لا تبدو علاقة الجواهري بكردستان العراق غريبة، كونه ابناً للبصرة والموصل والسليمانية واربيل مميزاً، نتيجة تحول صوته إلى وسيلة دفاع عن المظلومين من أبناء شعبه فأحبه الناس من شمال البلاد إلى جنوبها، والأسباب التي دعت إلى احتفاء إقليم كردستان به بشكل خاص، كونه رمزاً شاخصاً للأنسان العراقي الصادق الرافض للطغيان والظلم، لذلك أقامت حكومة كردستان أعمالا وتماثيل عدة له، ومن أهم الأعمال التي قدمت تمثال الفنان سليم عبد الله المقيم في سويسرا ويقع هذا العمل المهم في ساحة سرجنار وهو أشبه بالمتنزه يزوره الناس مرددين ترنيمة:


حييت سفحك عن بعد فحييني يا دجلة الخير يا أم البساتين

وثمة أعمال أخرى تخلد ذكرى الجواهري توزعت بين السليمانية واربيل وضمن هذا الإطار استطلعنا عدداً من الأدباء الكرد حول علاقتهم به وعلاقته بكردستان.


•الجواهري وكردستان معلقتان من معلقات الحياة..
الشاعر برهان البر زنجي يتأمل قائلاً:ربما ينتابني الخجل من عظمة هذا الرجل وأنا اقف على ما قدمته لشعبي في كردستان هذه الأمة التي تخلى عنها كثير من الذين يرتضون بالرغيف وهي تزحف نحو فناءهم، إنني آنست قبس الجواهري في المراحل الأولى من طريقي في الحياة فوسوس لي الشعراء بأن الجواهري حمل كردستان ما لم يحمله شاعر آخر من رياحين الشعر العربي فكان بذلك إماما يُزار في كردستان فهو شامخ في كثير من شوارع مدننا رغم تواجده في تأريخنا كرجل قال كلمته رغم إمام جائر.. الجواهري وكردستان معلقتان من معلقات الحياة تذكرهم الأجيال ويذكرهم الشعر والشعراء مادام هنالك طفل كردي في حلبجتنا الخالدة ومادام ارض الشعر في كردستان تحمل على اكتافها رسالة المحبة.


•من حقنا أن نعتز بالجواهري حينما يقول ( قلبي لكردستان ينبض ).
أما الصحفي والمترجم كامل القرداغي فيقول : - تمعنوا في القبعة التي يعتمرها ، مكتوب عليها ( كوردستان يان نه مان ) ما معناه ( أما كوردستان حرة أبية، أما افديها بروحي ) أين أجد جوابا اصدق من هذا على سؤال العلاقة بين الجواهري وكوردستان.بصريح العبارة يلوم أبناء الشعب الكوردي اخوتهم من الكتاب والمثقفين العرب الذين لم يهتموا بما عانى شعبنا من جراء السياسات الشوفينية للأنظمة المتعاقبة في العراق. فنحن بحاجة إلى كلمة أو عبارة أو وقفة مساندة من لدن هذه الأقلام والعقول من القومية الجارة، ولكن للأسف لم نجد إلا القليل،لذا من حقنا أن نعتز بـ ( الجواهري ) حينما يقول ( قلبي لكوردستان ينبض ) ونعتز بـ ( هادي العلوي ) حين يتبرأ من انتماء يخلق أناسا، كالطيار الذي يقصف الأبرياء من أبناء ( حلبجة ) بالغازات السامة .
نظل نعتز بهم ومن حقنا أن نعتز ………..