التقريرالأخير للوكالة الذرية عن ايران quot; سلبي quot;
السفير شولتي: نتمنى على سوريا أن تسلك مسار ليبيا وليس ايران!

يلاف من لندن: إتهم مندوب الولايات المتحدة لدى وكالة الطاقة الذرية في فيينا غريغوري شولتي سوريا بأنها قامت بجهد كبير لاخفاء موقع المفاعل ودفن الانابيب التي تنقل اليه مياه التبريد من نهر الفرات وبنوا حوله اسوار ومعالم لاخفائه. وبعد تدمير المفاعل ذهبوا الى ابعاد كبيره لاخفائه. وكشف المسؤول الأميركي أن quot; سوريا سعت إلى تدبير تفجير اخر في المفاعل لتدمير ما تبقى من المفاعل الامر الذي كشف عن ملامحه بالتفصيل للتصوير الجوي. وبعد التفجير قاموا بدفن المفاعل تحت عشرات الامتار من الرمال والصخور ثم بنوا عليها عدة مبان بسرعة quot;. وتنفي سوريا بشدة أنه كان مفاعلا نوويا، ولكنها وافقت تحت ضغوط بالسماح لمفتشي الوكالة بالذهاب الى الموقع واخذ عينات. كما انها رفضت السماح لهم بزيارة مواقع اخرى. وتجاهلت الاجابة على بعض اسئلة المفتشين عن طبيعة المبنى الذي كان قائما قبل الغارة الجوية التي دمرته. والموقف الحالي من سوريا يشبه الوضع المجمد .

ويقول شولتي انه يعتقد ان سوريا تسلك طريق ايران في المراوغة وعدم الاجابة عن التساؤلات ومنع الزيارة. واضاف quot;يبدو ان ايران تعطيهم بعض الدروسquot;. وتتوقع الوكالة تقريرا اخر قريبا عن سوريا ولا يعتقد شولتي انه سوف يحتوي على المزيد من المعلومات الجديدة. اما عن ليبيا، فيقول شولتي انها اخبار سارة. فتقرير الامين العام يدل على اغلاق ملف ليبيا وعودة الاشراف الى الوضع الروتيني، ومن المتوقع ان يوافق اعضاء ادارة الوكالة على تقييم الامين العام. والجميع يشجع ليبيا على المسار التي اتخذته. وهو يأمل ان تسلك سوريا المسار السوري بدلا من المسار الايراني.

و تناول السفير الاميركي لدى المنظمات الدولية ومنظمة الطاقة الذرية في فيينا، غريغوري شولتي ثلاثة محاور رئيسية في حديث خاص بquot;إيلاف quot;جرى في لندن اليوم الجمعة. وتتعلق هذه المحاور بثلاث دول هي ايران وسوريا وليبيا. وكان الامين العام للوكالة الذرية الدولية (البرادعي) قد اصدر تقريره الاخير عن ايران في الاسبوع الماضي وهو تقرير وصفه شولتي بأنه كان quot;سلبياquot;، قائلا ان مراجعة التقرير تثبت عدم وجود اي تقدم. فالوكالة سألت عن معلومات وطلبت زيارة مواقع بينما رفضت ايران على طول الخط. كما رفضت ايران ايضا تطبيق البروتوكول قصير المدى، وزيارة خبراء الهيئة لبعض المعامل المرتبطة بالمفاعل النووي وامداد الوكالة بمعلومات فنية عن بعض المواقع النووية. واضاف شولتي quot;يمكن من التقرير قراءة مدى احباط مفتشي الوكالة. وبعض هؤلاء المفتشين قضى اياما طويلة في فنادق في طهران خلال الصيف الماضي بانتظار الضوء الاخضر للذهاب لزيارة مواقع او لقاء اشخاص، ولكنهم لم يتلقوا هذا الضوء الاخضر وعادوا من ايران محبطينquot;.

وذكر تقرير الوكالة ايضا ان ايران استمرت في نشاطها خطوة خطوة لزيادة طاقة تخصيب اليورانيوم، وهم يشغّلون الان حوالي 4000 جهاز طرد مركزي، ويعملون على تركيب المزيد منها، ويتدربون على تشغيلها بكفاءة. وهم يفعلون ذلك بمخالفة العديد من قرارات مجلس الامن، ومن دون وجود استخدام مدني واضح لهذه الامكانيات.

وسوف يستعرض مجلس ادارة وكالة الطاقة خلال الاسبوع المقبل هذا التقرير. ويقول شولتي ان العديد من الدول تقول لايران ان قضيتها لم تغلق بعد، وان عليها ان تتعاون مع الوكالة الدولية وان تلتزم بقرارات مجلس الامن. من ناحيتهم، لجأ الايرانيون الى التشكيك في معلومات الوكالة بدلا من اجابة اسئلتها. وهم يتحدون خبرة المفتشين وحتى سلطات الوكالة نفسها. ولكن الوكالة لديها بوضوح سلطة التفتيش خصوصا فيما يتعلق بجوانب التسليح، والذي كشفت فيه عن وجود علاقة بين التسليح وصواريخ quot;شهاب 3quot; وبين البرنامج النووي الايراني. كذلك اصدر مجلس الامن تفويضا للوكالة لبحث جوانب التسليح الايراني ايضا. ومازالت ايران تشكك في قدرات وخبرة المفتتشين، ويجيب شولتي على هذا الاتهام بان على ايران ان تثبت ذلك بالسماح للمفتشين بالزيارة.

واشار شولتي الى اجتماع الدول في واشنطن الجمعة لبحث الموقف من ايران وكيفية تطبيق المسار الثنائي معها لفتح مجال التفاوض مع تطبيق العقوبات. وسوف يساهم تقرير الامين العام لوكالة الطاقة الذرية في تشديد العزم على متابعة هذه السياسة.

وفيما يتعلق بسوريا، كانت الوكالة قد اعلنت في شهر ابريل (نيسان) الماضي تفاصيل الموقع الذي تم تدميره في سوريا في ضربة جوية في سبتمبر (ايلول) من العام الماضي. واضاف quot;تؤكد المعلومات التي لدينا وتقييم هذا الموقع انه كان بالفعل موقعا لمفاعل نووي. وتقدر الوكالة ان المفاعل السوري كان يقام بدعم من كوريا الشمالية. وكان نموذجا مماثلا لمفاعل نووي كوري في مدينة بيونغ يانغ. وهو المفاعل الذي توقفت كوريا الشمالية عن بنائة وعادت لتهدد باستئنافه. ويحمل المفاعل السوري مواصفات مطابقة للمفاعل الكوري، مع اضافة سقف ومعالم اخرى لاخفائه عن النظر.

وقد زارت وزيرة الخارجية الاميركية رايس ليبيا مؤخرا للمرة الاولى منذ عام 1953. وقال شولتي ان الخطوة هي quot; تحول جذري في علاقاتنا ونتمنى ان يرسل هذا التحول اشارة واسعة الى الجميع، كما قالت الوزيرة رايس في ليبيا، انه اذا اتخذت الدول قرارات استراتيجية للتعاون مع المجتمع الدولي فان المجتمع الدولي سوف يستجيب لهاquot;.