-1-

لقد فجعت وربي كما فجعت حوزاتنا العلمية الرصينة الرائعة التي اغنت الفكر العراقي المتميز، وبالذات خلال سنوات الإحتلال الأمريكي الإيراني، بمعطيات حضارية إنسانية رفعت مستوى وعي الإنسان العراقي ( وبالذات الكرام الأحبة اتباع آل البيت ) إلى مديات روحية إنسانية سامية، لم يصلها إنساننا ولا حتى إبان العصور الذهبية لأجدادنا البابليين والسومريين والعباسيين وهاشميي الحقبة الملكية.
فجعت والله كما فُجعتم ايها الكرام ببوادر عودة البعث من الشباك وبشكل دستوري لم ينله حتى في اوج حضوره على الساحة العربية والعراقية عبر ما يفوق النصف قرن.
ليس لي في هذه المناسبة التعيسة إلا أن اعزيكم ونفسي، وادعو لكم بالسلامة في قادم الأيام التي لا نشك في انها ستكون ثقيلة عسيرة عليكم وعلى اهلنا المتورطين معكم من الأحبة اتباع آل البيت ( عليهم السلام).
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

-2-

سيرد عليّ الكثيرون هاتفين، عن اي كفاءات تتحدث يا رجل ؟
كفاءات المقابر الجماعية والإعدامات والكيماوي وحروب الداخل والخارج ؟
وأقول لهم هذا ماضٍ يا سادة، ماضٍ لعراق كان قويا آمنا موحدا معتبرا محترما، مهيبا، وقد اثبتت الأيام صحة الكثير، بل الكثير جدا مما حصل، وكان يجب أن يحصل، وما كان له إلا أن يحصل وإلا لكانت إيران وتركيا قد اقتسمتا هذا البلد منذ ما يفوق الربع قرن، ولكنّا كعراقيين، بل وكعرب بشكل عام قد غدونا في خبر كان.
في اي بلد من بلدان العالم، يعامل الشواذ من اهل البلد المتواطئون مع عدو اجنبي في حالة حرب مع بلدهم، يعاملون كجواسيس ويعدمون على وجه السرعة، لأن أمن البلد في ظروف الحرب، لا يحتمل الصبرالديموقراطي، إذ نتاجه المرّ تمزق لحمة المجتمع وضياع تربة الوطن وإنتهاك ثقافته ونهب ثروته وتحول شعبه كله إلا شحاذين عند ابواب الأمم المتحدة والسفارات كما هو حاصل اليوم بفضل حكومة التحالف الكوردي الإيراني..!
بعض العراقيين ثاروا على بلدهم وهو في حالة حرب، بعض العراقيين ثاروا على بلدهم ونظام بلدهم السياسي، ولأكثر من مرّة لا من اجل قضية وطنية شريفة عادلة، قضية حرية أو كرامة أو ديموقراطية أومشاركة في السلطة أو إنتزاع حقوق ثقافية، بل من اجل الإنفصال عن البلد، إبتزاز البلد.. بلدهم..بينما هو متورط في حرب مع عدو أجنبي ظلامي بغيض.
فكان ما كان، وما هو اليوم كائن..!
ها هو الجنيُ المرّ يحصده الأبرياء، فيما العملاء يجمعون الغنائم ويتفرجون ببلاهة على الطوفان وهم في احضان اربابهم قابعون.
العملاء الذين لو كانوا في امريكا ذاتها وهي ام الديموقراطية الغربية، لأعدموا على الكرسي الكهربائي بتهمة التخابر والعمالة للأجنبي.. العدو التاريخي لبلدهم وشعبهم ووحدتهم وحرمة ارضهم وثقافتهم...!


-3-

لقد قالها الأمريكان وقبلهم المجتمع الدولي كلّه ممثلا بمجلس امنه وأممه المتّحدة ( إن من حق البلدان المحتلة أن تقاوم الإحتلال )، وهذا ما يفعله العراقيون أو قطاع كبير منهم إلا العملاء وقطعان الأميين الإنتهازيين المهرولين في مواكب اللطم وراءهم.
لأجل هذا وجد الأمريكان في تلك الأقلية الشريفة التي قاومتهم، وجدوا فيها الظهير الأمين القادر على توفير مخرج أمن لعودة مجنديهم والمجندات بقدر من الكرامة إلى الوطن الأم قبل الإجتياح الإيراني الكامل للعراق.
ليس من المنطق ( ولا حتى البراجماتي) أن يثق الأمريكان إلى الأبد بنتاج مقدمات خاطئة ابرزها، أن من يرحب بمحتل بلده بلا ادنى رفض أو مقاومة أو حتى تردد مجامل، لا يصح أن يعول على صحبته ويُنتظر جنّيا من بستان مودته، لأنه قطعا ليس من اهل البلد أو ممن ظلله هواه فأراد البلد والأمة مطية لأغراض خبيثة أو عقائد زائفة أو ولاءات أخرى..!
لأجل هذا إحترم الأمريكان مقاوميهم، وسخروا وأذلوا مواليهم أيما إذلال..!
وتلك وربي هي النتيجة الأكيدة المتوافقة مع المنطق.. الأخلاقي كما وال...براجماتي..!

-4-
لأني اعرف جيدا حجم وطنية هؤلاء عبر ما يقرب القرن من العمل في الشارع العراقي وفي المنفى، يدهشني غاية الدهشة موقف وزير الشيوعيين العتيد الطيب الرافض للإنسحاب مع من إنسحب من وزراء كتلته..كتلة الوطنيين الوحدويين العراقيين المسماة بالقائمة العراقية..!
حقيقة لا افهم عن اي ديموقراطية يتحدث سعادة الوزير وعن أي عملية سياسية يتوجب العمل على إصلاحها من الداخل ؟
يا اخي إسمع ما يقوله العالم كله عن هذه الحكومة البائسة المعلولة التي شرّدت اربعة ملايين عراقي وسرقت مئات المليارات من ثروة البلد وأرتهنت الوطن كله للعجم، ولا يكف زعمائها عن الهرولة ليل نهار صوب إيران بينما الجنود الأمريكان يموتون كل يوم بالقنابل الإيرانية..!
اي عملية سياسية يتوجب إصلاحها من الداخل ايها الطيب..اي عملية، والعراقيون يقتلون بالجملة كل يوم، وعشرات الجثث تجمع كل صباح من اماكن تجميع القمامة وضفاف الأنهار..!
اي عملية سياسية يتوجب إصلاحها من الداخل وأنتم ترون أن عراب العملية والقابلة المأذونة التي انجبتها ( الأمريكان ) تنكروا لشرعيتها وندموا عليها وصار اصغر موظف في بيتهم الأبيض يزعق مطالبا بإلغاءها من الأساس أو تغيير رموزها القائمة بعد أن إفتضح حجم إرتباطهم بإيران، سواء من طرف الأحبة زعماء الكورد أو الأعزّة زعماء ( الشيعة ).
..!
يا اخي والله أنتم نائمون في العسل.
اخشى أنكم على ابواب تحالف مع الدعوة والمجلس على حساب رفاقكم العلمانيين ؟؟
فأنتم ايها الطيبون، لا تكفون عن مفاجأة شارعكم العراقي بتحالفات غريبة نشاز تعوّم الآخر و...تغرقكم..!!