فيما يبدوا ان مصر سوف تشهد خلال الايام او الشهور القادمة تغيرا وزاريا اخر يطيح بالدكتور نظيف رئيس الوزراء الحالى وبعض الوزراء المصريين. وقد بدأ كالعادة رؤساء تحرير الصحف المصرية الحكومية المعروفة بخضعوعها التام للنظام التمهيد لعملية تغير الوزارة الحالية من خلال مقالاتهم التى كتبوها ndash; ولا يزالون- بناء على التعليمات التى صدرت لهم من الجهات العليا والتى انتقدت بشدة وقسوة بالغة اداء الوزارة الحالية كما لو انة بصحيح رئيس الوزراء او الوزراء فى مصر يملكون سلطة او نفوذ فى اياديهم...او كما لو انهم بجد لديهم الحرية الكاملة لاتخاذ اى قرارات هامة دون الرجوع الى مكتب الرئاسة للحصول على الاذن والسماح اولا !!!
اننى اندهش عندما اقرأ لرئيس تحرير جريدة الاخبار او الاهرام او الجمهورية او اى جريدة مصرية اخرى مقالات طويلة مملة تنتقد رئيس الوزراء او الوزراء وتتهمهم بالعجز والفشل فى حل مشاكل الشعب فى مصر رغم انهم يعرفون جيدا ان رئيس الوزراء والوزراء فى مصر المحروسة منذ قيام ثورة 23 يوليو وحتى الان ما هم الا موظفين عند السيد رئيس الجمهورية واسرتة والسادة الكرام المسئولين عن مكتبة.
على اى حال وبمناسبة الحديث عن توقعات بحدوث تغير حكومة الدكتور نظيف فاننا نامل ان ينتهز النظام الحاكم فى مصر الفرصة لكى يكفر عن اخطاءة الى ارتكبها فى حق ابناء الشعب المصرى والتى كان فى مقدمتها تمزيق وحدة ابناء مصر ويقوم بتشكيل حكومة وحدة وطنية قوية تعطى لها سلطات حقيقية وحرية كاملة لاتخاذ القرارات ويكون من اهم اهدافها تحقيق مصالحة وطنية بين المصريين بعضهم البعض من ناحية وبين نظام الرئيس مبارك وشعبة من ناحية اخرى.
لقد نجح النظام الحالى فى مصر بتفوق وجدارة فى تفتيت وحدة المصريين حيث صار المسلم المصرى يكرة المسيحى جارة وابن بلدة ويعتبرة عدوا لة... والمسلم السنى صار يعادى المسلم الشيعى.. والناصرى يلعن الساداتى.. والمعارضة تعارض المعارضة التى مثلها بدلا من معارضة الحكومة او النظام.. وصار المتدينون فى ظل نظام الحكم الحالى هم الذين يرتدين الجلاليب البيضاء الابيض ويربون ذقونهم وينتمون الى جماعة الاخوان المسلمين والمؤمنات هن الواتى تتحجبن وترفضن مصافحة الرجال !!
اننا اذا القينا نظرة سريعة على حال المجتمع المصرى فى هذة اللحظات نجد ان النظام تمكن من تحويلة الى مجموعات لا يهمها الا مصالحها الشخصية وشلل تحارب بعضها البعض فى العلن والخفاء من اجل المال والنفوذ.. وجماعات دينية متطرفة تسعى لتعجيل الانفجار المتوقع حدوثة فى مصر للوصول الى الحكم واعلان دولة الخلافة الاسلامية.
ان ابسط واقل ما يمكن للرئيس مبارك عملة حاليا فى ظل حالة الغضب والغليان التى تحدث فى العديد من مدن وقرى مصر هو التنازل عن بعض صلاحياتة التنفذية والدستورية لصالح حكومة مصالحة وطنية حقيقية يشارك فيها ممثلين عن كل المصريين من مسلمين ومسيحيين او حتى غير متدينين وعمال ومثقفين وفلاحين ومهاجرين وناصريين وراسماليين و....و....و...وغيرهم.
اخشى ان اقول ان البديل للحكومة الحالية ان لم يكن حكومة مصالحة وطنية فسوف يكون لا قيمة او فائدة او رجاء منة.

[email protected]