يوحي لي بعض المتبقين من أنصار القومية العربية بشيء يتيم وهو ( العرب قادمون )،كيف يأتي (العرب القادمون ) ؟،هو سؤال أيضا ً يتيم،كون لا جواب أرضي له،فالمشارقة والمغاربة العرب يفروّن من بلدانهم نحو ليس الخليج بل على الخصوص دبي ناهيك عن مئات آلاف الطلبات في سفارات الدول المتقدمة وغير المتقدمة!!.
*****
يقول المصري: هاهي دبي تستدر ُ الأموال..بيتي عامر وزوجتي مستأنسة ولدي خادمة..،والسياسة تتبع (الصيّع )
يقول السوري: هاهي دبي،عمارات،وبناء،ورزق،وفوق ذلك عروبة..بل عروبة حقيقية (أخي ).
يقول العراقي: هاهي دبي،بغداد زبالة الخليج والعرب،أمن وراحة واستقرار (ألعن أبو الذي ذهب والذي سيجيء ).
يقول الفلسطيني: هاهي دبي درة العرب ومجد الصنع وناصرة غزة والقدس (وفتح إلى الجحيم ).
*****
حين استقلت الجزائر،هبت العروبة عليها مثل عاصفة،من المدرسين اللغويين من مصر والعراق وسوريا في محاولة لتأسيس اللغة العربية وسط مجتمع من البربر والعرب اللذين يتفقون على كراهية الغريب،إن كان فرنسيا ً أو عربيا ً، فهم جزائريون،والنتائج هي،البربر يحنون إلى فرنسا التي حاربوها، والعرب يتمسكون بالسيف القاطع،وكل صراعات الدم الجارية هي قومية في الأساس وإن توحد الدين، وإذا كان العكس فمن يدعم حركة البوليساريو ضد الشقيقة المغرب!.

*****
بعد أن تم إعدام صدام قالت لي سيدة عراقية quot; أنتم ليسو بعراقيين..رئيسكم ُيعدم وأنتم تفرحون quot;،فقلتُ هذا هو الجزاء،
ثم فكرتُ بتلك السيدة هل هي ميالة إلى صدام أم العراق ؟ثم عرفت بعد حين القومية والدين والطائفة.!!،وبكل براءتي تيقنت من تساوي الناس في حبهم للعراق،فكل واحد ٍ فيهم يحبه ويواليه حسب مايراه ويأتمر ليس بصدام أو غيره وحسب،ولكن حسب الأسى أو المنفعة وكذلك الذكريات.

*****
أسس معاوية بن أبي سفيان من الشام أول دول عربية تعتمد قوانين ومراكز سياسية ولكن بلا دستور،فالقرأن كان هو أساس الحكم،و القرأن فرق بين الحاكم والمحكوم حسب اختلاف النصوص وتفسيراتها،لكن معاوية وهو واحد من (كتبة الوحي ) تجاوز ذلك حسب عقله ومشيئته،ومنه تم تأسيس أنا.....بالعربية ثم أنت..وبعدها:- مَن أنت..؟ وأنى تكن..!!،وجرى ماجرى لحد الآن.

*****
لماذا لا يفكر ولو بضع ثوان معدودات البشر الذين يزرعون قنبلة في شارع ببيروت أو بغداد أو غزة،من إن قنابلهم ستقتل أبناء بشر آخرين، أبناء مثلهم على الأقل في القومية حبلت بهم الأمهات دهورا طوال تسعة أشهر.
*****
إنها الحرب أيها المخبول... قال غرانت لجيراراد،وهو يحاول تقريب رؤيتي عن الشرق الأوسط إلى باقي الموجودين الأستراليين الريفيين،فيهتف جيرارد بصوت ثمل ٍوعال على ابني الصغير تعال.. تعال.. فيسأله هل أنت أسترالي،فيجيب الطفل..بلى.. ويضيف لكن أبي عراقي.

واصف شنون