الأمير محمّد يثير إعجاب السعوديّين بعد محاولة اغتياله

أحمد البشري من الرياض: لم يكن من المستغرب أن يعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية في السعودية، فمن حاول تنفيذ العملية إرهابي سابق أعلن توبته وجاء ليؤكدها أمام نجل وزير الداخلية.

وعلى الدوام يتم ربط الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية بمكافحة الإرهاب، ليأتي الذكر بعد ذلك على النجاح اللافت الذي حققته إدارته للحرب المعلنة على الإرهاب، سواءً على صعيد العمليات الميدانية، أو تلك الفكرية التي تتم داخل قاعات المحاضرات والاستراحات التي أنشأتها السلطات السعودية بفكرة منه لمعالجة الفكر الضال، وإعادة تأهيل العائدين من المعتقلات الغربية، أو أولئك الذين قاموا بتسليم أنفسهم للسلطات السعودية.

ويشار للأمير محمد بن نايف بالقبضة الحديدية التي ضربت رأس القاعدة في شبه الجزيرة العربية، كما عُرف عن الأمير تبنيه مع والده وزير الداخلية الأمير نايف برنامج المناصحة القائم على حوار الفئات الإرهابية الضالة، الذي أثبت نجاح منقطع النظير، وكانت العديد من الدول الغربية الكبرى المعجبة بخطوات الأمير السعودي، قد طالبت من وزارته التعاون مع الخبرات السعودية التي أثبتت كفاءتها في هذا المجال.

وفي وقت سابق قامت السلطات البريطانية بالتوجه إلى الأساليب السعودية المبتكرة، في التعامل مع الإرهابيين، فقد أوضح رئيس المحكمة العليا البريطانية كريستوفر بيتشر، أن المحكمة البريطانية سوف تلجأ إلى مساعدة السعودية في توفير عدد كاف من الأئمة والمتخصصين في العلم الشرعي في laquo;مناصحة ومحاورةraquo; أصحاب الفكر الضال، كما هو المعمول به في السعودية في مركز الرعاية والتأهيل- برنامج laquo;المناصحةraquo; التي أسس لها الأمير محمد.

وعرف عن الأمير محمد بن نايف اهتمامه بعوائل الجنود الذين ذهبوا ضحايا الحرب على الإرهاب، حيث استشهد عشرات الجنود السعوديين في السنوات الماضية، إما في مواجهات مباشرة مع الإرهابيين أو في عمليات انتحارية استهدفت شخصيات أمنية بارزة. حيث عمد الأمير إلى التوجيه بشراء منازل لعوائل الجنود، بالإضافة إلى تسهيلات عديدة لأسر وأبناء الشهداء.

ولد الأمير محمد في جدةعام 1959م،ودرس مراحل التعليم الابتدائية والمتوسطة والثانوية في معهد العاصمة في الرياض، ثم درس المرحلة الجامعية في الولايات المتحدة الأميركية وحصل على بكالوريوس في العلوم السياسية عام 1401 هـ الموافق عام 1981، كما خاض عدة دورات عسكرية متقدمة داخل وخارج المملكة تتعلق بمكافحة الإرهاب.

كما قد تلقى تعليمه الجامعي في إحدى أهم الكليات بإدارة الأعمال والقانون في الولايات المتحدة الأميركية، وهي كلية لويس أند كلارك في بورتلاند.

عمل بعد ذلك في القطاع الخاص إلى أن صدر الأمر الملكي في 13 مايو 1999 بتعيينه مساعداً لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بالمرتبة الممتازة، وفي 7 رجب 1420 هـ الموافق 16 أكتوبر 1999 صدرت الموافقة من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبد الله بن عبد العزيز آنذاك بضمه إلى عضوية المجلس الأعلى للإعلام.

مددت خدماته لمدة أربع سنوات اعتبارا من 27 محرم 1424 هـ بموجب الأمر الملكي الصادر في 27 ذو الحجة 1423 هـ. وفي 4 جمادى الأولى 1425 هـ صدر الأمر الملكي بتعيينه مساعداً لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بمرتبة وزير.

وتبنى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الهجوم في بيان نقله مركز quot;سايتquot; الأميركي لرصد المواقع الإسلامية على الانترنت.

وهو أهم هجوم تنفذه القاعدة ضد الحكومة منذ أن صدم مسلحون سيارة مفخخة مبنى وزارة الداخلية في الرياض في 2004.وهو أول هجوم يستهدف احد أفراد العائلة الحاكمة منذ أن بدأ تنظيم القاعدة تنفيذ هجمات في المملكة في 2003 استهدفت مؤسسات غربية ومنشآت نفطية.