يوميات الحرب في غزة... وحقيقة الحسابات الشيطانية
إيران غائبة عن المواجهة... وعن خطاب نصر الله أيضاً!


تصاعد حدة السجالات بين نصر الله والنخب المصرية

حزب الله لحليفته quot;حماسquot;: لن نترككم، ولكن...

اليوم الرابع يحصد المزيد من القتلى والهجوم البري على الأبواب
تل أبيب ترفض الهدنة في غزة والهجوم البري على الأبواب

زيد بنيامين من دبي: في الوقت الذي كان حسن نصر الله الامين العام لحزب الله يلقي باللائمة على مصر ويطالب الضباط المصريين والشعوب العربية بضرورة الضغط على الحكم في القاهرة من اجل فتح المعابر مع القطاع، كانت ايران قد اعلنت عن ارسال نحو 5 طائرات محملة بالغذاء والمساعدات الاخرى الى القاهرة من اجل دعم سكان القطاع لمواجهة الهجوم الذي تقوم به اسرائيل. كان هذا كله ابرز المواقف الايرانية مع مرور اليوم الثالث على الاعمال العسكرية الاسرائيلية التي اطلقت السبت في غزة وراح ضحيتها نحو363 مدنيا وعسكريا إلى حين نشر التقرير.

توقيت الخطاب الذي جاء ليتضمن تأجيل الخطاب الحقيقي لنصر الله حتى يوم الجمعة المقبل حيث موعد الدعوة الى تجمع في الضاحية للوقوف بجانب سكان القطاع، يفسر الى حد ما هذا الهدوء الايراني في التعامل مع ملف المواجهة الساخنة بين حماس واسرائيل، فالولايات المتحدة تتذكر جيداً انه بعد ثمان سنوات من المواجهة الحامية مع ايران، فقد جاء الوقت للحوار المباشر بين واشنطن وايران وهو ما بات اقرب من اي وقت مضى، وحزب الله كان عليه ان يتحدث لكن الموعد لم يحن للخطاب الحقيقي بعد.

لماذا الحوار؟
كان الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما قد دعا اثناء حملته الانتخابية الى الحوار مع ايران، وهو الحوار الذي رحب به البعض، ووجده البعض الاخر تسوية على حساب العرب، والان بعد ان اصبح الحوار هو المستقبل فعلاً فأن مجلة نيوزويك الاميركية طرحت سؤالاً مفاده .. (بعد ان قررنا الحوار جاء السؤال: ماذا تريد ايران؟).

الرئيس الاميركي في يونيو الماضي اعلن انه quot;سينفخ الروح في خارطة الطريقquot; امام منظمة ايباك التي تشكل نواة اللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة الاميركية وهذا النفخ يجب ان يمر عبر قصبة ايران، من جانبه حذر نائب الرئيس الاميركي المقبل جو بايدن في اليوم الثالث من quot;ازمة عالمية.. لا نريد ان نجد انفسنا نختبر فيهاquot; وهو موقف تصفه (سكاي نيوز) البريطانية بأنه (الادق حتى الان عالمياً) من ادارة اميركا الجديدة، خصوصا مع تأكيدات وردت على لسان اخرين في ادارة اوباما مفادها quot;هناك رئيس واحد لاميركاquot; و quot;هذا الرئيس هو جورج بوشquot;، لكن توالي الاحداث في المنطقة يجعل من عطلة الرئيس الاميركي المقبل في هاواي كابوساً، لان عليه ان يتابع الوضع لحظة بلحظة.

خطوات على الارض تدعم السيناريو
الاسبوع المقبل سيطير رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى طهران بحسب قناة بريس الاخبارية الايرانية الانجليزية، والحكومة العراقية تولت المسؤولية الامنية لمعسكر (مجاهدي خلق) الايرانية المعارضة، والقناة الرابعة البريطانية تبث خطاباً لنجاد في اعياد الميلاد بدل خطاب الملكة (من اجل التغيير)، فيما يكتفي quot;سيد المقاومةquot; كما يعرفه انصاره بالهجوم على الانظمة العربية ويصف حساباتها بأنها quot;شيطانيةquot;، لكن كل الخطوات التي اتخذت خلال الايام القليلة المقبلة وهي عمر الحرب على غزة تعطي سيناريو مختلف لما يحدث بين ايران واميركا.

كان السؤال الابرز الذي طرحه حسن نصر الله خلال خطابه الذي القاه الاثنين هو quot;ما هي مصلحة سورية في ان يقتل اناس في غزة؟quot; وهو السؤال الذي يصح في حالة ايران ايضاً، بالاضافة الى وجود حقائق تتحدث عن ان حماس اخذت ايضاً على حين غرة ولم تكن تتوقع بتاتاً هذا الهجوم.

في المقابل يقول السؤال المصري quot;لماذا لا يطلق حزب الله صواريخه على شمال اسرائيل اليس له حدود مشتركة مع اسرائيل، ولماذا تمنع المظاهرات المؤيدة للقطاع في المخيمات التي يسطير عليها حزب الله؟quot;.. فيما يأتي السؤال الاميركي الاهم في كل هذا التبادل الناري للشتائم quot;ماذا يمكننا ان نقدم لايران لتقول انها اهم دول الخليج والاعتراف بقاعدتها في تلك المنطقة ووضعها الخاص في العراق!quot;.

اولويات الحوار الاميركي الايراني
تتوقع مجلة النيوزويك ان القوتين الاميركية والايرانية ستبدأن مفاوضاتهما حول العراق quot;لوجود الكثير من نقاط الالتقاءquot; ومن ثم يتم التحول الى quot;الهيكل الامني لمنطقة الخليجquot; في ظل اكتفاء ايراني بوجود حكومة شيعية في بغداد في مقابل الوعد بعدم تصدر الثورة الاسلامية الى دول الخليج.

وبالعودة الى الخطوات العملية لتنفيذ هذا الحوار، فأن ايران خففت من لهجتها المعارضة للاتفاقية الامنية بين العراق وواشنطن وهذا يدل على الميل للتعاون في العراق، كما يبدو واضحاً ان ايران تسمح الى حد ما بالتواجد الاميركي في الخليج لانها اقتنعت ان افضل طريق للتأثير على دول المنطقة يتم عبر الدبلوماسية وليس الحرب الكلامية وذلك من خلال اقناع الولايات المتحدة بان لايران مكان في هذه المنطقة وان الولايات المتحدة يجب ان تأخذ بالحسبان موقع هذا القوة وتأثيرها على سكان المنطقة.

دور ايران في لبنان والصراع الاسرائيلي العربي يبدو اكبر واكثر صلابة، ويعتقد ان يشكل الجانب الاهم في اي محادثات مستقبلية، فايران رغم انها تقول يومياً انها ستمحو إسرائيل الا انها قد هيئات الساحة الفلسطينية تماماً، فهي اليوم مستعدة لتقليل نشاط حماس مقابل اعطائها دور سياسي اكبر، فطهران لن تعترف باسرائيل لكنها ستحد من تدخلاتها في الشؤون الفلسطينية.

وستطبق هذه المعادلة في لبنان، فيجب على الولايات المتحدة مستقبلاً احترام حزب الله باعتباره قوة اساسية وقيادية واهم مقاومة في تاريخ الشرق الاوسط، وهنا ستكسب ايران طوقاً على دول الخليج النفطية ودوراً في حمايتها، كان نفس الدور الذي بحث عنه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعد خروجه من الحرب على ايران في 1988 ولكن لم يجد سوى الكلام لتحقيقه واطلق تهديداته في قمة عمان الشهيرة في 1990 لتنتهي به مغامراته بخسارة مركزه، اما ايران فستضع الولايات المتحدة امام الواقع الذي يجب ان تقبل به وتنفذ ما كان يريده صدام حسين، بنكهة ايرانية.