احتفالية ثقافية سنوياً في مصر

وصف اليوم الخميس الدكتور وحيد عبد المجيد القائم بإعمال رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والمسؤول عن معرض القاهرة الدولي للكتاب، بأنه "حدث ثقافي وليس مجرد سوق للكتاب"، ونفى في شكل قاطع الأنباء التي تحدثت عن نية الدولة في خصخصة معرض الكتاب أو الهيئة، أو حتى إسناد تنظيم المعرض إلى شركات خاصة، قائلاً إنه أمر مستبعد تماماً، لكنه استدرك موضحاً أن الشركات الخاصة ربما يستعان بها في تنفيذ أعمال الديكورات والأمور المعمارية، في إطار خطة التطوير التي تنفذها وزارة الثقافة المصرية بهدف لتحديث المعرض، والارتقاء بمستواه. وأكد عبد المجيد خلال مؤتمر صحافي عقده في مناسبة بدء فعاليات الدورة السابعة والثلاثين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب التي تستمر حتى الثامن من شباط (فبراير) المقبل، عدم مصادرة أي كتاب هذا العام للمشاركين من الناشرين العرب أو الأجانب، مشدداً على أن سلطة المصادرة يجب ان تكون عن طريق القضاء ومن خلال جهة محايدة"، حسب تعبيره.
وتابع عبد المجيد قائلاً إن الدورة السابعة والثلاثين لمعرض القاهرة هذا العام، سيشارك بها 526 ناشرا يمثلون 25 دولة منها تسع دول أجنبية وأكثر من 200 ناشر من كافة الدول العربية إضافة إلى عدد كبير من الناشرين من مختلف دول العالم يشاركون في أجنحة المعرض الخارجية المكشوفة، وأضاف أن المعرض يتكون من صالة رئيسية و15 صالة بيع، واستحداث نظم جديدة لاستعلام رواد المعرض عن الكتب لتحديد الكتاب المطلوب والبيانات المتعلقة به، موضحاً إنه سيراعي اعتباراً من العام الحالي التنظيم الخدمي للزائرين بحيث تكون زيارته داخل المعرض بمثابة احتفالية متكاملة يقضي خلالها يوما ثقافيا وترويحيا يساعده على قضاء اكبر وقت ممكن للإلمام بكافة أجنحة وفعاليات المعرض وحضور الندوات وحلقات النقاش على مدار اليوم في جو موات.

فعاليات
وينظم المعرض ندوات حول عدد من الكتب منها سلسلة تاريخ الإسلام لجورجي زيدان و(ثروة الأمم) للكاتب المصري أحمد مستجير و(الإسلام وأزمة العصر.. حرب مقدسة وإرهاب غير مقدس) للمستشرق الأميركي الشهير برنارد لويس، كما تعقد ندوات أخرى متخصصة منها (المسرح التجريبي) و(الجماعات الادبية الخاصة) و(السينما والادب) فضلا عن عرض أفلام معظمها مصرية وأميركية منها (طروادة) و(الساموراي الاخير) و(هاري بوتر) وغيرها. وكشف عبد المجيد عن أن دورة هذا العام ستتميز بمشاركة شخصيات ثقافية عالمية منهم الكاتب الفرنسي روبير سوليه المولود بالقاهرة، ومن جنوب أفريقيا نادين غورديمر الحاصلة على جائزة نوبل في الادب عام 1991 ، بالإضافة إلى مدير معرض فرانكفورت الدولي فولكر نيومان لمواقفه ضد مصادرة الأعمال العربية واهتمامه بالمشاركة العربية في معرض فرانكفورت خلال شهر تشرين الثاني (أكتوبر) الماضي. وأشار عبد المجيد إلى أن المعرض سوف يناقش هذا العام العديد من القضايا الهامة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي خاصة قضايا الإصلاح والتي ستناقش بشكل اعمق واكبر على أن يتم ربطها بقضايا النهضة وكيفية تجاوز المشكلات، مضيفا أن هناك العديد من القضايا الفرعية التي سيناقشها المسئولون المشاركون بالندوات مثل القضايا السكانية والتعليم وتطويره والعولمة والإصلاحات التشريعية والقضائية. ولفت عبد المجيد إلى أن الدورة الحالية للمعرض ستشهد أربع احتفاليات ثقافية كبرى، الأولى بمناسبة مرور 250 عاما على ميلاد الجبرتي، والثانية بمناسبة مرور ثلاثة قرون على صدور أول ترجمة لألف ليلة وليلة، والاحتفالية الثالثة بمناسبة مرور مائتي عام على تولي محمد علي حكم مصر، أما الاحتفالية الرابعة بمناسبة مرور عشر سنوات على مكتبة الأسرة، وأضاف أن المعرض هذا العام سيشهد تطويراً مستحدثاً سيكون بداية لتغيير شامل خلال الدورة المقبلة عام 2006، مشيرا إلى أن المعرض تضاعف أكثر من مائة مرة منذ بداية عقده حيث تتسع مساحته عاما بعد عام ليصل هذا العام إلى 1800 متر مربع ليصبح ثاني أكبر معرض في العالم بعد معرض فرانكفورت الدولي.

تطوير
ومضى عبد المجيد قائلاً إن عدد الناشرين يتزايد عاما بعد عام والفرق الوحيد هذا العام في طريقة حساب عدد الأجنحة والصالات المشارك بها كل ناشر حيث روعي حساب العدد الفعلي للناشرين العرب والأجانب وليس عدد القاعات والأجنحة التي يشارك بها كل ناشر او يوجد بها وأين كانت المساحة التي يستأجرها، فهناك ناشر يحجز أكثر من جناح وقاعة في نفس الوقت وهناك أيضا دول تأخذ صالة بأكملها، وأضاف انه لم يتم تعطيل أي كتب بالجمارك خاصة بالناشرين المشاركين في المعرض وذلك لالتزامهم بالقواعد والضوابط التي تقرها هيئة الكتاب في الإبلاغ بكتبهم ووصولها المطار في مواعيد مبكرة، مشيراً إلى أن الإشكاليات تحدث مع الناشرين المخالفين الذين يتأخروا في إرسال كتبهم لتصل بعد بداية فعاليات المعرض.
وأكد عبد المجيد حرص اللجنة العليا للمعرض التي يرأسها وزير الثقافة على استمرار عمليات التطوير المستمر للمعرض لتكون له شخصيته المستقلة وطابعه المميز وشكله الجمالي الذي يعكس طابع وحضارة مصر، مشيرا إلى أن وزير الثقافة قرر استمرار عقد اجتماعات اللجنة العليا بعد انتهاء الدورة الحالية للتحضير المبكر لدورة العام المقبل التي ستكون نقلة كبيرة للمعرض.
تجدر الإشارة في الختام إلى أن معرض القاهرة الدولي للكتاب عقد للمرة الأولى عام 1969 بجهود الراحلة سهير القلماوي رئيس الهيئة وقتها التي كانت تعرف باسم المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر وشارك فيه خمس دول فقط ومائة ناشر على مساحة 200 متر ، بينما أقيم أول لقاء فكري بالمعرض عام 1982، ثم انتقل معرض الكتاب إلى ارض المعارض بالجزيرة، ومع مرور الوقت واتساع المشاركة فيه انتقل معرض القاهرة الدولي منذ عام 1984 إلى مقره الحالي بأرض المعارض بضاحية مدينة نصر شرق القاهرة.