في خطابه أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي الأميركي ، استخدم المرشح الديمقراطي للرئاسة جون كيري عنوان قصيدةزنجية كشعار لحملته الانتخابية وطريقه السياسي. Let America Be America Again " لنجعل أميركا تصبح أميركا التي عرفناها " هو اسم قصيدة شعرية كتبها الشاعر الأميركي لانغستون هيوز عام 1938.

وهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الديمقراطيون أبياتا شعرية في حملاتهم السياسية ، فقد فعلها من قبل جون كندي – أب الحزب الديمقراطي الحديث - ، عندما اقتبس من قصيدة للشاعر روبرت فروست ( أب الشعر الأميركي الحديث) وذلك في حملته الانتخابية عام 1960. واسم القصيدة هو : Stopping by the Woods on a Snowy Evening.

لكن الغريب أيضا ، هو أن الصحافة الأميركية لاحظت فورا ان جون كيري اقتبس من قصيدة لشاعر شيوعي، فقامت هذه الصحف بذمّه لأنه يربط نفسه بشاعر ذي ميول يسارية صارخة، موضحة ان "أميركا هي سلفا اميركا". لكن يبدو ان المرشح كيري استخدم عبارات هيوز الشعرية إما لكونها رائجة في الولايات المتحدة أو لأنه أردا أن يلعب على مشاعر الصوت الأسود، والأنكى قصيدة لانغستون هيوز هذه قد كتبت إبان أكبر أزمة عرفتها اميركا وهي أزمة الكساد في مطلع ثلاثينات القرن الماضي، ومن هنا يكتسب نقد الصحافة الموالي للمحافظين بعده السياسي المضاد لكيري والديمقراطيين.

لكن في الواقع ، هذه القصيدة هي من أعظم القصائد الشعرية في أدب السياسة الأميركي ، وذلك لأنها قدمت طروحات جذرية مطالبة باستعادة العصر الأميركي الذهبي والبكاء على عصر الشاعر Let America be America again، إضافة إلى ذكر غياب العرق الأسود من الحياة الأميركية America never was America to me . وهيوز شاعر كبير لعب دورا كبيرا في تطوير الشعرية السوداء، متناولا نقد الحياة الأميركية من خلال العرق الأسود ومعاناته في الحياة الأميركية مطالبا دوما بالتمسك بمبادئ الولايات المتحدة. وقد كتب واحدة من افضل مقالاته وهو في الرابعة والعشرين عنوانها "الفنان الزنجي والطود العنصري" تحدث فيها عن كتاب وشعراء سود "الذين تنازلوا عن كبريائهم العرقي من أجل اندماج زائف"، بينما الكاتب الأسود الموهوب سيسعد بان يُعتبر شاعرا، وليس شاعرا أسود أو أبيض. وفي قصيدته التي اقتبس منهاكيري، اعتبر فيها ان الكثيرين من مواطني أميركا أخرجوا من الحياة الأميركية وفقدوا الحلم لذا يجب استعادة الحلم، وهذا ما أراد كيري قوله.