بكل مقايسس النجاح اجتاز مسلسل الملك فاروق حاجز التميز و انعكست قوة الشخصيات السياسية على الفنانيين و ازداد تالقهم من خلال نص قوي و اخراج رائع و شاشة الام بي سي التى بريقها يمتد الى اقصي الارض و تفسير النجاح اتى من نسب المشاهده العالية و المتابعة اليومية و الحديث المستمر عن الحلقات و الشخوص و الاحداث و المكالمات الهاتفية الطويلة و رسائل خلوية الى الحد الذي جعل اجيال تتعاطف مع الملك فاروق رغم ما قيل عنه في كتب التاريخ المصرية و المقرارات الدراسية بعد الثورة عليه و اقصائه من الحكم و ترحيله على اليخت الملكي quot; المحروسهquot;.


كل من رفض القيام بدور الملك فاروق بحجة انه مكروه و عميل خسر حبا و نجوميه يحسد عليها الممثل السوري تيم الحسن الذي جسد احاسيس الملك بدقه و دون انفعال زائد او تمثيل مبالغ فيه، فظهر في كل صوره من صور المسلسل مثل التابلوه الفنى الواعي لكل تفاصيل ريشه الدراما.

و جاء دور الملكة نازلي لوفاء عامر مؤرخا لها نجومىه ستمتد الى اجل واضعا اياها في مصاف نجمات امضن اعمارهن في رحاب المسلسلات و تفوقت باقتدار على عديد منهن، و كانت اغوائتها و حزمها و كيدها وحبها وقود مشتعلا في الحلقات
و النجم بلا منازع، صاحب الحنكة و بلاوي الساسة و عبقرية الاداء فكان واضحا في محمد حسنين باشا الذي ادى دوره ببراعة عزت ابو عوف و الذي عاش حياة القصور و تقمص روحها و نقل المشاهد الى قلب و عقل الفكر الملك .
النحاس و سعد زغلول و مكرم عبيد وعلى ماهر و الملك فؤاد و الملكة فريدة و زينب هانم الوكيل تفاعلوا مع النص و تشربوا الكلمات و المحاور و خرجوا من التاريخ ليحسدوا الشخصيات و كأنها تعيش اليوم معنا من خلال الاداء الواقعي المتناغم المليء باحاسيس و دماء المرحلة الوطنية، تماما مثل تميز لامسبون الفنان
فاروق الاسطورة، الملك المحبوب، الطفل الذي يلعب و يسمع بادب لمحاوريه و مستشاريه، و الملك الذي لم يشرب الخمر بتا في حياته، و اللعوب صاحب النساء، و الرجل ذو الشعبيه، و المقدره على تحمل الصعاب و الانحناء للعواصف و حماية مصر من ويلات الدسيسة و المؤمرات، عاد الى العقل العربي بعد زمن تشويه التاريخ و اغتيال الشخصيات و تزوير الحقائق.


يعود الفضل في هذا العمل، الذي يعتبره البعض رد الجميل الى ملك مظلوم، الى الراحل الرئيس المصري انور السادات الذي فتح باب الحرية للكتابه عن الملك في عهده بطريقه اختلفت عما قبل، و منها ما كتبته المدبعه الدكتوره لميس جابر ( كاتبة سيناريو مسلسل الملك فاروق ))


و في قرأءة تاريخية للمؤرخ المصري يونان رزق لبيب استاذ التاريخ في جامعة عين شمس و صاحب المؤلفات المتعددة عن الملوك و الاحزاب المصرية و غيرها في مراجعة هامة استفاد منها جيل و اجيال
و يأتي دور المخرج حاتم علي الذي انتقى الفنانون و اعاد ابرازهم من خلال شخصيات سياسية حتى التصقت صورهم في مخيله المشاهد بالدور نفسه في حركة ابداعيه لامست العواطف و داعبت العقل
اختيار المخرج السوري كان بداية الانطلاق نحو تحرير العمل الفني من اي اراء مسبقة في حق الملك فاروق، و المرجاعة التاريخية من قبل مؤرخ قبطي معروف سمح بليبراليه ملتزمة بالنهج، و جاء دور لميس جابر مغلفا العمل بسيناريو من النوع المخملي الحامي لماسة تاريخية قصتها اصابع لا تعرف مصوغات التاريخ.


بعض التعليقات التى عارضت النص و العمل لها الحق من دباء حرية الرأي و الرأي الاخر و لكن هذا لا يمنع بتاتا من تقدير العمل الذي لم يكن لينجح لولا رؤية الام بي سي و ما يحمله الشيخ الوليد الابراهيمي من فكر و اهتمام بالاعلام السوي الناقل لحقائق الابداع البصري و النص الصوتي
مسلسل الملك فاروق بوابة سيدخلها مسلسلات اخرى قد يكون من اهمها الملك طلال و الملك السنوسي، و لكل منهما روايات و قصص اجتزها عصر الخمسينيات مع الفاروق و الفوارق.

د.عبد الفتاح طوقان
[email protected]