سعد داود البغدادي

هَلْ سَأَلْتِ؟

حَقًّا!
هَلْ سََأَلْتِ الْقَلْبَ غَدَاةَ الرَّحِيلْ
عَمَّنْ سَيُورِدُ النَّخْلَةَ المَنْفِيَّهْ؟
مَنْ سَيُصْغِي لِحُزْنِ الخَيْزَرَانْ

وَيُشَاكِسُ النَّجْمَةَ القَصِيَّهْ؟
مَنْ سَيَعْتَنِيِ بِِطِفْلِ "رَاسِ القَرْيَهْ"؟
مَنْ سَيُزِيحُ العَوْسَجَ عَنْ شُقُوقِ الوَجْهِ المُتَحَجِّرْ؟
مَنْ سَيَمْحُو جُرْحَ العَامِرِيَّهْ؟
مَنْ سَيُعِيدُ لِلْكَلِمَاتِ صَدَاهَا؟
لِلْغَيْمِ أَجْنِحَتَهَا؟
لِلأَسَلِ نَضَارَتهْ
وَلِلْقَطَا حِدَاهَا؟
***
هَلْ سََأَلْتِ الِقَلْبَ حَقًّا
مَنْ سَيُوخِزُ الذَّاكِرَةَ كُلَّ صَبَاحْ؟
مَنْ سَيُوقِظُ قَطَرَاتِ النَّدَى؟
مَنْ سَيَسْتَفِزُّ الرًّوحْ؟
مَنْ سَيَزْرَعُ الدَّمْعَ فِي لَحْظِ اليَاسَمِينْ؟
مَنْ سَيُعَطِّرُ جِرَاحَ العِرَاقَ بِالْحِنَّةِ وَالزَّعْفَرَانْ؟
مَنْ سَيَرْسِمُ خَرَائِطَ الفَرَحِ لأَيْتَامِ بَابِلْ؟
مَنْ سَيُذَكَّرُنِي بِمُغْتَصِبَاتِ بِلادِي؟
مَنْ سَيُصْغِي لأَنِينِ النَّهْرَوانْ؟
هَلْ سََأَلْتِ؟
هَلْ سََأَلْتِ القَلْبَ حَقًّا
فِي أَيِّ عَيْنٍ سَأُبْصِِرُ وَطَنِي المُسْتَبَاحْ؟
إِنْ تَسْأَلِي!
لا تسْأَلِينْ.
أوتاوا – 27/01/2005

كَيْفَ تَسْاَلُ!*
أحمد عيد مراد

كَيْفَ تَسْأََلُ وَالجَوابْ
غَابَ مِنْ قَبْلِ الرَّحِيلْ!
كَيْفَ تَسْأَلُ وَالْعَذابْ
غَامَ فِي قَلْبِ النَّخِيلْ!
كَيْفَ يَشْكُو الخَيْزَرَانْ
حُزْنَهُ عِنْدَ الأَصِيلْ!
أَنَّةُ الشَّكُوى ضَجِيجْ
لَيْسَ يَسْمَعُهُ الدَّخِيلْ
أَيُّ نَجْمٍٍ فِي سَمَاءْ
بَاتَ فِي رَحْمِ الأُفُولْ
شَاحِبٌ مِنْهُ الضِّيَاءْ
لَيْسَ يَنْفَعُكَ الدَّلِيلْ
أَيُّ طِفْلٍ فِي العِرَاقْ
قَدْ يُنِيرُ لَهُ السَّبِيلْ!
أَيُّ عَوْسَجَ فِي العُيُونْ
جُرْحُهُ دَامٍ طَويلْ
تَرْتَجِي مِنْهُ الشِّفَاءْ
رَاحَ فِي صَمْتٍ يَجُول!
أَيُّ صَوْتٍ لِلصَّدَى
رَجْعُهُ قَرْعُ الطُّبُولْ
لَيْسَ يَسْمَعُهُ الأَصَمْ
حِسٌُّهُ وَقْرٌ ثَقِيلْ
أَيُّ جُرْحٍ قَدْ يُواسِي
مَنْ بِهِ قَلْبٌ قَتِيلْ!
قَصَّ لِلْغَيْمِ الجَنَاحْ
غَاصَ فِي بَطْنِ الوحُولْ
وَالْقَطَا أَضَحَتْ يَتِمَهْ
وَحِدَاهَا مِنْ نَحِيبٍ أَوعَويِلْ!
لا تَسَلْ كَيْفَ السُّؤَالْ
ذَاكَ أَمْرٌ مُسْتَحِِيلْ.
***
كَيْفَ عَنْ سُؤلٍ تُجِيبْ
بَعْدَمَا أَفَلَ الصَّبَاحْ!
وَالنَّدَى أَضْحَى جَفَافْ
تَذْرُوهُ فِي الرَّمِل ِالرِّيَاحْ
أَيُّ رُوحٍ تَسْتَجِيبْ
لِعَويلٍ أَوْ نُواحْ!
أَيُّ جُرْحٍ فِي العِرَاقْ
تَرْتَوي مِنْهُ الجِرَاحْ!
أَيُّ دَمْعٍ فِي العيُونْ
سَالَ فِي خَدٍّ وَسَاحْ!
كَيْفَ نَزْرَعُ يَاسَمِِين
وَالسَّوادُ بِهِ وِشَاحْ!
كَمْ يُعَاوِدُكَ الحَنِينْ
تَاهَ فِي عُمْرٍ وَرَاحْ!
تَرْسُمُ الحِنَّةُ شَكْلاً
مِثْلَ سِكِّيْنَ اسْتَبَاحْ
وَيُحِيلُ الزَّعْفَرَانْ
كَالقَطَا هِيْضَ الجَنَاحْ
مَا لِبَابِلَ لا تُجِيبْ
حَوْلَهَا كَثُرَ النِّبَاحْ
صَمْتُهَا كَالنَّهْرَوانْ
بَالَ حَوْلَهُ وَاسْتَرَاحْ
فَضُّوا بِكَارَتَهَا البُغَاهْ
نَسْلُهُمْ نَسْلُ السِّفَاحْ
لا تُجِبْهَا إِنْ تسَلْ
حَتَّى وَإِنْ ضَجَّ الجِمَاحْ
سَوْفَ يَأتِيهَا الجَوابْ
فِي هُدُوءٍ وَارْتِياحْ
لا تَسَلْنِي، إِنْ تَسَلْ!
إِنَّهُ حَتْمٌ صُرَاحْ
لا يُرَوِّعُكَ العِرَاقْ
لَنْ يَرَى غَيْرَ الفَلاحْ

أوتاوا – 28/01/2005
*مهداة للصديق سعد داود "البغدادي". أنشأتُها محاكاة لقصيدته "هل سألت" التي كان قد أطلعني عليها قبل نشرها.