ـ صباح الخيرات، يا أختي إبنة أبي وأمي.
* صباح الدولارات، يا سيّدنا وتاج عرشنا!
ـ أراكِ مبكرة، اليوم؟
* رمضان مبارك، أخي.
ـ quot; رمضان مبارك quot;؟؟
* على حدّ علمي، أنهم إحتفلوا بمجيئه!
ـ والله؟!.. معنى ذلك أنّ وليّ العهد الفرعوني، ما غيره، ما عادَ وحيد أبيه!!
* ولكن، المعذرة.. أنا أقصد شهر رمضان.
ـ ها؟ نعم.. بالفعل!
* أعتقد أنّ هذا الإلتباس يتحمل مسؤوليته ضابط أمن دائرة الإفتاء؟
ـ هم م م.. معقول.
* لأنه لم ينتبه لمسألة خطيرة، وهيَ إتفاق بدء رمضان، عندنا، مع الدول العربية المتآمرة علينا!
ـ ولا يهمك، عزيزتي. سنوجه غداً بتصليح الخطأ هذا، لكي يتفق إنتهاء رمضان، عندنا، فقط مع الدولة الأعجمية، المتأمّرة علينا!!!
* إنها لخطوة حكيمة.
ـ معلوم. وهل بويعتُ ولياً للأمر، إلا بسبب حكمتي الألمعية!؟
* ليكن بعلم سيادتكم أيضاً، أنّ quot; ولي الأمر quot; يتمّ إستدعاؤه كثيراً للمدرسة و...
ـ الأب القائد، يا أختي إبنة أبي وأمي، يجب أن يكون حاضراً في كل واحة من واحات الوطن ؛ مدرسة ً كانت أم معتقلاً.. أعني، معملاً!!
* ألا تلاحظون سيادتكم من برامج رمضان الحالي، أنّ مدرسة قريتنا، الباسلة، أضحَت نبعاً للمواهب الفنية، على مستوى التمثيل والغناء؟
ـ تريدين القول، التمثيل بجثة الفن والغناء على قبره!!! قه قه قه
* شبيبة جماعتنا كسحت كل ما أمامها، لأنّ الموهبة الأصيلة تصقلُ في البارات والكباريهات و...
ـ طبعاً. وهل ثمة وظيفة للفن، عندنا، غير توعية الناس بالقضايا القومية!؟
* لذلك توظفت شبيبتنا، كلها، في الأجهزة الأمنية والتلفزيونية.. فهذا جمّع نجوم الرتبة على كتفيه، وهذه جمّعت نجوم الفن حواليها!!
ـ ما شاء الله..
* وحالما أزاحوا نجومَ الفن جانباً وحلوا بمحلهم في الاستديو، إتجهوا خصوصاً للمسلسلات التاريخية، لتجسيد عظماء قريتنا الباسلة ؛ من أمثال quot; صقر قريش quot; و quot; صلاح الدين quot; و quot; الملك فاروق quot; و..
ـ وquot; بونابرت العرب quot;!!
* الأب الخالد سيبقى رصيده، التاريخي، مخلداً في حساباتنا البنكية.. أقصد، الوطنية!!!
ـ ولقد أوعزتُ، شخصياً، إلى شركة الأنتاج التلفزيوني، الرسمية، بإنجاز مسلسل تاريخي عن حياته، ليتم عرضه في رمضان القادم.. لا بل في رمضان الجاري! لآنّ التقنية العالية عندنا، فاقت حتى الموجودة في تلك المدينة الأمريكية... ماذا كان إسمها؟
* أعتقد أنّ إسمها quot; هوليقرود quot; أو quot; هوليوود quot; أو شيء من هذا القبيل!
ـ ما رأيك، عزيزتي، أن نبني مدينة كاملة للسينما والدراما، وفي قريتنا بالذات!؟
* لم لا، يا تاج رأسنا.. وقريتنا، بالذات، تمتلك ممثليها العالميين!
ـ بالله عليك، يا عزيزتي، أذكري لي بعض أسماء فنانينا هؤلاء.. فذاكرتي، كما تعلمين، مشحونة كلها بأسماء الممانعين والمقاومين والمجاهدين المقدسين و.. الخ
* مثلاً.. فناننا الأول، quot; نزار قباني quot;!!
ـ آآآ، ذاك الولد!؟
* إنه ممثل شبيبي، عبقري بالحقيقة!.. قفز من مجرد كومبارس في المسلسل الأول الذي شارك فيه، إلى دور البطولة المطلقة في مسلسله الثاني!!
ـ أنعم وأكرم. يعني تماماً كما تحقق لعظمتنا، بقفزة واحدة من رتبة ملازم مجند إلى رتبة فريق أول ركن!؟
* كذلك بطلة وممولة مسلسل quot; إنتقام القرْدة quot;، فنانتنا الأولى والكومبارس سابقاً و...
ـ لو أنهم جعلوا عنوان المسلسل quot; إنتقام القرَدة quot;، أما كان سيعبّر بعمق عن أهدافنا القومية!!؟
* نعم. ولكنّ فنانتنا في مصر، حالياً. وقد نجحت هناك بحيث أنها تقف أمام النجوم، المخضرمبن، وجهاً لقفا.. أقصد، وجهاً لوجه!!!
ـ عال. يعني نستطيع بغزو مصر، فنياً على الأقل، إعادة أمجاد خلافتنا الفاطمية!؟
* نأمل بذلك، عزيزي. مع أنّ مسألة إتقان اللهجة المصرية، ليست سهلة بحال.
ـ أعان الله فنانينا، إذاً.
* ولكنهم لها! وأصلاً تمّ تدبير مشكلة اللهجة الشامية، في مسلسل quot; نزار قباني quot; : في الحلقة الأولى، فرح الناس حينما ظهر ممثلنا بشعره المصفر، المصبوغ، وعدستي عينيه، الخضراوين، وقالوا يا سلام طلع الشاعر، الراحل، من ظلام لحده إلى نور مجده! ولكن فيما جدّ من حلقات، رأوه لا يكف عن التدخين وهز الرأس جواباً على كل سؤال، فقالوا لا حول ولا قوة إلا بالله، طلع الممثل أخرس!!!
ـ وأظنه إتقن بعدها اللهجة الشامية؟
* يا سيدي، والمصرية أيضاً! وهو الآن في القاهرة منافسٌ قويّ لفناننا الآخر، صهر الوزير سابقاً! وهذا الأخير مستقر هناك، بعدما نجح دوره في مسلسل quot; حكمة الشيطان quot;!!
ـ الحكمة، نعم!
* ويقال أنّ مسلسله هذا، الرومانسي، طيّر قلوب عذارى النيل والمحيط والخليج، خصوصاً وهو بدور عمدة صعيدي، طاغية وجزار يقتل الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، ثمّ يدفنهم بمقبرة جماعية في حديقة مجاورة! ثمّ يتزوج من فتاة لا تحبه، وتريد أن تنتقم من قتله لشقيقها! ولكنها لا تلبث أن تهيم في حبه، حينما جاءه ذاك المرض العضال أخيراً وما عاد بإمكانه أن يحكم!!
ـ يا عيني على الرومانسية في هذا المسلسل الصدّامي.. أعني، الصعيدي!!!
* الأروع يا أخي، تلك الخاتمة السعيدة.. إذ كان في بطن البطلة جنين من بعلها الحبيب، الراحل، سيخلفه لاحقاً في منصبه، لتعيش معه بسبات ونبات ووجاهات دائمات و..
ـ نعم، نعم.. مسلسلنا واقعي، فعلاً!!
* من يومها والأشقاء في مصر، وتحديداً أصحابُ النخوة القومية، وهم مع فناني جماعتنا في بزنس وأعمال حرامية... أقصد، أعمال درامية!!!
ـ عظيم. لنرجع الآن إلى فناننا ذاك، الأخرس سابقاً! قلنا، أنّ حبسة لسانه فكتْ وإنطلق بالشامي والمصري؟
* أجل. وبعدها ما عاد يهدأ في التجعير.. في التعبير عن قضايا الواقع، حتى قال له الناس من محبتهم :
ليتَ أنك ما حييتَ أبكمُ / أو ليت في أسماعنا صَممُ!!!!
ـ ألا يقال، يا أختي إبنة أبي وأمي، أنّ الفن الواقعي ضريبته باهظة في الواقع!؟
* صحيح. خاصة لو علمنا أن كل كومبارس، من فناني جماعتنا، أضحى بين ليلة وضحاها نجماً فمليونيراً صاحب شركة للإنتاج و...
ـ وخذ بطولات، مطلقة، في المسلسلات السورية والمصرية.. يعني، حكّ لي لأحكّ لكَ!!!
* المهم، يا أخي، أنهم إحتلوا في رمضان برامج الفضائيات العربية، بما فيها اللبنانية.
ـ والأهم، يا أختي إبنة الخ الخ، أنهم أعادوا إحتلالنا للبنان.. قه قه قه

دلور ميقري

[email protected]