من مجتمعات الأساطير إلى العلامات التجارية

حسن الشيخ من الدمام: طالما احتاج الناس إلى الأساطير إذ تساعد الأساطير، بوصفها حكايات بسيطة بشخصيات آسرة وحبكات مدوية، على إدراك العالم. إنها تمد الناس بالمثل العليا ليعيشوا بها ، وتساعد في حل أسئلة الحياة المحيرة. والرموز ما هي إلا أساطير مغلفة. وهي تستمد قوتها من أنها تزودنا بأساطير ملموسة، الأمر الذي يجعلها اسهل منالا.
و ليست الرموز مجرد علامات تجارية بالطبع، فكثيرا ما تكون أشخاصا، اذ إننا نجد الرموز بين انجح رجال السياسة، و أهل الفن والترفيه و الناشطين، وغيرهم من شخصيات المشاهير. ويشعر الناس انهم مجبورون ان يجعلوا من هذه الرموز جزا من حياتهم، ذلك انهم يستمدون من خلال هذه الرموز القدرة على تجربة الأساطير القوية باستمرار وعلى الشاكلة نفسها تعمل العلامات التجارية.

صناعة الرمز ناقشها دوغلاس بي هولت في مجلة الثقافة العالمية الصادر من المجلس الوطني الثقافة والفنون والآداب بالكويت. وفي هذا العدد نوقشت العديد من القضايا العلمية والثقافية والاجتماعية.

المجلة تناولت موضوع تطور الأغذية المعدلة وراثيا، فقبل وصولها الى أطباق المستهلكين بشرت بنجاح كبير واستقطبت معارضة كبيرة. فعبر التاريخ كان المزارعون واختصاصي الزراعة يطورون محاصيلهم الزراعية باتباع الطرق التقليدية في استيلاد النبات. ولكن ضاعفت الهندسة الوراثية من الفوائد الممكنة لعلم النبات الى حد كبير، الا ان الحاجة للحذر تضاعفت أيضا، فالهندسة الوراثية تختلف عن الطرق التقليدية اختلاف الأقمشة التركيبية عن الكتانية أي انها تقتضي إدخال مورثات جديدة الى المحاصيل الزراعية ملامسة جوهر العمليات لتكوين الحياة.

وفي موضوع مثير آخر تناولت المجلة الأهداف الجديدة للجغرافيا الفضائية. ويعد مصطلح الجغرافيا الفضائية مصطلحا موسعا، فهو يعني قاعدة معلومات مبعثرة وغير مترابطة. ولكنها مهمة لأبحاث الفضاء المستقبلية.

وتتساءل المجلة هل روسيا تولد من قوة رحم الضعف ؟ أي من القطب العالمي الثاني. ويعدد الكاتب نقاط القوة في الدولة الروسية منها مساحتها الشاسعة ونموها الاقتصادي السريع ومقعدها الدائم في مجلس الأمن. ويؤكد الكاتب ان هناك عملاق عائد إلى الساحة الدولية. أما المقال السياسي الثاني فهو بعنوان أوربا ولعبة السلم والثعبان مع امريكا.
وتتحدث المجلة عن اقتصاد اليابان المتجدد دوما. فقبل نصف قرن انتشلت اليابان نفسها من رماد الحرب وفي غضون سنوات قليلة فقط أذهلت العالم بإنجازاتها الاقتصادية وتوحي الدلائل بأنها ستعيد الكرة وستبهر العالم. أما ظاهرة تسخن الأرض فقد تصاعدت حدة الجدال الدائر حولها خلال الأعوام الأخيرة اكثر من أي وقت مضى، وتطورت إلى قضية أساسية. والمجلة بحثت هذه الظاهرة من جوانبها المتعددة.