ضارب الرئيس الاميركي بالحذاء معرض للسجن 7 سنوات
الزيدي .. بوش لم يشتكه والسلطات العراقية تحاكمه بإهانة المالكي
أسامة مهدي من لندن : في وقت ينتظر ان تتصدر قضية ضرب الصحافي العراقي منتظر الزيدي للرئيس الاميركي جورج بوش بحذائه مناقشات مجلس النواب العراقي اليوم، فقد أكد مصدر عراقي ان بوش لم يرفع دعوى ضد الصحافي لكن وزارة الداخلية العراقية اصدرت امرًا بالقبض عليه والتحقيق معه تمهيدًا لمحاكمته بتهمة إهانة رئيس الوزراء نوري المالكي الامر الذي يعرضه للسجن سبعة اعوام وسط تأكيدات بتحليلات طبية لعينة من دمه قد اشارت الى عدم تعاطيه لأي مخدر قد يكون دفعه لارتكاب فعلته .
الزيدي مصر على فعلته
وابلغ مصدر عراقي مطلع quot;ايلافquot; في اتصال هاتفي من بغداد اليوم ان الزيدي ابلغ المحققين معه في معتقله داخل المنطقة الخضراء مقر الحكومة العراقية والسفارات الاجنبية بوسط بغداد انه قام بفعلته في ضرب الرئيس بوش بفردتي حذائه عن سابق اعداد، مؤكدًا انه سيكرر ماقام به فيما اذا سنحت له فرصة جديدة. وقال ان احدى يدي منتظر (30 عامًا) قد كسرت لدى انهيال حراس بوش والمالكي عليه بالضرب واقتياده الى المعتقل . واشار الى ان الزيدي وهو خريج كلية الاعلام من جامعة بغداد كان قد اختطف لمدة اربعة ايام في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي ثم قامت القوات الاميركية باعتقاله لمدة يوم واحد فور الافراج عنه . واكد المصدر ان بوش لم يرفع اي دعوى قضائية ضد الزيدي لكن وزارة الداخلية العراقية اصدرت امرًا قضائيًا بالفبض عليه وسط مخاوف من تعرضه للتعذيب . وكان بوش قد علق على تصرف الزيدي بالقول quot;ان هذا ثمن الحريةquot; .

وقال مدير العمليات في وزارة الداخلية العراقية عبد الكريم خلف أن من واجبات الوزارة حضور عملية التحقيق مع مرتكبي هذا النوع من أنواع الجنح، مشيرًا الى ان مراسل قناة quot;البغداديةquot; قد ارتكب جنحة ويجب أن ينال جزاءه. وقال إن الزيدي سيحاكم بموجب القانون الجنائي العراق 111 لعام 69 الامر الذي قد يعرضه للسجن مدة سبعة اعوام بتهمة quot;إهانة شخصية مرموقةquot; في اشارة الى رئيس الوزراء نوري المالكي وليس لانه رمى الحذائين باتجاه الرئيس بوش الذي كان يقف الى جانبه خلال مؤتمرهما الصحافي في بغداد مساء الاحد الماضي.

ومن المنتظر ان تطغى مناقشات مجلس النواب العراقي الذي يلتأم للانعقاد مجددا اليوم بعد عطلة استمرت 20 يومًا على قضية الزيدي وسط مطالب برلمانية يتصدرها التيار الصدري بتعليق اجتماعات المجلس الى حين اطلاق سراحه .
عائلة الزيدي قلقة
ومن جهتها عبرت عائلة الصحافي العراقي عن مخاوف على مصيره موضحة إنه كان يكره الاحتلال العسكري الأميركي للعراق ويرفض في الوقت نفسه ما يسميه بالاحتلال الإيراني المعنوي للبلاد. وقالت وكالة quot;أسوشيتد برسquot; أن أشقاء الزيدي الثلاثة وأخته تجمعوا في مسكنه الواقع غرب بغداد حيث زينوا صورا له إلى جانب صور وملصقات للزعيم الثوري الكوبي تشي غيفارا . كما عبر عدد من أفراد عائلة الزيدي عن شعور بالارتباك والقلق إزاء الطريقة التي سيعامل بها الزيدي بعد أن اعتقل إثر واقعة الحذاء . وعبرت العائلة عن الفخر لتحدي ابنها الرئيس الأميركي الذي يعتقد كثير من العراقيين أنه دمر بلادهم. ووصفت العائلة تصرف ابنها بأنه عفوي وتلقائي .

وقالت شقيقة الزيدي أم فراس quot;أقسم بالله إنه بطل .. الله يحميهquot; . وأضافت ان ما ترتكبه القوات الأميركية يوميا ضد العراقيين يشكل إساءة كبيرة لا يمكن لأي عراقي تحملها أو السكوت عليها سواء كان شقيقها منتظر أو غيره .. موضحة أن منتظر مستقل بأفكاره السياسية ولا ينتمي لأي جهة سياسية .واكدت أن شقيقها يعيل أغلب أفراد عائلته بعد أن توفي والديها موضحة أن عائلة منتظر بأمس الحاجة لتواجده بينها .
أما ضرغام شقيق الزيدي فقال إن منتظر يرى أن الولايات المتحدة وإيران وجهان لعملة واحدة.
شقيقة منتظر الزيدي تعرض احد احذيته بشقته في بغداد

وقال عدي الزيدي الشقيق الأكبر لمنتظر quot;الحمد لله منتظر أثلج صدور العراقيين والثكالى واليتامى ما فعله منتظر يتمنى الملايين من العراقيين وفي العالم أن يفعلوا مثلهquot; . وأضاف quot;الحمد لله جاءته الجرأة .. لقد دمروا البلد وحرقوا البلد وقتلوا .. منتظر كان دائمًا يقول إن أكثر من خمسة ملايين عراقي تيتموا بسبب بوش وأعوانهquot; واضاف quot;الحمد لله والشكر رفع رؤوسنا ورؤوس العراقيين الذين اتهموا بأنهم استقبلوا الأميركيين بالورود وهذا أكبر دليل للعالم كله على أننا غير راضين عن الاحتلال وقوانين الاحتلالquot;. وطال عدي الزيدي الحكومة بإطلاق سراح شقيقه.
رسمي : الزيدي بصحة جيدة
وقد خرجت في بغداد امس تظاهرت نظمها التيار الصدري وهي ترفع شعارات تندد بالاتفاقية العراقية الاميركية وترفع الاحذية الى جانب صدور بوش مطالبة بأطلاق سراح الزيدي .
وقال حازم الاعرجي القيادي البارز في التيار الصدري ان مكتب الصدر سيشكل لجنة قانونية لمتابعة قضية الزيدي . ومن جهتها وصفت هيئة علماء المسلمين السنية المعارضة للاحتلال تصرف الزيدي بأنه وطني وقالت ان ldquo;هذا الموقف البطولي عبر اصدق تعبير عن غضب العراقيين ورفضهم المطلق للاحتلال الأميركي المقيت الذي قاده هذا المجرم ضد بلدهمrdquo;.

لكن المركز الوطني للاعلام التابع لمجلس الوزراء العراقي هاجم تصرف الزيدي . وقال المركز في بيان صحافي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; ان ldquo;منتسب احدى الفضائيات قام بتصرف همجي مشين لا يمت الى الصحافة بصلة اثناء المؤتمر الصحافي لرئيس الوزراء نوري كامل المالكي والرئيس الأميركي جورج بوش وذلك بأن حاول الاعتداء على الرئيس الضيفrdquo;. واضاف ldquo;اننا في الوقت الذي ندين فيه هذا العمل المشين نطالب الجهة التي ينتمي اليها هذا الشخص بتقديم اعتذار معلن عن هذا العمل الذي اساء الى سمعة الصحافيين العراقيين والصحافة بشكل عام قبل ان يسيء الى المؤسسة التي يعمل لصالحها ldquo;.

ومن جانبها قالت نقابة المحامين العراقيين أنها ستباشر بتشكيل لجنة من المحامين للدفاع عن الصحافي منتظر الزيدي فيما طالبت الامانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب الحكومة العراقية بالمحافظة على حياة الزيدي وتأمين اطلاق سراحه وضمان محاكمة عادلة له ومراعاة جميع الظروف التي احاطت بالواقعة وما يعيشه ابناء الشعب العراقي من معاناة على مدى سنوات وخاصة الصحافيين منهم .

وفي وقت متأخر الليلة الماضية اكد مصدر مقرب من رئاسة الوزراء العراقية أن الزيدي يتمتع بصحة جيدة ولم يخضع لأي ضغوطات من أية جهة. وقال في تصريح نقلته وكالة quot;نيوز ماتيكquot; إن quot;الزيدي خضع إلى فحوصات طبية عراقية لمعرفة ما إذا كان قد تناول شيئاً مخدرًا يجعله يتصرف بصورة غير أخلاقيةquot; حسب قوله. وأضاف إن quot;الزيدي خضع لفحوصات طبية وتم سحب عينة من دمه لمعرفة ما إذا كان قد تناول شيئًا مخدرًا يجعله يتصرف أمام الرئيس الأميركي جورج بوش بمثل ذلك التصرفquot;. وأكد المصدر أنquot; الزيدي بصحة جيدة ولم يخضع لأي ضغوطات من قبل القوات الأمنية العراقيةquot;، من دون الإشارة إلى الجهة الأمنية التي يحتجز عندها لكنه توقع أن quot;يخضع الزيدي للمحاكمةquot;.

وكانت قناة quot;البغداديةquot; الفضائية قد طالبت بالإفراج الفوري عن مراسلها منتظر الزيدي وقالت في بيان quot; quot;تطالب البغدادية السلطات العراقية بالإفراج الفوري عن مراسلها منتظر الزيدي تماشيًا مع الديمقراطية وحرية التعبير التي وعد بها العهد الجديد والسلطات الأميركية العراقيين بها.quot;

وأضافت quot;إن أي إجراء يتخذ ضد منتظر الزيدي إنما يذكر بالتصرفات التي شهدها العصر الدكتاتوري وما اعتراه من أعمال عنف واعتقالات عشوائية ومقابر جماعية ومصادرة الحريات الخاصة والعامة.quot; وطالبت القناة المؤسسات الصحفية والإعلامية العالمية والعربية والعراقية بالتضامن مع الزيدي للإفراج عنه.

يذكر أن عددًا من المنظمات والجهات والشخصيات السياسية في داخل العراق وخارجه قد طالبت بالإفراج عن منتظر الزيدي فيما طالبت أخرى بإجراء تحقيق عادل معه .