من تونس: احتفت مجلة "الحياة الثقافية" التي تصدرها وزارة الثقافة و المحافظة على التراث في عددها 161 بمؤسسها، الأديب الراحل محمود المسعدي. وتحت عنوان"محمود المسعدي: حايتنا الثقافية الباقية"، يذكر حسن بن عثمان رئيس تحرير المجلة في افتتاحية خص بها الراحل، أن محمود المسعدي كان "رجل السمو طوال مسيرته العامرة بالعطاء، سمو في فكره و ذوقه و أعماله السخية و آثاره الأدبية الخالدة". و يضيف"المسعدي لم يكن شخصا عاديا و لا كاتبا كتيبا و لا مفكرا سطحيا و لا انسانا منسيا، كان حالة ابداعية في جميع احواله و افعاله و اقواله، في النص كما في الحياة..."
كما يحتوى العدد الخاص بشهر جانفي من "الحياة الثقافية" حوارا بعنوان "لنا من العبقرية ما لا يقل عن عبقريات الأمم الأخرى"، كان أجراه حسن بن عثمان منذ ست سنوات بمناسبة احتفال مجلة الحياة الثقافية بعددها المائة سنة 1988 يتناول فيه جوانب متعددة من حياة المسعدي الفكرية والأدبية بصفة خاصة موثقا ذلك بعدة صور فوتوغرافية.
و يتحدث المسعدي في هذا الحوار عن طفولته وعن الوجود والعقلانية والخيال كأساس للإبداع بالمعنى العقلي والجمالي وعن اللغة كعامل حاسم في تشكل وعي الإنسان وخياله من حيث أن الإنسان يقيم في اللغة. وعن الفرق بين القول الفلسفي والقول الأدبي. وعن علاقة المسعدي بالزمن ومفهومه للإله. كما تحدث عن عشقه للغة العربية لأنه يعتقد أنها من أوفى اللغات بدقتها لحرمة الفكر، لأنها لا تخون الفكر عندما تتحمل مسؤولية ابرازه لإبلاغه إلى الغير...
وفي ركن دراسات اشتمل العدد الجديد على مجموعة من البحوث والدراسات التي تناولت مواضيع تهم علم أصول الدين ومسالة التجديد والمعاصرة في تفسير القران إلى جانب التعرض إلى محاور أخرى تتعلق بحاجة المسلمين إلى الحوار مع الذات و الآخر و كذلك بالأولياء والكرامات كرموز خير.
وفي باب المقاربات كتب خالد الغريبي عن «شعرية الفضاء في ميتافيزيقا وردة الرمل» للمنصف الوهايبي» وعبد الرحمان مجيد الربيعي عن «عبد العزيز المقالح في ثلاثياته النقدية» وعبد الجبار العش «من يتماثل مع من» وحسونة المصباحي عن «راينار ماريا ريلكة شاعر الحب والموت» وكتب انس الشابي «صحافيو المهيدي» وعبد الدائم السلامي عن «دائرية الحدث الشعري في قصيدة خطبة أولى لحجة الوداع لعبد الوهاب المنصوري». كما تضمن العدد مجموعة من القصائد والقصص القصيرة لثلة من الكتاب والشعراء التونسيين على غرار حسن القهواجي و شمس الدين العوني...فضلا عن مجموعة نصوص في البحوث والمتابعات على غرار «أطروحة السردي في الشعر العربي الحديث» لفتحي النصري بقلم مبروك المعشاوي و قصص "لا تحرج الموت الجميل " لزياد علي بقلم محمد علي اليوسفي و ندوة دور الإعلام الثنائي في نقل صورة الإسلام إلى الآخر لمريم خير الدين العابري. من جهة أخرى سلطت المجلة الضوء في ركن شخصيات لها بصمات على الأديب محمود التونسي باعتباره كاتب قصصي تجريبي مجدد. كما يطلع القراء في مكتبة "الحياة الثقافية" على آخر ما كتب في مجالي الشعر والقصة.