تهور أحمد نجاد وتصريحاته النارية ستدفع بالعالم الغربي إلى؟؟؟؟؟؟

برغم أنه كانت هناك نقطة توازن في الجدل القائم في المجتمع الغربي على كيفية التعامل مع الملف النووي الإيراني.. ففي ذات الوقت الذي تنشط فيه مجتمعات العمل المدني على رفض فكرة الحرب كليا.. ورفض فكرة إمتلاك الأسلحة النووية سواء كرادع أم للإستعمالات السلمية.. نشطت الدوائر السياسية في محاولات يائسه للجم الأطماع الإيرانية لإمتلاك القوة النووية أسوة بالدول الأخرى.. وبرغم التأكيد الإيراني المستمر لنواياها السلمية في عملية التخصيب إلا أنه يزداد عدد الدول التي تضم صوتها إلى صوت الولايات المتحدة في إجماع قلّ أن يحدث في رفضها القاطع لإمتلاك إيران هذه القوة.. برغم سكوتها وقبولها إمتلاك الهند وباكستان لهذه القوة..

.. الأسباب الإيرانيه للحصول على هذه القوة
المعارضه الأميركية للنطام الإيراني والخوف من أن تعمل الولايات المتحدة على تغيير النظام كما حدث عام 1953 وذلك بطرح فكرة إعادة الملكية وإعادة أحد أبناء الشاة مستغلة معارضة نسبة كبيرة من الإيرانيين لسياسة أحمد نجادي التصعيدية في العلاقات الدولية..وأيضا لإزياد معدلات الفقر في إيران..
أطماع وأحلام إيران في الهيمنه على المنطقه وفي تمثيلها دوليا.. مستغلة في ذلك العامل الديني المشترك..
إجبار العالم الغربي بقبول تمثيلها سياسيا عن المنطقه متناسية خطر صعود الإسلام السياسي على كل الأطراف..

أما أسباب التخوف الأميركي والغربي..
الجانب السياسي..
التخوف الغربي الأكبر يأتي من التخوف من الإسلام الأصولي والمتطرف..والذي تغذيه إيران بأشكال مختلفه منها بالسلاح ومنها ما هو بالمال مستغلة ضعف الأطراف المتلقية....
تحول العراق إلى مستنقع للحروب بين طوائفه وبين الأميركيون فاقم من مشكلة تصدي الولايات المتحدة للإرهاب والإرهابيون بحيث أصبحت تمثل اولوية إستراتيجيه للإدارة الأميركية..
قد يكون إنتقام من الولايات المتحدة من حادثة حجز 52 الرهائن الأميركيين لمدة 444 يوم..
تزايد النفوذ الإيراني في العراق... كبداية لزيادة النفوذ السياسي لإيران في منطقة الشرق الأوسط..
أما الجانب الإقتصادي فهو واضح ومعروف وهو تهديد المصالح النفطيه الذي قد تستعملة إيران كعامل إبتزاز سياسي..
رفضها المستمر للإعتراف بالمحرقه اليهودية التي إعترف بها العالم أجمع حتى الدول العربية.. والفلسطينيون.. وتهديداتها المستمرة بعدم شرعية الدولة والقضاء عليها.

أسباب التخوف العربي..
إستمرار إيران في إحتلال بعض الجزر قرب البحرين ورفض الإعتراف بهوية هذه الجزر العربيه..
علاقتها وتمويلها العسكري والمالي لحزب الله في لبنان.. ثم علاقتها الوطيدة مع حماس..
العلاقة الخفية بينها وبين النظام السوري والذي فرضت علية كلا الدولتين تعتيما إعلاميا كاملا.. وجود مهندسين إيرانيين في قتلى إنفجار 26 تموز الذي حصل في منشأة - مستودع عسكري للمواد المتفجرة في مدينة حلب.. يؤكد ويزيد من المخاوف العربية من زيادة النفوذ الإيراني في المنطقة..
إضافة إلى التصريحات اللا مسؤولة الصادرة من رئيس تحرير صحيفة كيهان الذي قام في مقالة إفتتاحية بضم البحرين إلى إيران..وزعم بأن ما كان تحت سيطرة الإمبراطورية الإيرانية قبل الإسلام.. فإنما يعود حكما إلى إيران اليوم..


وبالرغم من المحاولات الإيرانيه التي قام بها مندوبو وزارة الخارجيه الإيرانية للعديد من الدول العربية إلا أنه وفي حساب المصالح لم تستطيع الحكومه الإيرانية تبديد المخاوف من أطماعها
سواء في السعوديه أم الكويت أم في مصر أخيرا. فبرغم حاجة الجميع إلى التعاون في المنطقه والإعتراف الضمني بأن ايران كانت ولا تزال دولة إقليمية كبيرة ولها وزنها ولكن أي من دول المنطقه لن ترضى بتغييبها وترك الساحة للدولة الإيرانيه نيابة عنها.. إضافة إلى خوف الأنظمه من محاولات تغييرها وإستبدالها بتنظيمات إسلامية متشددة تغذيها الدولة الإيرانية..
لهجة العنف وعدم المرونه الإيرانية في المواقع الدولية تختلف إختلافا كبيرا عن ما تتطلع اليه الدول العربية من تعاون دولي.. لحل المشكلة الفلسطينية.. والعراقية.. وأيضا للقضاء على الإرهاب والإرهابيون التي تهدد مصالح الجميع..


كانت الولايات المتحدة وإسرائيل وحدهما الرافضين العلنيين لأطماع الإيرانية النووية أما الآن فلقد إنضمت إليهما دول اخرى لها ثقلها السياسي على الساحة الدولية كلها تعارض إمتلاك إيران مثل هذه القوة..نشاط الديبلوماسية الفرنسية لدعوة أوروبا إلى عدم الإستثمار في إيران تتزامن مع تسارع الولايات المتحدة إلى الدعوة إلى فرض عقوبات على إيران في الأمم المتحدة مع إحتفاظها بفكرة القيام بحرب وقائية خاطفة بدون الإنتظار إلى قرار من مجلس الأمن..


كل الدول الغربية يجمعها عامل مشترك واحد.. الخوف من تصاعد الإسلام السياسي. والخوف من مواطنيها المسلمون المتواجدون على أراضيها.. والخوف من المستقبل المظلم في إعادة فكرة الحروب الذي قد ينتظرها في حال سمحت لدول متشددة بالحصول على أسلحة الدمار الشامل..
..لن تنفع إيران أحلامها بان الولايات المتحدة ستضطر إلى إحتواء الأزمة بالتعاون معها للخروج من المستنقع العراقي.. ولن تنفع سياسة المراوغه والتسويف الإيرانية في حل هذه المشكلة التي يتزايد خطرها مع كل كلمة يتفوة بها أحمدي نجاد.. إن التصعيد الإيراني يقابله تصميم جميع الدول الغربية سيجعل كل منطقة الشرق الأوسط ساحة صراع سياسي وعقائدي..
الطريق الوحيد لحل الأزمة.. هو إمتثال النظام الإيراني لإرادة المجتمع الدولي.. والكف عن سياسة التصعيد الدولية وسياسة التدخل في دول المنطقة والهيمنه على مصادر القرار في لبنان.. وغزة.. وسوريا..
هذا ما سيجبر الولايات المتحدة والدول الغربية كلها على الدخول الحقيقي والجاد في عملية حوار الحضارات الذي بدأه رفسنجاني.. وقد يؤدي إلى حل مشكلتي العراق.. وفلسطين..
مقالتي هذه ليس هدفها التخويف من الولايات المتحدة أو من قدرة الغرب العسكرية المعروفه والقادرة على الصمود أكثر وأطول زمنا من أي إنسان في الشرق الأوسط..
سواء حصلت الحرب أم لم تحصل فمستقبل الإنسان في منطقة الشرق الأوسط كلها قاتم.. وتصريحات أحمد نجادي التي تفرح البعض تزيدة قتامة.. وتصريحات أسامة بن لادن التي يهلل لها البعض تعيدة قرونا إلى الوراء.. كلها خطر على مستقبل الشرق الأوسط والإنسان في كل مكان......


أحلام أكرم

باحثة وناشطه في حقوق الإنسان