اجد ضالتي في القصيدة العمودية والوسط الشعري موبوء بأعداء النجاح
خالد طه من الدوحة: الشاعرة اليمنية غالية عيسى اسم لمع في سماء الشعر اليمني بقوة وعلى الرغم من قصر الفترة للشاعرة الا انها استطاعت تثبيت قدميها بين شعراء جيلها فغنت لليل والفجر والسماء والنجوم والمطر والسحاب كما غنت للعاشقين والمحبين وغنت- وما زالت- للحياة تشاؤما وتفاؤلا ويأسا واملا. "ايلاف" التقتها في هذا الحوار:
* بالنسبة لاعمالك هل تنحاز نحو قصيدة التفعيلة ام انها تجمع بين جميع الأنماط؟
- في بدايتي الاولى اتجهت نحو القصيدة ذي الشطرين أي القصيدة العمودية واجد ضالتي كثيرا فيها لاني كثيرا محبة للشعر القديم واحب الوقوف كثيرا على اطلال امرئ القيس وعمرو بن كلثوم ( قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل ) ومن هنا كانت بدايتي الشعرية عبارة عن قصائد عمودية ولكن كل إنسان لا شك انه يتطلع للجديد والان بدات في قصيدة الشعر المنثور وتستطيع ان تقول انني الان اكتب في كل انواع الشعر
* هل ديوانك الاول ( ايها الليل ) شمل كل الالوان الشعرية ؟
- لا.. ديواني الاول كان يحوي القصيدة العمودية (ذي الشطرين) لانه سبق القول ا ن بداياتي كانت كذلك اما الديوان الثاني الذي تحت الطبع حاليا فهوي يحوي الثلااثة الانماط الشعرية الثلاثة
* من هو الشاعر العربي الشاب من ابناء جيلك الذي يتربع على العرش حاليا؟
- لا استطيع ذكر اسم بعينه لان الشعراء العرب الشباب في هذه الفترة جميعهم متشابهون بشكل كبير وهذا ما طرح في مداخلات النقاد في ملتقى صنعاء الذين لاحظوا ان هناك تشابها كبير في المعجم وفي استخدام الالفاظ وفي الفكرة وفي الصورة الشعرية ولهذا من الصعب ترشيح اسم بعينه لان الجميع في مستوى واحد غير ان هناك من هو اكثر ابداعا واكثر اطلالة على الساحة العربية
* ما هي الفوائد التي اكتسبتيها من ملتقى الشعراء الشباب العرب الذي استضافته صنعاء مؤخرا ؟
- حقيقة الملتقى يعد اول تجربة على المستوى العربي والملتقى اتاح لنا كشعراء ان نتبادل كثيرا من الاراء مع الشعراء الشباب العرب سواء الاراء الادبية او الشعرية وكذلك لوحظ ان النتاج الادبي للشعراء الذي قدمه الشعراء في الملتقى اوضح اتجاههم نحو القصيدة النثرية بشكل كبير جدا وكذا قصيدة التفعيلة ويكاد الشعر ذو السطرين معدوما في اعمال الزملاء
معركة الشاعرات
* ماهي الاشكالات التي تواجه الشاعر العربي ؟
- هناك مشاكل محددة تواجه الشاعر وهناك ايضا مشاكل تواجه الشاعرة ويمكن حصرها في كيفية الظهور والانطلاق ومتى يجد البيئة المناسبة لذلك كذلك هناك مشكلة الخوف والقلق والاضطراب من مردود هذه القصائد هل ستنجح ام ستفشل اضافة الى ان غياب الحرية المطلقة في قول الكلمة، نحن نجد ان هناك شعراء مغمورون يريدون ينطلقون في كتاباتهم الجريئة جدا ولا يجدون الحرية الكاملة هذا ما يخص مشكلات الشاعر اما بالنسبة لمشاكل الشاعرة ولا سيما الشاعرة اليمنية فهي تواجه الكثير اهمها العادات والتقاليد واجد ان الشاعرة حينما تريد ان تظهر تدخل في معركة شاملة سواء مع نفسها او مع اسرتها او مع مجتمعها فاما ان تخرج من هذه المعركة منتصرة او العكس
* مستقبلا هل يمكن ان نرى اعمالا للشاعرة غالية تعالج القضايا التي تمس هموم الناس وقضاياهم؟
- اكيد ولم لا ؟ لان مهمة الشاعر الواقعي اصلا ان يصور المجتمع بكل محاذيره سواء كانت ايجابية او سلبية والشاعر الذي لا يشعر الا بنفسه او بعواطفه ليس بشاعر وانا كتبت عن فلسطين وعن القدس وعن البوسنة والهرسك وكتبت عن اغلب المشكلات التي يعاني منها الانسان بشكل عام غير ان بعض الموضوعات الاجتماعية التي تتعلق بالغلاء مثلا او غلاء المهور او نظرة المجتمع للمراءة حقيقة لم اكتب ولكن كتبت قصيدة واحدة عن المعاقين وهي بعنوان( النور والامل) وتتحدث عن هذه الشريحة من المجتمع المعاق وكانت قصيدة جميلة وحزت فيها على المركز الاول في جامعة عدن
* يقال ان المشهد الثقافي العربي شهد انتكاسة في الماضي ثم تحول الى الاحسن حاليا ما صحة ذلك؟
- حقيقة المشهد الثقافي كما يقال( الشعر ابن بيئته) فمتى ما توفرت لدى الشاعر البيئة المناسبة والبيئة الخصبة التي ينطلق منها كانت الفاظه جريئة وصريحة فمثلا اذا نظرنا الى الماضي سنجد الشعر ازدهر في العصر العباسي وانحط في عصر الانحطاط نتيجة لانحطاط المجتمع بسبب اختلاط العرب بالفرس والروم واختلاط الحضارات وتبادل الاراء والثقافات وفي عصرنا الحالي بدا المسئولون واولي الامر احترام الشعر والاهتمام به ولهذا يلاحظ ان الشعر حينما يجد البيئة الخصبة لا شك ان يثمر ويؤتي اكله.
* هل ساهمت الحركة النقدية في العالم العربي في دفع الشعر العربي الى الامام ام لا؟
- الملاحظ ان الحركة النقدية ساهمت ايجابا في حركة الشعر خاصة اذا كان النقد نقدا ادبيا فنيا له اصوله وقواعده التي ترتقي بالشعر وفي اليمن تحظى الحركة النقدية بانتشار كبير من قبل الاساتذة واطلاعهم على انتاج الشعراء الشباب ومحاولة تحليله واستخراج منابع الجمال فيه فهذا ادى بدوره الى دفع الشعر الى الامام وعموما الحركة النقدية ادت الى اثراء الشعر في اليمن
ضريبة النجاح
* غالية لعلك تتفقين معي ان اعداء النجاح منتشرون في الوسط الفني بشكل كبير فهل نفس المنطق ينطبق على الوسط الثقافي وخاصة بين الشعراء؟ او بمعنى اخر هل تواجهين اعداء نجاح ؟
- والله سؤالك هذا جاء في وقته (تضحك) لاني اعتبر ان لكل نجاح ضريبة والوسط الادبي او الوسط الشعري كاي وسط اخر وربما اسوا ولكن الانسان يجب ان يتحلى بالصبر وبالايمان وبالقوة ويجب ان يتوقع اسوا الامور حتى لا يذبل ويهزم ويكسر وينسحب
* العامل الاقتصادي هل له تاثير على ابداع الشاعر ونفسيته واداؤه وانتاجه ؟
- اكيد هذه كلها عوامل تشد بعضها بعضا سواء الجانب الاجتماعي المتمثل في النميمة واعداء النجاح والجانب الاقتصادي الذي قد يؤثر على نفسية الشاعر لكن لن يؤثر على ابداعه في تصوري لان الشاعر الحقيقي لا يتاثر بهذه الصغائر وربما هذه المعاناة هي التي تخلق الابداع لدى الشاعر فالقحط الذي عاشه امرؤ القيس لم يمنعه من قول ارقى الشعر وكذلك الحالة الاقتصادية لم تمنع الشعراء من قول المعلقات بل العكس تكلموا عن الجفاف والفقر وحال المجتمع بشكل عام
* هل تؤيدين ارتزاق الشاعرة من شعرها ؟
- هذا ما يسمى التكسب بالشعر وقد استخدمه الشعراء قديما لكن في رايي لا يليق واذا كان الشعر يخلق لاجل التكسب فهو لا يسمى شعرا في هذه الحال بل يسمى صناعة
التعليقات