أتمشى الى الباب، تماما عند العتبة،
تتمطى حياتي نعسانة تجرها يدي من أذانها..
كان يمكن لغرناطة أن تبقى على فراش أحلامي وكذلك بغداد..
كان يمكن مثلا.. ان يمر ّ بنا رجل آخر بقبعة أخرى ويصيح :
بلادكم لكم، شرط أن تأخذوها !!
كان يمكن..
أن ناكل عشر سنوات على طاولة غير الألم، تماما كما غرناطة،
تشتري البحر بزبده
والنرجس على النوافذ،
كان يمكن أكثر من هذا،
الرحيل في البقاء على سرة غير الوقت،
النعاس تحت فخذ يافع
والصهيل واسعا
يمكن مثلا
اغلاق الجيب على الذكريات
وشتم سلالة الورد
وبعيدا عن الماء
كان يمكن
الموت في البرتقال بعيدا عن الذئبة،
وعن الحليب أيضا

وأنا أرتق السنوات
رأيت أيامي تسيل على الطاولة
ومثل طفل
ألهو بأخطائي وغالبا بالخطأ
لعتقها
على متن باخرة فارعة
رأيت الأسى فارعا يلحق بي

وخلف زبده الفتيان والفتيات والديون والعصافير
رأيت أيضا
عشرة ميتين على الرمل وكفا تلوح
وسعالا مجيدا كما لو أنه كنيسة
وهطولا مرّا وأسرة حروب كثيرة
رأيت
اصبعا لا يجيد القنص يقتنصني
وزرقة تمضغها زرقة
وعصا ليست سوى غلطا خشبيا
يابسا..
رأيت أبناء كثيرين،
خلفهم أبناء لهم كثيرون
خلف أبنائهم بلاد تلهث
وأزقة تتساقط كأسنان
مدن على كتف النهر
نهر يجرح كتفي..
ودفلى تمتصها الأرصفة،
وعسل على نهد يفرّ الى شفتي
غرناطة أذن خطل بغداد
الساحل مئذنة والبحر صلاة ساهين..
وانا بعيد
أبعد من أخطائي،
واقرب من لهجة المشاحيف..

البورغ – الدنمارك
يناير 2005