تعبير كهذا بالتعاسة كان كافيا بحد ذاته ليجعل عين المرء تنزلق من على حافة الجريدة إلى وجه المرأة المسكينة – خاليا من كل دلالة بدون هذه النظرة، كرمز على مصير الإنسان معها؛ الحياة هي ما تراه في عيون الناس؛ الحياة هي ما يتعلمون وما قد تعلموا فعلا، ورغم ذلك فإنهم لا يرجون إخفاء ذلك أو التوقف عن إدراكه– ماذا ؟ هي الحياة كذلك على ما يبدو.
خمسة وجوه مقابل خمسة وجوه ناضجة– والمعرفة في كل وجه، غريب مع هذا كيف يريد الناس أن يكتموها!
علامات التحفظ على كل هذه الوجوه: الشفاه مغلقة، العيون مظللة، كل واحد من أولئك الخمسة يفعل شيئا ليخفي معرفته أو يسفهها. واحد يدخن؛ آخر يقرأ؛ ثالث يتفحص أبواب كتاب جيب؛ رابع يحدق في خريطة خطت مقابله؛ والخامسة والشيء المرعب بخصوصها أنها لا تفعل شيئا على الإطلاق. هي تنظر إلى الحياة. آه ولكن امرأتي المسكينة سيئة الحظ تلعب اللعبة- نعم، لأجل خاطرنا جميعا، تكتمها!.
كما لو كانت سمعتني، نظرت إلى فوق، انزاحت قليلا في مقعدها و تنهدت. بدت وكأنها تعتذر وفي ذات الوقت تقول لي: "فقط لو أنك تعلمين!"
ثم نظرت إلى الحياة مرة أخرى، "ولكني أعلم فعلا" أجبت بصمت محدقة في "التايمز" لخاطر السلوك المهذب، "أعرف الشغل كله، السلام بين ألمانيا وقوات الحلفاء كان يوم أمس قد أعلن رسميا في باريس، قطار السيد نيتي، رئيس الوزراء الإيطالي للمسافرين في دونكاستر تصادم مع قطار بضائع .. جميعنا نعلم – التايمز تعلم – ولكنا نتظاهر بأننا لا نعلم".

عيناي زحفت مرة أخرى على حافة الجريدة، ارتعدت ونفضت يدها كمن أصابه المس إلى منتصف ظهرها وهزت رأسها. مرة أخرى غطست في ذخيرتي ومستودعي الاحتياطي من الحياة. " خذ ما تحب" ، تابعتُ ، " الولادات، الموت، الزواج، دوائر المحكمة، عادات الطيور، ليوناردو دا فنشي، سفاح ساندهيلز، الأجور العالية وكلفة المعيشة – أوه ، خذ ما تحب "، كررت:" كل ذلك في التايمز! "، مرة ثانية وبسأم لا متناهٍ حركت يدها من جانب إلى آخر إلى أن، وكمن بلغ به الإعياء مبلغا من الدوار، استقرت على عنقها.

التايمز لم تكن حماية ضد أسى كحزنها. ولكن الكائنات البشرية الأخرى تمانع الاتصال. أفضل شيء كان يمكن عمله ضد الحياة هو طيّ الجريدة لتشكل مربعا مثاليا، مجعدا، سميكا، منيعا حتى على الحياة.
بهذا، حدقت بسرعة مسلحة بستار خاص بي، اخترقت بنظرها غطائي وحدقت في عيني كما لو كانت تفتش عن ترسبات الشجاعة في أعماقهما وتضائلها إلى صلصال. ارتعاشها وحده أنكر كل الأمل، وأسقط من الحسبان كل الأوهام.
وهكذا تحركنا بسرعة عبر سوراي وعبر الحدود إلى سوسيكس. ولكن بعيني على الحياة لم أشاهد المسافرين الآخرين وقد غادروا واحد بعد آخر إلى أن، باستثناء الرجل الذي قرأ، كنا وحدنا مرة ثانية. هنا كانت محطة الجسور الثلاثة، انسحبنا بهدوء أسفل منصة السكة الحديدية وتوقفنا. أكان في طريقه إلى أن يتركنا؟، صليت بالاتجاهين ولكني صليت أخيرا لأجل أن يبقى. في تلك اللحظة رفع نفسه، جعد جريدته بازدراء كشيء فائض عن الحاجة، اندفع وفتح الباب وتركنا وحدنا.

المرأة التعيسة، المنحنية قليلا إلى الأمام، بشحوب وحيادية اتجهت إلى، تحدثت عن المحطات وأيام العطل، عن الإخوة في ايستبورن، والوقت من العام الذي نسيت الآن هل كان مبكرا أم متأخرا. ولكن أخيرا وبالنظر من النافذة والرؤية، عرفتُ، أنها الحياة، تنفست، " البقاء بعيدا – هذه سلبيتها –"، آه الآن اقتربنا من الفاجعة، "أخت زوجي"، القسوة في نغمتها كان كالليمون على الفولاذ البارد، تتكلم، ليس لي ولكن إلى ذاتها، همهمت:"هراء، من الممكن أن تقول– هذا ما يقوله الجميع"، وبينما كانت تتكلم، تململت كما لو كانت بشرة ظهرها دجاجة منتوفة في واجهة محل للدواجن.

"أوه، تلك البقرة!"، توقفت بعصبية، كما لو كانت البقرة الخشبية الكبيرة في المرج صدمتها وأنقذتها من حماقة ما. ثم ارتعدت وقامت بنفس الحركة الزاويّة المرتبكة التي رأيتها سابقا، كما لو كانت، بعد النوبة العصبية، بقعة ما بين الكتفين احترقت أو حكتها. ثم مرة أخرى بدت وكأنها أتعس امرأة في العالم و مرة أخرى أنّبتها وإن لم يكن بنفس الإدانة، لأنه لو كان هناك سبب ولو كنت أعرف السبب، فإن السمة المميزة ستزول من الحياة.

"شقيقات الأزواج "، قلت.
شفتاها تكورت وكأنها تبصق الحقد على الكلمة، مزمومتين ظلتا. كل ما فعلته هو أنها نزعت قفازها وفركت بقوة بقعة على زجاج النافذة. فركت كما لو أنها ستفرك إلى الأبد – بعض التلوث واللطخات المتعذرة الإزالة. في الواقع، فإن البقعة بقيت لكل هذا الفرك ومرة ثانية غرقت بالارتعاش وقبضة الذراع التي توقعتها. شيء ما سيّرني لنزع قفازي وفرك نافذتي، هناك أيضا لطخة على الزجاج، وبعد كل فركي فقد بقيت. وعندها انتقلت النوبة لي، حنيت ذراعي ونقرت بقوة في وسط ظهري. جلدي أيضا كدجاجة منتوفة الريش في محل لبيع الدواجن، بقعة واحدة بين الكتفين حكت وتهيجت، أحسست بالرطوبة و الفجاجة. هل أستطيع أن أصلها؟ حاولت ذلك خلسة، هي رأتني، ابتسامة من السخرية اللانهائية، الحزن اللانهائي خطرت ثم تلاشت تدريجيا من وجهها، ولكنها تواصلت وشاركت سرها، مررت سمها، لن تتكلم أكثر.

ملت ثانية في زاويتي أحمي عيني من عينيها، وأرى فقط الانحدارات والتجاويف، رماديات وورديات، من صورة المنظر الطبيعي الشتائي. قرأت رسالتها، فككت شيفرة سرها، قارئة ذلك تحت نظرتها المتفرسة.

هيلدا هي أخت الزوج. هيلدا؟ هيلدا؟ هيلدا مارش– هيلدا اللعينة، ممتلئة الصدر، القيّمة. هيلدا تقف على الباب والعربة تجر، حاملة قطعة نقد. "مسكينة ميني، متسوقة أعشاب أكثر من أي وقت مضى– تلك العباءة القديمة التي اشترتها السنة الماضية، حسنا، حسنا، مع طفلين فإن المرء لا يستطيع أن يفعل أكثر من ذلك هذه الأيام، لا يا ميني، لقد حصلت عليها وها أنت الآن، أيها السائق، ليس أي من أساليبك معي. هيا يا ميني، أنا أستطيع أن أحملك، دعي سلتك وحدها!"، وهكذا تذهبان إلى غرفة المعيشة، "العمة ميني يا أطفال".

ببطء الملاعق والشوك تغوص من الوضع العمودي، إلى الأسفل تنزل ( بوب وباربرا) يمسكان الأيدي بثبات، يعودان ثانية على مقاعدهما يحدقان بين اللقم المستأنفة ] ولكنا سنتجاوز ذلك، الزخارف، الستائر، طبق الصيني ثلاثي الوريقات، مستطيلات الجبن الصفراء، مربعات البسكويت البيضاء، تجاوزها– ولكن لا، انتظر!
في منتصف وجبة الغداء واحدة من هذه تتحطم، بوب يحدق بها وملعقته في فمه. "تابع تناول البودنغ يا بوب"، ولكن هيلدا تستنكر. "لماذا تقوم هي بالحك؟"، تجاوز تجاوز إلى أن نصل إلى الهبوط على الطابق العلوي، الدرج ذي الحاجز النحاسي، مشمع الأرضية المهترئ؛ أوه نعم!، غرفة النوم الصغيرة المطلة على أسطح ايستبورن، سطوح متعرجة كمحاور اليسار يع، هذا الاتجاه، ذاك الاتجاه، مخططة بالأحمر و الأصفر، وإردواز أسود-أزرق[

الآن يا ميني، الباب مغلق، هيلدا تنزل ثقيلة إلى الدور السفلي، تفكين شرائط سلتك، تمددين على السرير قميص نوم صغير، تضعين خفا من الفرو بجانب بعضه البعض، المرآة، لا، تتجنبين المرآة. ترتيب نظامي لدبابيس القبعات. ربما الصندوق الصدفي بداخله شيء؟ تهزينه؛ إنها اللؤلؤة المرصعة هناك منذ العام، هذا كل شيء. ثم النشق، التنهد، الجلوس إلى النافذة. الساعة الثالثة في مساء كانون أول؛ المطر يسقط رذاذا؛ ضوء واحد منخفض في السماء في سوق جوخ، وآخر عال في غرفة نوم خادم، هذه تخرج خارجا فهذا لا يعطيها شيئا للنظر إليه.

لحظة من فراغ، إذن، ماذا تظنين؟ (دعني اختلس النظر مقابلها؛ إنها نائمة أو تتظاهر بالنوم؛ بم تفكر وهي تجلس على النافذة في الساعة الثالثة ظهرا؟ الصحة؟ المال؟ التلال، إلهها؟) نعم تجلس على حافة الكرسي تنظر إلى سطوح ايستبورن، ميني مارش تصلي لله. هذه كله جيد جدا؛ وربما تفرك لوح الزجاج أيضا، وكأنما لترى الله بشكل أفضل، ولكن أي إله ترى؟ من هو إله ميني مارش، إله الشوارع الخلفية لايستبورن، إله الساعة الثالثة عصرا؟ أنا أيضا أرى السطوح، أرى السماء، ولكن أوه يا عزيزي، رؤية الآلهة هذه!، أقرب إلى الرئيس كروغر من الأمير ألبرت، هذا أفضل ما استطيع أن افعل لأجله؛ وأنا أراه على كرسي، بعباءة سوداء، ليس عاليا جدا هناك، أستطيع تدبر غيمة أو اثنتين لأجل أن يجلس عليها، ثم يده تدب في الغيوم حاملة قضيب، أهي هراوة؟ قاس أسود سميك ذي قرون متنمر عجوز إله ميني! هل أرسل الحكة واللصقة والنزع؟ ألهذا هي تصلي؟ ما تفركه على النافذة هو بقعة الخطيئة. أوه ربما اقترفت جريمة!

لدي اختياراتي من الجرائم. الغابات تتضاءل صيفا وتطير، توجد أجراس زرقاء؛ في الفتحة هناك، عندما يأتي الربيع والورود، معزولة كانت منذ عشرين عاما؟ عهود منقوضة؟ ليست لميني! لقد كانت مخلصة.

كيف مرضت أمها! كل مدخراتها على أكاليل شاهد الضريح تحت دفلى زجاجية في الجرار. ولكني خارج الاقتفاء. جريمة.. سيقولون أنها احتفظت بحزنها، قمعت سرها والجنس، سيقول ذلك الأناس العلميون. ولكن أي هراء جعلها تمتطي صهوة الجنس! لا شيء كهذا. عابرة أسفل شوارع كرويدن قبل عشرين عاما، وحلقات الشريط البنفسجية في معرض تاجر الاجواخ والألبسة تلمع في الضوء الكهربائي الذي أمسك عينيها، تتسكع بعد السادسة، تستطيع بالركض أن تصل بيتها. تندفع خلال الباب الزجاجي المتأرجح. إنه وقت التنزيلات. الصواني قليلة العمق تطفح بالأشرطة. تتوقف، تسحب هذا، تتحسس بأصابعها ذاك ذي الورود الناهضة، لا حاجة إلى أن تختار، لا حاجة للشراء، وكل صينية لها مفاجآتها. "نحن لا نقفل قبل الساعة السابعة،" ثم إنها السابعة . تركض، تندفع، إلى البيت تصل، ولكن متأخرة. الجيران، طفلة الدكتور، الأخ، الغلاية، ميت المستشفى أو فقط الصدمة، اللوم؟ آه، ولكن التفاصيل لا تهم في شيء!، إنها ما تحمل معها، البقعة، الجريمة، الشيء الذي تكفر عنه، دائما هناك بين كتفيها، "نعم،" إنها تبدو تومئ لي؛ "إنها الشيء الذي فعلت".

سواء فعلته، أو ماذا فعلت، لا اعبأ بذلك؛ إنه ليس الشيء الذي أريده، زجاج بائع الملابس المزينة بالبنفسجي، ذلك ما سأفعله، واحدة رخيصة ربما، شيء اعتيادي لأن الشخص يملك خيار الجرائم، ولكن عندها الكثير( دعني ألقى نظرة خاطفة مرة أخرى، لا زالت نائمة، أو تتظاهر بالنوم! أبيض، مهترئ ، الفم مغلق ولمسة من العناد، أكثر من واحد لن يفكروا بلمحة الجنس) من الجرائم ليست جريمتك، جريمتك رخيصة، فقط الجزاء جليل؛ لان الآن أبواب الكنيسة تفتح، المقعد الخشبي الصلب يستقبلها؛ على الآجر البني تركع؛ كل يوم، شتاء، صيفا، عتمة، فجرا( هنا هي الآن عليه) تصلي. كل خطاياها تسقط، تسقط، تسقط للأبد. البقعة تستقبل تلك الخطايا، إنها متهيجة، إنها حمراء، تحترق. تاليا هي تنتفض. الأولاد الصغار يؤشرون: "بوب على الغداء اليوم" ولكن النساء الأكبر هن الأسوأ.

فعليا أنت لا تستطيعين أن تجلسي للصلاة أكثر، كروغر غرق تحت الغيوم وغسل كما لو طلي بفرشاة رسام بلون رمادي سائل مع مسحة من السواد، حتى طرف الهراوة اختفى الآن. هذا ما كان يحدث دائما! تماما كم سبق لك رؤيته، والإحساس به، أحدهم يقاطع. أنها هيلدا الآن.

كم تكرهينها! إنها حتى ستغلق الحمام خلال الليل رغم أن الماء البارد فقط هو كل ما تحتاجينه في بعض الأحيان عندما يبدو أن الحمام الليلي يساعد. وجون في الإفطار، وجبات الأطفال هي الأسوأ، وأحيانا هناك سرخس الأصدقاء لا يخفونهم، يخمنون أيضا ، ولهذا تخرجين خارجا على طول الجبهة، حيث الأمواج رمادية والأوراق تهب، ومحميات الزجاج خضراء والريح فيها يهب، والكراسي تكلف بنسين أكثر أيضا لأنه يجب أن يكون هناك وعاظ على طول الرمال.

آها ، ذلك زنجي، ذلك رجل مضحك، ذلك رجل مع ببغاء، يا لها مخلوقات صغيرة مسكينة!. ألا يوجد هنا أحد يفكر في الله؟ هناك في الأعلى، فوق الدعامة بعصاه، ولكن لا، لا يوجد شيء إلا الرمادي في السماء أو إن كان أزرق، فإن الغيوم البيضاء تخفيه، والموسيقى ، إنها موسيقى عسكرية ولماذا يصيدون؟ هل يمسكونها؟ كيف يحدق الأطفال!، حسنا هو البيت طريق العودة،
"البيت طريق العودة!" والكلمات لها معنى؛ ربما قيلت من قبل الرجل العجوز ذي الشارب، لا، لا، هو لم يتكلم حقيقة، ولكن كل شيء له معنى، الإعلانات المنحنية على طريق المدخل، الأسماء فوق المحال- الفاكهة الحمراء في السلال، رؤوس النساء عند مصفف الشعر، كلها تقول: "ميني مارش" ولكن هنا أحمق، "البيض أرخص!"، هذا ما يحدث دائما، كنت أروّسها فوق الشلال، مستقيم إلى الجنون، عندما، مثل قطيع من أغنام الأحلام، تستدير إلى الناحية الأخرى وتجري من بين أصابعي. البيض أرخص. محدد بمجال شواطئ العالم، لا شيء من الجرائم، الندم، الألحان المرحة أو الخبل للمسكينة ميني مارش؛ لا تتأخر أبدا على الغداء، لا تعلق أبدا في عاصفة بدون معطف واق من المطر، ليست أبدا غير واعية برخص سعر البيض. لهذا تصل البيت وتكشط حذائها.

هل قرأتكِ بشكل جيد؟ ولكن الوجه الإنساني، الوجه الإنساني أعلى الصفحة المملوءة يحمل أكثر، ويحتفظ لنفسه بأكثر. الآن العينان مفتوحتان، تنظر هي خارجا، وفي العين البشرية كيف تعرّفها؟


هنالك كسر، انقسام، كما تعانق نزف عث الفراش التي تتعلق في المساء فوق الزهرة الصفراء، حركي يدك، تحت، عاليا، بعيدا. لن أرفع يدي. معلق بسكون إذن.. جعبة السهام، الحياة، الروح، المعنويات، كل ما أنت من ميني مارش، أنا أيضا، على زهرتي، الصقر في الأعلى وحيدا، أو ما هي قيمة الحياة؟ أن تنهض ، تسكن في المساء، في وسط النهار، تعلق بسكون فوق المدينة. رفرفة اليد أسفل ، أعلى! ثم توازن ثانية.

وحيدة، غير مرئية، ترى الجميع ساكنين هناك، كلهم ودودون. لا أحد يرى، لا أحد يهتم. عيون الآخرين سمومنا، أفكارهم أقفاصنا. الهواء فوق، الهواء تحت. والقمر والخلود.. أوه، ولكني أسقط إلى المرج! هل أنت في الأسفل أيضا؟، أنت في الزاوية، ما اسمك-المرأة ميني مارش، اسم كهذا؟
ها هي هناك، محكمة إلى إزهارها، تفتح حقيبة يدها، والتي تخرج منها قشرة مجوفة، بيضة، من الذي كان يقول أن البيض أرخص؟ أنت أم أنا؟. أوه، أنتِ من قال ذلك في طريق العودة للبيت، أتذكرين، عندما فتح الرجل العجوز مظلته فجأة أم كان يعطس؟

على أية حال، كروغر ذهب، وأنت جئت، "العودة رجوعا للبيت" و كشطت حذائك. نعم والآن يستلقي عبر ركبتيك منديل جيب سقطت فيه كسور زاوية من قشر البيض وأجزاء من خارطة، أحجية. أتمنى لو أستطيع تجميعها معا! لو أنك فقط تجلسين ساكنة، حركت ركبتيها، الخريطة في قطع صغيرة مرة ثانية. أسفل منحدرات الانديز كتل الرخام البيضاء تتقافز وتندفع، تحطم إلى الموت فرقة كاملة من البغال الاسبانية، مع قافلة الحماية، غنائم المدافع، ذهب وفضة. ولكن لتعد إلى ماذا؟ إلى أين؟. فتحت الباب ، وضعت مظلتها على القائم وذلك دون كلام، رائحة لحم البقر من الطابق السفلي، نقطة، نقطة، نقطة. ولكن ما لا يمكنني حذفه، ما يجب، الرأس في الأسفل، العيون مغلقة مع شجاعة كتيبة وعمى ثور، الشجاعة و التشتت بلا شك هي الأشكال وراء السرخس، مسافرون تجاريون.

هناك أخفيتُهم كل ذاك الوقت على أمل أنهم بطريقة ما قد يختفون، أو تظهر للعيان، كما يجب عليهم فعلا، لو تسير القصة إلى جمع الغنى و امتلاء الجسم، المصير و المأساة، كما على القصص أن تكون، متدحرجة معهما أو معهم، المسافرين التجاريين، و بستان كامل من زنابق الاسبيديسترا.

"ورق الاسبيديسترا حجب المسافر التجاري جزئيا "، نباتات الرودوديندرون الوردية كانت ستخفيه بكل ما في الكلمة من معنى، وفي الصفقة تعطيني أي اندفاع من الأحمر والأبيض، والذي له أنا جائعة وأجاهد. ولكن نباتات رودوديندرون في كانون الأول في ايستبورن، على مائدة آل مارش. لا، لا، لا أجرؤ ، الأمر كله متعلق بقشور النباتات و آنية الخمر، الزينة و السرخس. ربما تكون هناك لحظة بعدها بجانب البحر. فوق ذلك، أشعر، أعدو منطلقة بسرعة عبر النسيج الأخضر وفوق معترك الأعشاب المقصوصة، برغبة في الندية والنظر الخاطف إلى رجل مقابل بقدر ما أستطيع. جيمس موغريدج هو، والذي يناديه آل مارش جيمي؟ ]ميني يجب أن تعديني ألا تنتفضي إلى أن أمسك هذا الخيط بشكل مباشر[ ، جيمس موغريدج يسافر في، هل لنا أن نقول أزرار؟ ولكن الوقت لم يأت لإحضارهم في الكبير أو الصغيرعلى الكارتات الطويلة ، عين طاووسية، أخرى ذهبية متبلدة، متكتل بعضها والبعض مرجاني ينتشر ولكني أقول أن الوقت لم يحن. إنه يسافر، وفي أيام الخميس، يومه الايستبورني، يتناول وجباته مع آل مارش.

وجهه الأحمر، عيناه الصغيرتان الثابتتان بلا وسائل، شهيته الكبيرة ( ذلك آمن، فهو لن ينظر إلى ميني إلى أن يشق الخبز طريقه عبر الصلصة) منديل مطوي كماسة ولكن ذلك مبدئي، ومهما عنى للقارئ لا يأخذني. دعنا ندلف إلى منزل موغريدج، ونضع ذلك في الحركة. حسنا، أحذية العائلة يتم إصلاحها أيام الأحد بواسطة جيمس نفسه، إنه يقرأ الحقيقة. ولكن عاطفته الشغوفة؟
روزساند زوجته ممرضة مستشفى متقاعدة مثيرة للاهتمام، لخاطر الله دع لي امرأة باسم أحبه! ولكن لا؛ إنها من الأطفال غير المولودين للذهن، غير مشروعة، ليست من الأقل إثارة للمحبة، مثل نباتي الرودودندرون. كم مات الكثيرون في كل رواية وذلك قد كتب الأفضل، الأغلى ولكن موغريدج يعيش. إنها غلطة الحياة. هنا ميني تأكل بيضتها في اللحظة مقابلي وعلى الجهة الأخرى من الخط، هل عبرنا لويز؟ لا بد أن هنالك جيمي وإلا ما سبب ارتعاشها؟

لا بد من حياة موغريدج الخطأ. الحياة تفرض قوانينها؛ وتغلق الطريق، الحياة خلف السرخس، الحياة هي المستبدة، أوه ولكن ليس المستأسدة! لا، لأني أؤكد لك أني جئت باختياري، جئت متلمسة ، السماء تعرف أي إكراه بين السرخس والماء المقدس، الطاولات تنتشر والزجاجات متهمة. آتي بلا مقاومة لأقحم نفسي في مكان ما على اللحم الصلب ، في العمود الفقري الأقوى، في أي مكان أستطيع الاختراق أو أجد موطئ قدم على الشخص، في الروح، لموغر يدج الرجل.

الثبات الكبير للبنية، العمود الفقري صلب كعظم حوت، مستقيم كشجرة بلوط، العروق تشع الأغصان، النوتي مشدود اللحم، الفجوات الحمراء، الامتصاص والتقيؤ من القلب، بينما من أعلى اللحم يسقط في مكعبات بنية و البيرة تتدفق لتزبد في الدم مرة أخرى وهنا نصل العينين. خلف الأسبيديسترا يرون شيئا ما، أسود، أبيض، كئيب، وهنا الطبق ثانية، خلف الاسبيديسترا يرون امرأة مسنة " أخت مارش، هيلدا الأقرب لتصنيفي"، قماش الطاولة الآن. "مارش سيعلم أي خطأ في الموريسيين" أنهي ذاك الحديث، الجبنة أتت، الطبق ثانية، أقلبه حول الأصابع الضخمة، والآن المرأة في المقابل. أخت مارش ليست مثل مارش، بائسة ، أنثى مسنة... يجب أن تطعم دجاجاتك... حقيقة الإله، ما سبب انتفاضها؟ ليس ما قلت أنا؟ عزيزي، عزيزي، عزيزي! هؤلاء النساء الكبيرات، يا عزيزي يا عزيزي!".

]نعم يا ميني، أعرف انك انتفضت، ولكن لحظة واحدة يا جيمس موغريدج[

"عزيزي، عزيزي، عزيزي!" كم جميل الصوت! كطرقة مضرب على خشب معالج. كخفقان قلب صائد حيتان قديم عندما تضغط الأمواج بكثافة والأخضر يتلبد بالغيوم. "عزيزي، عزيزي!" يا له من جرس عابر للأرواح المضطربة ليسكنها ويقدم لها السلوان، يلفها بالكتان قائلا:" طويلا، حظ جيد لك" ثم، "ما هي متعتك؟" ولذا سيقطف موغريدج وردته لها، ذاك تم، انتهى. والآن ما الشيء التالي؟ "مدام، ستفقدين قطارك"، لأنهم لا يتخلفون.

هذه طريقة الرجل، هذا الصوت الذي ينبض به النهر، هذا شارع بول وعربات الأومنيبس ذات المحركات، ولكنا نفرشي لباب الخبز خارجا، أوه موغر يدج، ألن تقول؟ يجب أن تكون خارجا؟ هل تقود عبر ايستبورن هذا المساء في واحدة من هذه العربات الصغيرة؟ هل أنت الرجل المغطى بالأخضر في صناديق الكرتون المقوى، وأحيانا لديه العميان في الأسفل، وأحيانا يجلس وقورا يحدق كأبي الهول، ودائما هناك نظرة قبرية، شيء من المتعهد، الكفن، الظلام حول الجواد والسائق؟ أخبرني ولكن الأبواب تضرب بعنف. لن نلتقي ثانية أبدا يا موغر يدج، الوداع!!

نعم، نعم، إني قادمة. إلى أعلى المنزل، لحظة واحدة سأتباطأ. كيف يتكور الوحل في الذهن ،أي دوامة يتركها أولئك الوحوش؟ المياه تهتز، الأعشاب تلوح وخضراء هنا، سوداء هناك ، تضرب الرمال، إلى أن تتفرق الذرات بدرجات، الوديعة تنخل نفسها، ومرة أخرى عبر العينين يرى المرء بوضوح وسكون، وثلاثة يأتون إلى الشفاه صلاة ما إلى الفقيد، جنازة للأرواح التي يومئ لها المرء، الناس الذين لا يقابلهم ثانية.

جيمس موغر يدج ميت الآن، ذهب إلى الأبد. حسنا، ميني "لا أستطيع أن أواجه أكثر". لو أنها قالت ذلك (دعني أنظر إليها. إنها تفرشي قشور البيض إلى انحدارات عميقة) لا بد أنها قالتها، منحنية تجاه جدار غرفة النوم تمزق بقوة الكرات الصغيرة التي تحاذي الستارة ذات اللون الأرجواني الداكن. ولكن عندما تتحدث النفس إلى النفس، من الذي يتحدث؟ الروح المقبورة، الشبح المقاد إلى سرداب الموتى، النفس التي أخذت البرقع وغادرت العالم، جبانة ربما، ومع ذلك جميلة بشكل ما، لأنها تطير مع مشعلها بلا استراحة أعلى وأسفل الممرات المظلمة. "لا أستطيع الاحتمال أكثر!"، يقول شبحها. "ذلك الرجل على الغداء، هيلدا، الأطفال" أوه يا الهي، نشيجها! إنها الروح تندب مصيرها، الروح المقادة إلى هنا، قريبا، تستقر على السجادة المتناقصة، مواطئ أقدام ضئيلة ، قطع صغيرة متضائلة من كل الكون المختفي، الحب، الحياة، العقيدة، الزوج، الأطفال، لا أعرف أي أمور مهرجانية و بهية خطرت في الفتاة."

"ليس بالنسبة لي ، ليس بالنسبة لي".

ولكن عندها الفطائر الرقيقة، الكلب العجوز الأصلع؟ جديلة الخرز التي علي أن أتخيل والعزاء تحت الكتان، لو أن ميني مارش أخذت إلى مستشفى، فان الممرضات والأطباء أنفسهم سيتعجبون...
هناك المجاز الضيق والرؤية وهناك المسافة، بقعة الحبر الزرقاء في نهاية الجادة، بينما بعد كل شيء الشاي غني، الفطائر الرقيقة ساخنة والكلب" بيني، إلى سلتك وأنظر ماذا أحضرت لك أمك!" وهكذا تأخذين القفاز ذي الإبهام الممزق، تتحدين الشيطان المتجاوز لما سميته الذهاب في الثقوب، أنت تجددين الحصن، تغزلين الصوف الرمادي، تركضين داخلا وخارجا.

تركضين داخلا وخارجا، عبر النهر، تغزلين شبكة خلالها الله نفسه لا يفكر في الله! كم هي متينة الغرز! يجب أن تكوني فخورة برتقك، لا تدع شيئا يزعجها. دع الضوء يسقط بلطف والغيوم تري ثوبا داخليا لأول ورقة شجر خضراء. دع عصفور الدوري يفرخ على الغصين، وهز قطرة المطر المعلقة على كوع الغصين... لماذا تبحثين؟ هل كان صوتا، فكرة؟ أوه يا للسماء! نعود ثانية إلى الشيء الذي فعلته، الطبق الزجاجي ذي الحلقات البنفسجية؟ ولكن هيلدا ستحضر. الخزي والذل ، أوه! أغلق الثغرة.

بعد أن أصلحت قفازها، ميني مارش تلقيه في الدرج. تغلق الدرج بقرار. ألتقط مشهد وجهها في الزجاج. الشفتان مزمومتان. الذقن مرفوع عاليا. بعدها تربط حذاءها ثم تلمس حلقها. ما هو دبوسك الخاص للزينة؟ نبات طفيلي أم فكرة مرحة؟ وما الذي يحدث؟ إلا إذا كنت مخطئة جدا، النبض متسارع، اللحظة تحين، الخيوط تتسابق. نياجرا قدما. هنا الأزمة! فلتكن السماء معك! إلى الأسفل تمضي. الشجاعة، الشجاعة! واجهي، كونيها! لأجل الله لا تنتظري الجديلة الآن! هنالك الباب ! أنا في جانبك، تكلمي، جابهيها، اخز روحها!

"أوه، استميحك عذرا! نعم هذه ايستبورن. سأصلها لأجلك. دعيني أجرب المقبض" ]ولكن ميني رغم أننا نحافظ على تظاهرنا، لقد قرأتك جيدا، إني معك الآن[
"هذه كل أمتعتك؟"
"كثير مجبرة عليه، إني متأكدة"

(ولكن لم تتلفتين حولك، هيلدا لن تأتي إلى هذه المحطة، ولا جون، وموغر يدج يقود على الجانب الأقصى من ايستبورن)

"سأنتظر بجانب حقيبتي، سيدتي، ذلك أكثر أمانا. إنه يقول أنه سيلاقيني .... أوه ها هو ذا! ذلك ابني"، وهكذا مشيا مبتعدين معا.

حسنا، ولكني مذهولة...بالتأكيد، ميني، أنت تعرفين أكثر! رجل شاب غريب.. توقفي! سأخبره يا ميني! آنسة مارس! ولا أعلم بالرغم من ذلك. هنالك شيء غريب في عباءتها وهي تخفق. أوه ولكنه غير صحيح، إنه بذيء .. انظر كيف ينحني وهما يصلان البوابة. إنها تجد تذكرتها. ما النكتة؟ يخرجان، خارج الطريق جنبا إلى جنب.. حسنا، عالمي منتهي! على ماذا أقف أنا؟ ماذا أعلم؟ هذه ليست ميني. لم يكن هناك أبدا موغريدج. من أنا؟ الحياة جرداء كعظمة.

وآخر نظرة لهم وهو يخطو بعيدا عن الحاجز الحجري وهي تتبعه حول حافة البناية الكبيرة تغمرني بفيض من التعجب جديد. أشكال غامضة! الأم وابنها. من أنتم؟ لما تمشيان في الشارع؟ أين ستنامان الليلة ومن بعد ذلك غدا؟ أوه، كيف أصاب بدوار والجيشان يغرقني من جديد! ابدأ خلفهم. الناس يقودون سياراتهم في هذا الاتجاه وذاك. الضوء الأبيض يدمدم وينسكب. النوافذ ذات الأسطح الزجاجية. القرنفل، الأقحوان، اللبلاب في الحدائق المظلمة، عربات الحليب على الباب.

أينما أذهب، أشكال غامضة، أراكم، تعبرون الزاوية، الأمهات والأبناء، أنتم، أنتم، أنتم. أستعجل، ألحق. هذا كما أتخيل يجب أن يكون البحر. رمادية هي السهول، خافتة كالرفات، المياه تهمهم وتتحرك. لو إني أسقط على ركبتي، لو أني أذهب عبر الطقوس، العادات القديمة، إنه أنتم، أشكال غير معروفة، أنت من أعبد، لو أني افتح ذراعي، فأنتم من أعانق، أنتم من أسحب إلى عالمي الفاتن.

ترجمة رقية كنعان – كاتبة أردنية