صدريون يدعون إلى مرجعية شيعية عراقية غير مرتبطة بإيران أو الصدر
قادة في quot;المجاميع الخاصةquot; يبحثون عن ظهير لكشف أسرارهم

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام:
أعلن عدد من أعضاء ما يعرف بالمجاميع الخاصة في العراق أنهم على استعداد لكشف ما لديهم من أسرار بشكل علني، إذا توفر لهم الظهير الذي يحميهم من التصفية الجسدية. وأضاف هؤلاء، الذين تحدثوا لـ quot;إيلافquot; عبر الهاتف من داخل العراق مشترطين عدم كشف أسمائهم لأسباب أمنية، أنهم إلتحقوا ترغيبًا وترهيبًا في المجموعات الخاصة التي تجلب أسلحة وتنفذ عمليات قتل لأسباب سياسة وطائفية في العراق.

وكشف أحد قادة المجاميع لـ quot;ايلافquot; أنه تجند بعد تهديده من قبل قائد في جيش المهدي مطلوب للقوات العراقية والاميركية لديه سطوة في منطقته خاصة تجاه انصار التيار الصدري الذي يقوده رجل الدين الشاب مقتدى الصدر. وبيّن أن القيادي هدده بابلاغ السلطات العراقية عنه أو الأميركية عبر عناصر يعملون فيها كشرطة أو مترجمين باعتباره عنصرًا في جيش المهدي متورط بجرائم قتل ضد عسكريين ومدنيين. خاصة وهو جريح سابق في احد المعارك بين جيش المهدي والقوات الاميركية. ولكي يثبت براءته يتطلب الامر أشهرًا أو سنوات في السجن مع ما ينتظره من تعذيب ليعترف بتهمته. وبالمقابل عرض عليه راتبًا شهريًا قدره 500 الف دينار عراقي مع مخصصات تصرف له عند كل سفرة خارج محافظته أو خارج العراق.

واضاف أنه أصبح بعد مرور أشهر مشرفًا على مجموعة خاصة متكونة من عدد من الأعضاء مهمتهم نقل المعلومات واحيانا الاسلحة بوساطة سيارت حمل محورة للتهريب، موضحًا أن الاسلحة التي يجلوبنها من إيران يتم تفكيكها لاصغر حجم ممكن ليسهل توزيعها عند التهريب ثم يتم تجميعها كقعطة واحدة داخل العراق.

وقال عضو آخر في مجموعة خاصة انه وجد نفسه متورطًا داخل مجاميع من الشباب كانوا عاطلين عن العمل ولايعلمون الان متى ينتهي عملهم وكيف سينتهي هل بالموت أو السجن، ام البطالة الدائمة؟ مستدركا ان العمل الحالي يوفر له دخلا جيدا مقارنة بوضعه السابق.

وابلغ إيلاف انه وزملاء له مستعدون للظهور علنا في مؤتمر صحافي وكشف أسرار ووثائق خاصة بهذه المجموعات ومموليها. وحول عدد أفراد المجاميع الخاصة قال انهم كثيرون لكن عدد من يشعر بالندم منهم ويبحث عن من يحميه لاعلان توبته قليل مقارنته ببقية الموالين للعمل بحماس. وكشف هذا العضو أن أحد رجال الدين التابعين لجيش المهدي ومعه عدد من العاملين في المجاميع الخاصة اتصل عبر وسيط بسفارة دولة عربية لمنحهم الحماية داخل العراق عبر علاقتهم مع الأميركيين، فاستمعوا للوسيط ولم يصل اي جواب منذ اشهر، مضيفًا ان الوسيط اتصل بالسفارة الأميركية ببغداد طالبين توفير الحماية لهم مقابل الادلاء بمعلومات مهمة والظهور حتى في مؤتمر صحافي علنًا لكشف أسرار كثيرة والدعوة لمرجعية عراقية عربية غير مرتبطة بإيران وبعيدة حتى عن مقتدى الصدر. فجاء جواب موظف السفارة بعد أيام ان القوات الاميركية لا تريط التفريط بالامن الهش الذي تحقق في العراق طوال أشهر من العمل والتضحيات باستفزاز الايرانيين من جديد لتعود الفجيرات الكبيرة وربما أكثر من السابق.

ويضيف انهم حالوا عبر وسيط آخر مع دولة عربية جارة لكن الوسيط أخبرهم ان تلك الدولة سيكون جوابها الجواب نفسهالذي وصل من السفارة الاميركية ببغداد. وحول سبب عدم اتصالهم بالحكومة العراقية قال انهم لايثقون بها وربما تتم تصفيتهم جسديًا مباشرة أو اعتقالهم. وأعرب عن خيبته تجاه محاولاتهم للتوبة التي لم تجد لها اي صدىً قائلاً انه شخصيا لم يتورط بقتل عراقيين، وربما وجد نفسه في المستقبل متورطاً. حسب تعبيره.

وحول موقف مقتدى الصدر من المجموعات الخاصة ومدى ارتباطهم به قال ان الصدر تخلى عن العمل السياسي وبات منفذا لما يطلبه منه الايرانيون. مضيفاً ان الصدر اصبح ممهداً ليس لدولة المهدي التي كانت شعار جيش المهدي بل لتكبير صورة غريمه السابق عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاسلامي الأعلى من خلال غيابه وانسحابه من الساحة العراقية.

يذكر القوات الاميركية تطلق تسمية المجاميع الخاصة على الميليشيات الشيعية المسلحة التي تتلقى الدعم والتدريب والتسليح من ايران، وترتبط بصلات وثيقة مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني الذي يتهمه الجيش الاميركي بتزويد هذه المجاميع بصواريخ وقنابل خارقة للدروع وأسلحة اخرى وتنفي ايران انها تحرض على العنف في العراق وتقول ان عدم الاستقرار سببه وجود القوات الاميركية.