محاكمة متهم هدد وزير الهجرة بالقتل
آلاف اللاجئين العراقيين يواجهون الترحيل من السويد
رانية الاخضر من استوكهولم:
بدأت محكمة ايستاد ( جنوب السويد) اليوم أولى جلسات محاكمة العراقي الطيب صديق بتهمة تهديد وزير الهجرة السويدي توبياس بيلستروم بالخطف والقتل. وكان صديق وجه رسائل تهديد الى الوزير في حال لم تنفذ مطالبه وقال مصدر في الشرطة ان احد تلك المطالب تتعلق بقبول طلب هجرة تقدم به لزوجته. وكان صديق نفى عبر محاميه علاقته بتلك الرسائل إلا ان فصح الحمض النووي للريق المستعمل في لصق الرسائل أثبت تورطه في القضية.

قضية صديق تتزامن مع حال من القلق وعدم الاستقرار يعيشه الآلاف من العراقيين اللاجئين في السويد بعد ان أكدت السلطات السويدية عزمها ترحيل عدد كبير من طالبي اللجوء مطلع الشهر المقبل الى العراق.
ويأتي القرار الصادر عن دائرة الهجرة السويدية بفعل تضييق الشروط المطلوبة لقبول أي طلبات هجرة مقدمة من قبل عراقيين، خاصة بعد بروز ملامح استقرار في داخل البلاد.
وسيجبر نحو 1600 لاجئ عراقي خلال فترة وجيزة على الرحيل بعد ان رفضت محكمة دائرة الهجرة طلباتهم بشكل نهائي، فيما ينتظر نحو 4900 لاجئ تقدموا بطلبات استئناف لدراسة ملفاتهم بعد ان رفضت في مرحلتها الاولى. ويبلغ عدد طلبات اللجوء التي لم تتلق ردا أوليا نحو 3300 طلب.

وترجح مصادر في دائرة الهجرة ان يتم رفض القسم الاكبر من الطلبات بسبب تضييق الشروط المطلوبة للحصول على حق اللجوء في السويد، حتى بات الكثيرون يصفها بشروط تعجيزية هدفها صد كل من يطمح الى الحصول على ظروف حياتية أفضل مما هي عليه في بلدهم الاصلي. ومن المتوقع ان تعيد دائرة الهجرة الآلاف من طالبي اللجوء العراقيين الى بلادهم خلال العام 2009.
ويرى مراقبون ان فتح خط جوي مباشر بين السويد ومدن عراقية عدة سهل كثيرا من التسريع في تطبيق عمليات الترحيل كما وستسير قريبا رحلات مباشرة الى العاصمة العراقية بغداد.
وتلجأ الشرطة غالبا الى استئجار طائرة خاصة ترحّل فيها كل اللاجئين ممن رفضت طلباتهم.
وقرار دائرة الهجرة بتشديد الخناق على العراقيين يأتي على الرغم من دراسة أجرتها الدائرة في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2008 تظهر الاوضاع الانسانية الصعبة التي يعيشها اللاجئون العراقيون في الداخل، حيث تغيب الرعاية الصحية المطلوبة للاطفال والنساء في ظل غياب للموارد الأساسية من ماء وكهرباء.
ويقول القانوني في دائرة الهجرة يواكيم هيغوسن :quot; انه وحسب قوانين اللجوء الحالية فإن الأوضاع الإنسانية لطالبي اللجوء لاتشفع لأصحابها ولا تسهل إجراءات الحصول على حق الاقامة في السويدquot;.
ويعتقد هيغوسن ان العراق يحتاج الى استعادة العمالة النوعية التي خسرها في السنين السابقة وتنكب منظمات انسانية عدة على إعادة تأهيل شريحة كبيرة من اللاجئين العراقيين حول العالم لمساعدتهم على الانخراط داخل المجتمعات التي يعيشون فيها .
ويتوقع مراقبون سويديون ان يرتفع عدد المقيمين غير الشرعيين بسبب تلك الاجراءات المشددة.
وتغري السلطات السويدية اللاجئين بتقديم مساعدة مالية مقابل العودة الى ديارهم بقرار وقناعة ذاتية. ويحصل الفرد في تلك الحالة على 1600 دولار. فيما يبلغ الحد الاقصى للتعويض خاصة لدى العائلات 5000.
وبحسب إحصاءات منظمات الامم المتحدة، هناك 4.7 ملايين لاجئ عراقي حول العالم منهم 2.7 مليون لاجئ محلي ويتواجد 2 مليون لاجئ في سوريا والاردن .
ودعت هاني ماتيسن متحدثة باسم الامم المتحدة الدول الغربية الى عدم اتخاذ قرارات سريعة بشأن طرد اللاجئين العراقيين خاصة الى لاجئي منطقة جنوب ووسط العراق.
اما وزير الهجرة من جانبه فلم يعر أي اهتمام للتهديدات الموجهة إليه مطالبا بتعوض مالي قيمته 800 دولار أميركي فقط لاعتبار أن التهديد شكل إهانة له.