أسامة العيسة من رام الله: نجحت حركة فتح، في إظهار قوتها في الضفة الغربية، من خلال حشدها لآلاف الفلسطينيين، للمشاركة في إحياء ذكرى رحيل زعيمها ياسر عرفات، قبل ثلاث سنوات، تجمعوا في ساحة المقاطعة بمدينة رام الله، ليستمعوا إلى عدة كلمات، من بينها كلمة محمود عباس (أبو مازن)، رئيس السلطة الفلسطينية. وسيرت الحركة الحافلات من مختلف المحافظات الفلسطينية، في مشهد كثير الحدوث في العمل السياسي الفلسطيني، حيث تلجأ الحركات السياسية عادة إلى استخدام الجماهير لإيصال رسائلها المختلفة.

وحولت الحشود التي وصلت مدينة رام الله، إلى ساحة من المظاهرات والمسيرات التي انطلقت من شوارع المدينة، إلى مقر المقاطعة، فيما وصف بأنه quot;هستيريا عرفاتquot; التي أصابت الفتحاويين، الذين يبحثون عن رمز يوحدهم بعد سلسلة الانتكاسات التي أصابت حركتهم منذ رحيل عرفات، كفوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وسيطرتها على قطاع غزة وإقصاء حركة فتح. وهتف المشاركون في هذه المسيرات المتعددة، ضد حركة حماس، وضد زعمائها، ومن بينهم إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال، والدكتور محمود الزهار. ومن بين هذه الشعارات مثلاً quot;يا زهار ويا هنية ضبو كلاب التنفيذيةquot;، في وضع حد لميليشيا حماس التي يطلق عليها اسم القوة التنفيذيةquot;.

وتم وصف قادة حركة حماس بأقذع الصفات، من قبل شبان حركة فتح المتحمسين، الذين طالبوا بحظر هذه الحركة. وداخل ساحة المقاطعة المزدحمة، حيث أقيم المهرجان المركزي، حاولت مجموعات عديدة من حركة فتح، إيصال رسائلها الخاصة لوسائل الإعلام، وبدا أن لكل من المشاركين تصوره الخاص عن عرفات.

واتخذت إحدى المجموعات مكانًا لها بعيدًا عن صخب الكلمات الحماسية لترفع كوفية فلسطينية كتب عليها باللون الأحمر quot;التاريخ لن يرحمكم يا ابناء الفتح، من قتل الياسر؟quot;، في اشارة الى الاتهامات الفلسطينية، لإسرائيل بتسميم عرفات، والتي بقيت اتهامات عامة، ولم تتخذ السلطة الفلسطينية اجراء جديًا لكشف غموض وفاة عرفات.

وقال احد افراد هذه المجموعة من شبيبة فتح لمراسلنا quot;نحن نرى بأن الوفاء لقائدنا الراحل يكون، بالعمل الجدي للكشف عن حقيقة ما حدث قبل ثلاث سنوات، وليس فقط بالإحتفالاتquot;. واضاف اخر quot;نحن الان نعرف قيمة عرفات، وتأثير غيابه على الوضع الفلسطيني، لو كان موجودًا لما تدهور وضعنا الى هذا الحالquot;. ووضع رجل كبير في السن، صورة لعرفات، في مقدمة كوفيته، قائلا quot;اضع هذه الصورة بهذا الشكل، كي أقول بان عرفات كان تاجا على راسناquot;.

جثمانه يرق فوق حفنة من تراب القدس
التميمي يروي لـquot;إيلافquot;لحظات عرفات الأخيرة
ودعا الى ما اسماها وقفة مع النفس، بعيدًا عن الحماس، لمراجعة التجربة والانطلاق الى الامام، ولكن غالبية الجمهور يثيرها الحماس اكثر من أي شيء اخر، وهو ما جعل خطباء المهرجان، من اجل كسب تعاطف الجمهور ترداد الشعارات والكلمات التي كان يطلقها عرفات، وهو ما فعله مثلاً الدكتور احمد الطيبي، العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي.

واي جملة يرددها خطيب ويرد فيها اسم عرفات، او الاشارة الى كوفيته، كانت كفيلة بتحفيز الجمهور، وادى الحماس الشديد، الى اصابة عدد من الافراد بالاغماء، من شدة التاثر.

وحتى ابو مازن، الذي تحسب عليه كل كلمة، حفز الجمهور، بالشعارات التي يحبها هذا الجمهور، وتذكره بزعيمه الراحل. ولم يتدخل لوقف مجموعات من حركة فتح التي اخذت بالهتاف quot;شيعة شيعةquot; في اشارة الى حركة حماس، وبأنها تتلقى الدعم من الجمهورية الاسلامية الايرانية.

ولم تستطع قوات الامن الفلسطينية المناط بها الامور التنظيمية السيطرة على الجمهور، الذي تجمع في حلقات الدبكة الشعبية الفلسطينية، على انغام الاغاني الفتحاوية التي صدحت في المكان.

واقتحمت الجماهير، البوابات المؤدية الى ضريح عرفات الذي افتتحه ابو مازن، يوم السبت، في تحدي لقوات الامن التي حاولت منع الجماهير من الدخول الى باح الضريح، خشية عدم السيطرة عليها. وهدد أفراد من هذه القوات باستخدام الرصاص لتفريق الجمهور، الذي بدا انه لا يهمه شيء في هذه اللحظات غير الوصول إلى قبر عرفات لوضع الأكاليل والزهور عليه.

الصور بعدسة ايلاف