سارع السيد نبيه بري بالإحتجاج على بيان مجلس الأمن الدولي الذي طالب بإجراء إنتخابات رئيس الجمهورية في المهل الدستورية ووفقاً لمقتضيات الدستور. وتجرأ نبيه بري فاعتبر البيان تدخلاً في أعمال المجلس النيابي حيث أن انتخاب الرئيس هو تحديداً من اختصاص المجلس حصين السيادة وسيد نفسه.

نحن هنا نسأل.. هل السيد بري يعتبر الشعب اللبناني من قبائل الماوماو ليبيع عليه مثل هذا الكلام الذي يتجاهل حقائق كبرى لم تعد خافية على قبائل الماوماو. فمجلس الأمن يعتبر منع مجلس النواب من القيام بواجباته الدستورية ليس مخالفة للدستور وطعناً في سيادة الشعب اللبناني الممثل بنوابه فقط بل هو أيضاً خطر على السلم الدولي غير المسموح لأي جهة العبث به، وحراسته من اختصاص مجلس الأمن الدولي تحديداً دون أن يسأل من قبل أي جهة أخرى سواء من الحكومات أو الأفراد، وبري آخرهم،عن كيف يرى ويطبق تلك الحراسة.

بيان مجلس الأمن لم يتدخل في أعمال المجلس النيابي أو في قيام المجلس بواجباته الدستورية التي منها انتخاب رئيس الجمهورية. على العكس من ذلك تماماً فالبيان اعتبر أولئك الذين يعطلون أعمال المجلس سواء بإغلاق أبوابه أو باشتراطات غير دستورية كنصاب الثلثين في المادة 49 من الدستور وأولهم نبيه بري تحديداً هم الذين يتدخلون في أعمال المجلس بل وينكرون عليه سلطاته الدستورية، ولذلك اعتبرهم البيان خطراً على السلم الدولي. ولا يحق لنبيه بري وغير بري الإعتراض على ذلك. وتضمين بيان بري الإحتجاج على قرار مجلس الشيوخ الأميركي بخصوص تقسم العراق لن يذر الرماد في العيون وسيفهم اللبنانيون أن بيان مجلس الأمن إنما هو تحذير لنبيه بري شخصياً من التمادي في العبث بأعمال مجلس النواب.

مجلس الأمن لا يتدخل في شؤون مجلس النواب اللبناني بل يتدخل من أجل حماية المجلس النيابي من التدخلات الخارجية التي يقوم بتنفيذها رئيس المجلس، نبيه بري، بالنيابة عن حلفائه في الشام وحزب الله. بدعة النصاب بالثلثين لم ترد لا في الدستور ولا في أي قانون عدا قانون تعديل الدستور دون غيره من كل القوانين الأخرى. الجمهورية اللبنانية ليست مزرعة لنبيه بري أو لحسن نصرالله ولا لبشار الأسد. لبنان هو وطن الشعب اللبناني الذي هو في مقدمة الشعوب العربية والذي استطاع أن يهزم إسرائيل بدون جيش كالجيوش العربية الجرارة التي انهزمت أمام إسرائيل أكثر من مرة. الشعب اللبناني لن يسمح لأي أحد مهما كان وزن هذا الأحد أن يلعب بمصائره كما يحاول بري أن يلعب.

الشعب اللبناني ليس من قبائل الماوماو ولذلك لن يشغل نبيه بري مرة أخرى رئاسة المجلس، بل وسيجري البرلمان تعديلات كثيرة على النظام الداخلي لمجلس النواب كي يحول دون العبث بسلطة المجلس من قبل أي رئيس قادم.

عبد الغني مصطفى