قبل ثمان سنوات أقترحت وزيرة الثقافة آنذاك ماريتا أولفسكوغ فكرة نقل متحف ثقافات العالم من مدينة ستوكهولم الىغوتنبورغ. وقتها جبهت الفكرة بالرفض، ولكن مقترحا جديدا ظهر الى جانبها، دعى الى بناء متحف جديد لثقافات العالم في ثاني مدن السويد. وبالفعل بدء العمل بالمشروع منذ ذلك الحين، حتى رأى النور أخيرا بداية هذا العام. فالعابر لشارع كورش فيغن سيرى اليوم لؤلؤة جديدة بين لآليئه، سيتعرف على بناية مكعبة الشكل، زجاجية الواجهة، هي بناية المتحف الذي سينقل ثقافات العالم الى السويد وفيها ستتفاعل جميعا.رئيسة المتحف يتيه ساندال عبرت عن رضاها بتصميمه وأنجازه وقالت: أنه تماما كما تخيلته، وأشعر بالرضا لما تحقق، لقد توصلنا الى أنجاز مهم. وعن عالمية الثقافة قال وزيرها باغروتيسكي في كلمة الأفتتاح: المتحف سيوفر لنا فرصة لمعرفة شيء عن العالم، سنقلص الفوارق بيننا، ونقلل غربة الأشياء عنا. وأضاف.. لم نكن نتصور ان نعيش حدثا يشعرنا بوحدة المصير، مشيرا الى الكارثة الطبيعية الآسيوية. أما تصميم المتحف فقام به المعماريان سيسليا بريساك الفرنسية وزميلها الأمريكي أدغار غونزاليس.. وعن فكرة بنائه قال: أقترحنا هذا الشكل المكعب المفتوح ليسمح بدخول أكبر كمية من الضوء اليه، وليشعر الزائر أنه في مناخ مفتوح، يعطيه حرية مشاهدة كل موجوداته.
والمتحف بأعتباره يحمل فكرة سياسية تريد نبذ العنصرية وكراهية الأخر قالت مديرته ساندال: نريد تقديم صورة واسعة وحقيقية للتعدد الثقافي العالمي..
ومحتويات وعروض أجنحته تشير الى هذة الفكرة.. فأول المعارض الأربعة التي شاهدها أول زوار المتحف حمل أسم (نو نيم أيفر) خصص لمكافحة مرض الأيدز والتنويه الى مخاطره العالمية والحاجة الى التضامن العالمي لمحاربته. وفي جناح المقتنيات الأثنية القديمة عرضت تماثيل ومنتوجات من مصر القديمة وأمريكا اللاتينية، عمر بعضها أكثر من أربعة ألاف سنة.
كما ضم معرض (في عمق 390 متر مكعب) الذي شغل الطابق الرابع، لقا وتماثيل من جنوب الهند ومن أبتكارات الثقافة البوذية. ومن عمق ثقافة حوض الأمازون شاهد الزوار أعمالا فنية فطرية، عكست مهارة الأنسان الفطري ومستوى وعيه. أما معرض (آفق) فخصص لعرض الثقافة الأفريقية وتأثيراتها العالمية.