يصدر كتاب أمريكي جديد بعد غد ، وسوف يثير مجدداً مشاعر الأمريكيين حول أحداث الحادي عشر من سبتمبر. إنه كتاب يعرض ، وللمرة الأولى ، أخر الكلمات والجمل التي قيلت والتي تركت مسجلة على هواتف الأهل والأصدقاء. ويعرض الكتاب أيضا الأهوال الكبيرة في دقائق قليلة واجهت أناساً أبرياء في برجي التجارة. اسم الكتاب "102 Minutes : The Untold Story of the Fight to Survive Inside the Twin Towers". سيصدر الكتاب عن Times Books، ويقع في 352 صفحة.
يصوّر الكتاب، ولأول مرة ، الأهوال التي أصابت الناس في برجي التجارة في 102 دقيقة، في الفترة ما بين تحطم الطائرة الأولى وانهيار البرج الشمالي. جيم دوير،المراسلفي صحيفة The New York Times وزميله المحرر في نفس الصحيفة كيفن فلاين ، يضعان القارئ لأول مرة في قلوب وعقول الناس الذي شاهدوا أهوال برجي التجارة ، والكلمات الأخيرة التي قيلت في هذين البرجين. وقد نشرت صحف أمريكية فقرات من الكتاب قبل نشره ، تعرض " إيلاف " بعضها.
ستانلي بريمنث ، والذي يعمل في بنك تابع لليابان ، كان في مكتبه في الطابق الواحد والثمانين من البرج الجنوبي. بعد ضرب البرج الأول أخبر بضرورة أن يبقى جالسا وراء مقعده بانتظار المزيد من التعليمات ، وفي الساعة التاسعة ودقيقتين من بعد الظهر عاد إلى الطوابق العليا وهو يتحدث عبر الهاتف إلى صديقه في وسط أمريكا. وأثناء وقوفه بجانب النافذة لمح بطرف عينه تغيرا في السماء وعندما نظر بتمعن وإذ بها طائرة متجهة إلى نافذته فنزل تحت طاولة المكتب وهو يناجي ربه ، وكان صديقه يسمعه على الهاتف ويراقب هول الفاجعة على شاشات التلفاز حتى انهار سقف المبنى.
ومن بين القصص الأخرى التي يرويها الكتاب كيف علق بعض الناس في المصاعد التي توقفت فجأة ومن ثم شبّت النيران فيها ، والاتصالات التي خرجت من داخل البرجين للأهل والأصدقاء حول انهيار المبنى وزجاج النوافذ ، وصراخ مناجاة الرب. إن أكثر عبارة سمعت تتردد على الهواتف هي " السقف ينهار " ! The ceiling is caving .
يقول الكتاب : " لم تنته كل القصص نهاية سعيدة ولم تكن كلها حكايات بطولية ". ويعتقد مؤلفا الكتاب أنه ليس كل الذين قفزوا من النوافذ فعلوا ذلك بإرادتهم ، ولكن تم دفعهم من اليائسين الذين كانوا بأمس الحاجة للوقوف إلى النافذة والحصول على هواء نقي. وأما الرسالة المحزنة فهي التي تركها رجل في الطابق الثامن والثمانين على هاتف خطيبته ، حيث قال :" كريس ، لقد حصل انفجار ، أريدك أن تعلمي أن حياتي كانت جميلة لأنك كنت فيها ".
لقد قيلت وكتبت ملايين الكلمات على الحادث الذي ضرب برجي التجارة وجميعها كان من خارج المبنى ، وأما هذا الكتاب فإنه يجمع قدر المستطاع من كلمات قيلت داخل المبنيين قبل الانهيار. واعتمد المؤلفان على مئات من المكالمات الهاتفية المسجلة والرسائل الالكترونية ورسائل الطوارئ المسجلة.
وتقول الصحافة الأمريكية إن هذا الكتاب سوف يثير مجددا مشاعر الأمريكيين ، وهذا ما قد يضع الإدارة الأمريكية أمام تساؤلات كبيرة من قبل أهالي الضحايا في البرجين ومنها السؤال عن الفشل في العثور على أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي تبنى الحادثة.