعرية ...هي المناسبة التي تتيح لنا ان نلتقي نحن محبي الكلمة الرقيقة والصرخة المدوية ،وأن نكون على الموعد في الدخول للزمن المختلف ...زمن الشعر.

من مناطق مختلفة من الجنوب ولبنان اتينا للقاء القصيدة والموعد مهرجان الشعر العربي ضمن فعاليات مهرجان صور السنوي. الشاعر عبد الرحمن الابنودي لم يصدق نفسه بانه سيلقي قصائده على مسمع خمسة آلاف من عشاق الكلمة فتساءل بظرافة مصرية خالصة "هل دفعوا لكم لتأتوا ؟ ". ربما غاب عن ذهن الشاعر المصري ان نزار قباني مثلا كان يستقطب حوله جمهورا لا يستطيع اي فنان او فنانة ان يقوم به ووكذلك محمود درويش ومظفر النواب وادونيس وأنسي الحاج وغيرهم ..

~~~~~

وجمهور الشعر نوع خاص من الناس يتقن فن الاصغاء ويحترم الصمت والكلام ،كما ويعرف حشرجات الشاعر وانينه .

يعلو التصفيق عند العبارة اللماحة والجملة اللماعة ، والجميع ينصتون.

وحدها اصوات الشعراء تلونت بلونهم ممدوح عدوان ، الصديق المجتبي ، قاسم حداد، طلال حيدر وعبد الرحمن الابنودي .

كل واحد بلهجته ، بنبرة شوقه وعاصفة غضبه لما يحصل في فلسطين والعراق ، انهمر ليلا وسماء.

صوت نسائي اخترق الغضب والدخان وبرز كأنه تجلي –الشعر عموما تجلي- الا ان الحضور الساحر للشاعرة السودانية ايمان محمد خالد ن جعلنا للحظة نتطلع لنعرف ان كان ما يأتينا صوتا ام تغريدا ام صدى آهات عشقنا الازلي:

....

فأنت حبيبي

أنت حبيبي الحبيب تماما حبيبي

وان غبت عني حينا

سآتيك سرا

بحبي وحنقي

بطيشي ونزقي

بدفئي وقلقي

بصحوي وارقي

وكل رؤايا المثيرة

(سأطرق)

ادهش كل طقوس القبيلة

وأكسر طوق الحمامة

لأامشي..

اني الحليلة

(الجميلة)

~~~~~

تحضر المراة الى الشعر فيلبس المكان ثوبا من ندى وزنبق واثير..

جمهور الشعر دُهش لحضور الشاعرة التي ملأت المسرح حضورا والقا وجمال

~~~~~

خمهور الشعر لا يتعب من الكلمة الجميلة يقصدها انّ كانت ، لكن عشاق مظفر النواب خاب املهم بعدم حضوره لاسباب صحية.