علم النفس يقول " بعض التوقعات جزء من ألاماني " و عمر موسى مدير الجامعة العربية توقع أن تقوم حرب أهلية في العراق في اقرب وقت. والمفترض من مدير الجامعة العربية أن يتفاءل خاصة وانه قد أرسل وفد بقالته إلى العراق بغرض إجراء مصالحة مثلما يقول. فكيف يستبق المصالحة بتوقع (أمنية ) خطير قبل أن يذهب وفد بقالته إلى هناك ؟!

لكن علم النفس أيضا يحدثنا عن هفوات اللسان، ولو أن موظفي هذه الجامعة (البقالة ) يقرأوون كتب علم النفس أو غيرها من الكتب لما انتظروا حتى هذا الوقت دون أن يدينوا تلك المجازر الهمجية التي ترتكب ضد الشعب العراقي. لأن علم النفس كفيل بتعليم عمرو موسى وجامعته (البقالة ) أن ما يحدث من مجازر في العراق نتيجة كبت لعدوانية مزمنة تعودت أن تقتل وتسيطر دون رادع من احد في ظل النظام الدكتاتوري السابق الذي حاول عمرو وجماعته أن يجدوا له مخرجا حتى وحكماء الأمارات يوصونهم بالحل الأمثل، لكن سعادة مدير الجامعة لم يلتفت للاقتراح الإماراتي آنذاك، لأنه كان يفكر كما كان يفكر الملا محمد عمر حينما اعتقد انه سوف ينتصر على دولة عظمى بالتعويذة ورمي التراب في عيون الطائرات الأمريكية.

يا خوفي.. أن يكرر التاريخ نفسه في العراق، لتصبح نية هذا الوفد المرسل من عمر لأجل المصالحة بين العراقيين مجرد ( كلمة حق يراد بها باطل ) حيث يعرف الجميع أن العراقيين على وشك أن ينتصروا على ظروفهم، وان الإرهاب الذي يحاربهم على وشك الهزيمة. بل أن النصر للحرية مهما طال الزمن وسفكت الدماء. وكل قطرة دم تسيل من اجل الحرية عبارة عن دعامة قوية في قواعد العدل والحرية.

ولو يستمع العراقيون إلى نصيحتنا لقلنا لهم : اذهبوا إلى صناديق الاقتراع على الدستور واختاروا قراركم بأنفسكم وقولوا ( بيدنا لا بيد عمر موسى ).

ثم اذهبوا بالوفد القادم لكم من بقالة الجامعة العربية إلى اقرب منفذ حدودي كي يسيروا على أقدامهم ويعودوا من حيث أتوا، ثم ضعوا في فم كل منهم قطعة حلوى صغيرة ( مصاص ) وقولوا لهم : يالله يا شطار عودوا إلى حيث كنتم واتركوا العراق وأهله. وإذا لم يقتنعوا فخذوهم في نزهة إلى اقرب مقبرة جماعية ودعوهم يجلسون هناك ليلة واحدة فقط، فإذا لم تشعر ضمائرهم بأنين أقارب الموتى فإنهم على الأقل لن يأتوا أليكم مرة أخرى.

ماذا يريد مدير الجامعة العربية من العراق ؟

أن ينتصر الدم على الحق... وينتصر الظلام على النور... وتنهزم بشائر الحرية ؟!

أم ماذا ؟

إذا كان مدير الجامعة حريصا على شعب العراق فليدعوهم إلى المشاركة في التصويت على الدستور، الذي يوحدهم مهما اختلفوا في الفكر والعقيدة والقومية، أما أن يعدهم بالحرب الأهلية إن لم يخضعوا لإرادة أقلية فقدت السيطرة والتميز منذ أن سقط شيخها المؤمن (صدام حسين ) فان ذلك هو الدعوة إلى الحرب الأهلية وليس إلى المصالحة وكأننا نعود إلى عصر رفع المصاحف فوق أسنة الرماح بعد مئات السنين.

يا الهي...!

العرب... هم الوحيدون على كوكب الأرض الذين يعيد التاريخ إنتاجهم من جديد كي يذبح بعضهم البعض من اجل الجلوس على الكراسي.

بسبب.. الكراسي.. يموت ملايين العرب منذ صفين إلى عصر سقوط صدام حسين.

ولم يتنازل هذا العربي عن التشبث في الكرسي (الملعون ) من اجل حرية الشعب.

يموت الملايين : لأجل معتوه جالس على كرسي.. أو لأجل معتوه آخر يريد أن يجلس على كرسي.

ولم تتعظ هذه الجماهير المذبوحة على أعتاب الكراسي.

يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !!

سالم اليامي [email protected]