يبدو أن كرة الخلاف المكتوم حتى الآن بين قادة في تنظيم إخوان الأردن وقادة في حركة حماس قد بدأت تكبر بشدة، منذرة حتى الآن بهزات إرتدادية من الممكن أن تؤدي الى الطلاق البائن بينونة كبرى. ومن المعروف تاريخيًا أن حركة حماس أنشأها عام 1987 جماعة من الإخوان المسلمين بينهم الراحلين الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وقد إتخذت طابع المقاومة المسلحة ضد الإحتلال الإسرائيلي مع بدء الإنتفاضة الأولى على كافة الأراضي الفلسطينية، واعتبرت حماس نفسها امتدادًا لجماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر أوائل القرن الماضي.

لأسباب غير معلنة بشكل رسمي حتى الآن، تحجم قيادات في تنظيم جماعة الأخوان المسلمين الأردنيين التحدث بشكل رسمي عن وجود خلافات كبيرة وخطيرة بين التنظيم الأردني وحركة المقاومة الإسلامية حماس التي تتخذ من الأراضي السورية والفلسطينية مقرًّا لقادتها السياسيين والعسكريين، وعلى الرغم من سخونة العلاقات منذ أكثر من عقدين بين أخوان الأردن وحماس، إلا أن التنظيم الأردني بدأ يبتعد تدريجيًا عن التنظيم الفلسطيني بعد أن بدأت شعبية حماس في العالم الإسلامي وفي الأردن تحديدًا تتعاظم على حساب شعبية التنظيم الأردني الذي شهدت شعبيته تراجعًا حادًا في الشارع السياسي الأردني.

لكن خيبة هذا التنظيم الكبرى تجلت في خسارته الثقيلة في الإنتخابات البرلمانية الأردنية في نوفمبر/تشرين ثاني 2007، إذ خسر بشدة وتراجع تمثيله الى نحو ستة مقاعد بعد أن كان ممثلاً بـ17 مقعدًا في إنتخابات العام 2003، وهي خسارة قيل علنًا من قبل قيادات التنظيم الأردني أنها نتاج التزوير الأمني، لكن مراسلات داخلية سربت سرًا إنطوت على لوم وتقريع لقادة حماس الفلسطينية الذين سيطروا عسكريًا على قطاع غزة في يونيو/حزيران 2007 عبر صدامات دامية قيل أنها أوجدت صدمة لدى الشارع الأردني من النموذج الإسلامي السياسي الصدامي حد الدموية.

وبحسب معلومات رشحت لـquot;إيلافquot; من داخل التنظيم الأردني، فإن قادة داخل الحركة الإسلامية الأردنية باتوا يطالبون علنًا بوضع خطوط حمر أمام قادة التنظيم الإسلامي الذي نشأ وترعرع في سنواته الأولى تحت مظلة التنظيم الإسلامي الأردني، وسط أنباء شبه مؤكدة عن وجود معلومات لدى التنظيم الأردني بأن حركة حماس باتت منذ عامين ترحب سرًا بهجرة كوادر إسلامية أردنية نحو التنظيم الإسلامي الفلسطيني، مفتونة بالقوة العسكرية التي نالتها حماس خلال الأعوام الأخيرة واستخدمتها ضد إسرائيل في حرب غزة الأخيرة قبل أقل من عام، إذ شهدت الأشهر الماضية غضبًا مكتومًا من قبل القيادات الإسلامية الأردنية، ويشيرون دائمًا خلال الإجتماعات السرية للتنظيم الأردني إلى أن حركة حماس تخطط لسحب البساط من تحت أقدام الحركة الإسلامية الأردنية والسيطرة على جماعة الأخوان المسلمين في الأردن عبر زرع قيادات موالية لحماس. إذ تحرص تلك القيادات على عدم الإنسلاخ على حماس، ورفض أي خطوات للإنفصال عن فكرة الإلتحام مع الحركة الفلسطينية. أضف إلى أن القيادات الأمامية للحركة الأردنية في الوقت الراهن متهمة رسميا من قبل أطراف رسمية وغير رسمية في الأردن بأنها تمثل حركة حماس.

وخلال الأيام الأخيرة راجت معلومات في الداخل الأردني مفادها بأن لقاءً مهمًّا قد عقد على الأراضي السعودية بين قيادي في التنظيم الأردني وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، لبحث موضوع الإزدواجية في العضوية بين التنظيمين الأردني والفلسطيني، إلا أن مصادر في الحركة الأردنية نفت بشدة تلك المعلومات واعتبرت أن قيادة الجماعة الأردنية لم تفوّض أحدًا بالحديث في هذا الإطار مع حركة حماس، لكن المصادر لم تستطع نفي تعاظم القلق داخل الحركة من الإزدواجية الحاصلة الآن بين أخوان الأردن وحماس خصوصًا في المكاتب التابعة للحركة في دول الخليج العربي.

يشار الى أن الأيام المقبلة ستسفر عن أزمة كبرى داخل جماعة أخوان الأردن على وقع خلافات داخلية كبيرة بعد هزة تسريب التقرير السياسي للجماعة، الصادر عن مكتبها السياسي والذي إتهم الأردن بأنه منخرط الى أبعد مدى في المشروع الأميركي في منطقة الشرق الأوسط لتصفية القضية الفلسطينية، وهو التسريب الذي أشرف عليه مجموعة من الحمائم داخل الحركة الأردنية في مسعى لإحراج الصقور الذين يهيمنون على القيادة العليا للحركة، لكن قيادة الحركة قامت على الفور بعد أن تعرضت لحرج سياسي رسمي وشعبي بالغ بحل المكتب السياسي والإعلامي، لكن قرار الحل تلته إستقالات من قيادة الحركة لقيادات رفيعة ومؤثرة ، تنذر بموجة حادة من التصعيد داخل الحركة، خصوصًا أن جهود حل الأزمة داخليًا قد بلغت الطريق المسدود.