دمشق: أعلن المجلس الوطني للحقيقة والمصالحة والعدالة في سورية بحسب معلومات من مصدرين واسعي الإطلاع ، أحدهما سوري والآخر لبناني، تورط جهاز الأمن الخاص التابع لأحد أحزاب " المعارضة " اللبنانية في جريمة اغتيال الكاتب والصحافي الكبير سمير قصير أول أمس.

وقد أكد المصدر السوري، وفق ما جاء في بيان المجلس، ( وهو معارض يساري مناهض بقوة لنظام بشار الأسد ) أن لديه معطيات موثوقة تشير إلى تورط المدعو ( م.ش) ، وهو أحد المسؤولين الأمنيين في حزب لبناني محسوب على " المعارضة " المتولدة بعد اغتيال الحريري ، في الجريمة .

أما المصدر لبناني فأشار إلى أن ( م.ش) شوهد مع عناصره ، عشية اغتيال المغدور سمير قصير، في ثلاثة أماكن ارتادها الكاتب الراحل خلال الليلة التي سبقت اغتياله ، وهي محيط جريدة " النهار" و حي المزرعة وحي الأشرفية .

وأضاف جازما بأن " السفارة الأميركية في بيروت تلقت تقريرًا قبل حوالي أسبوع يشير إلى أن جريمة لاغتيال أحد الصحفيين الكبار هي في طريقها إلى الحدوث . لكن السفارة الأميركية نامت على التقرير ولم تتصل بأية جهة لبنانية من أجل أخذ الحيطة والحذر " .

وفي التفاصيل جاء في البيان ان المصدر السوري أكد أن المدعو (م.ش) دخل إلى سورية بطريقة غير نظامية ، وتحديدا عن طريق القوات السورية المرابطة في بلدة دير العشائر ، مساء 28 أيار / مايو الماضي ، ومكث في سورية لمدة ثلاثة أيام التقى خلالها العميد رستم الغزالي مرتين على الأقل.

وأشار المصدر إلى أن (م.ش) معروف عنه أنه كان على مدى سنوات عديدة ضابط الارتباط الأمني بين حزبه ، الموالي لسورية سابقا و " المعارض " لها حاليا ، وبين قيادة جهاز الاستخبارات السوري في عنجر .

وكان من الزوار المترددين كثيرا بصحبة رئيس حزبه ، وأحيانا بمفرده ، على مقر هذه القيادة قبل انسحاب القوات السورية . ووصف المصدر هذا الشخص بأنه " أحد أكبر أمراء الاغتيال السياسي والتخريب خلال السنوات التي سبقت اتفاق الطائف . وبسبب ذلك أقدم زعيم حزبه على تعيينه في جهاز الأمن الخاص التابع له " .

ولتبرير عملية التنسيق المزعومة بين المخابرات السورية وهذا الحزب في اغتيال سمير قصير رغم الخلافات الحادة المتفجرة حديثا بين الجهتين ، قال المصدر " إن الحزب اللبناني المعني لديه هم واحد في الفترة الحالية هو تحشيد الشارع المسيحي خلف التحالف الرباعي الذي يتزعم المعارضة الراهنة في مواجهة الجنرال ميشل عون ، وإطاحة الرئيس إيميل لحود بوصفه خصمه الأساسي ، وهو مستعد للقيام بأي شيء ، بالنظر لانتهازيته الرهيبة ، من أجل خلط الأوراق بما يسمح بتجنيد وتحشيد الشارع عاطفيا ضد ما يسمى ببقايا الجهاز المخابراتي السوري / اللبناني .

وأضاف المصدر " إن التاريخ الإجرامي للنظام السوري في الاغتيالات السياسية لخصومه في لبنان يجب أن لا يعمي أبصارنا وبصائرنا ويجعلنا نرمي التهم جزافا . أستطيع أن أؤكد بثقة أن الجهة السورية الضالعة في اغتيال سمير قصير ،لا تتجاوز رتبتها الوظيفية رتبة كوادر الصف الثاني في جهاز المخابرات العسكرية . وأستطيع أن أؤكد أيضا أن جبران التويني هو الذي كان مرشحا للاغتيال ، إلا أن الجهة المخططة تراجعت عن ذلك في اللحظة الأخيرة لما يمثله جبران التويني ووالده غسان وصحيفة النهار من جملة تقاطعات وعلاقات سياسية إقليمية ودولية ، وخشية هذه الجهة ـ بالتالي ـ أن يؤدي اغتيال أحدهما إلى مفاعيل تشبه مفاعيل اغتيال الحريري .

وقد ارتؤي في اللحظة الأخيرة استبدال جبران التويني بسمير قصير ، بالنظر لأن اغتيال هذا الأخير ، وفق تقديرات هذه الجهة ، لن يؤدي إلى مفاعيل خارج حدود السيطرة ، ولأنه سيحقق غرض الجهة الأمنية السورية والحزبية اللبنانية في آن معا .

فهو سيلبي رغبة الطرف الأمني السوري في معاقبة سمير والانتقام منه على خلفية كتاباته ، وسيوصل رسالة واضحة لجريدة النهار مفادها أن عليها تصغير النافذة الكبيرة التي قتحتها للمعارضة السورية وكتابها ، والأفضل إغلاقها نهائيا .