متسمر وراء مقود السيارة. يكاد الهواء ينقطع. الاغنيات الصادرة من راديو السيارة تبدو له مملة على غير عادة. يتنفس بصعوبة...تكاد الدنيا تنهار في نظره.
قد تظن أنك امام حال تعرض لانهيار عصبي او ازمة قلبية الا ان الامر يعكس حال مئات الآلاف من المواطنين اللبنانيين الذين "علقوا" امس في عجقة سير مريعة على تحويطة المكلس المؤدية الى برمانا وبيت مري.
وكأني بكل اللبنانيين انحشروا في هذه البقعة وانهارت بالتالي اعصابهم.
ساعتين ونصف الساعة كي تصل الى منزلك وفي العادة كان يتطلب الأمر اقل من ربع ساعة. وفي المسافة انتظار وضيق تنفس وحتى جنون حمل البعض الى ردات فعل متفاوتة فهذا يقهقه على سوء حظه وذلك يدعس السيارات غير آبه بما يحدثه الأمر من حوادث المهم ان يصل اولا.
والمضحك المبكي في الامر انتشار العشرات من شرطيي السير هكذا فقط للمنظر وربما كانوا يضحكون في سرهم لهذه العجقة الرهيبة كانتقام باطني ونفسي من وقوفهم منذ الصباح حتى المساء في الشوارع "فالينتظر المواطن الآن لقد جاء دوره "للتمرمط" في الشوارع".
وبات الأمر ككرنفال حاشد من السيارات ، واللافت ان العجقة ابرزت نوعاً من التآلف وربما باباً للتعارف بين المواطنين وبين الفتيات والشباب ولما لا فالكل في خندق واحد جمعتهم البلية وشر البلية ما يضحك.
انه لبنان. ولبنان لا يحلو الا في عجقته. انها ضريبة السياحة وعجقة المصطافين. خبز اللبنانيين اليومي.
انه لبنان...فابتسم!
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات