منذ ايام قليلة صرح الرئيس حسنى مبارك خلال لقاء اجرتة معة صحيفة اسرائيلية بان السلام بين مصر واسرائيل يهمة للغاية . واذا كان الرئيس مبارك يقول هذا الكلام فانما يقولة بكل تاكيد عن قناعة تامة وفهم وليس لمجرد تلطيف الاجواء الساخنة بين الدولتين نتيجة لعمليات تهريب الاسلحة عبر الحدود المصرية الى قطاع غزة. وعلى عكس ما قالة الرئيس نجد يوميا من يدعو فى الصحف المصرية وعلى شبكات الانترنت الحكومة فى مصر الى الغاء اتفاقية كامب ديفيد وتجميد العلاقات مع اسرائيل وطرد سفيرهم الموجود فى القاهرة واتهام كل مصرى شريف يدعو للسلام العادل بين اليهود والعرب بالخيانة والعمالة للصهيونية والامريكان وبقية التهم الصبيانية السخيفة اياها التى صارت مثل الاسطوانة المشروخة من كثر ترديدها .


والعجيب فى الامر اننى بالصدفة وانا اتصفح اليوم واحدة من هذة الصحف المتطرفة الرخيصة الداعية لقطع علاقات مصر مع اسرائيل قرأت خبرا فى صفحتها الاولى يقول ان هناك 8 الاف مصرى يعملون فى اسرائيل ويتقاضى الواحد منهم ما يقرب من 3 الاف دولار فى الثلاثة اشهر.
وطبعا لو لم تكن هناك اتفاقية سلام بين مصر واسرائيل لما امكن لهؤلاء الافراد العمل هناك وكسب لقمة العيش بعد ان عجزت الحكومة المصرية عن توفير وطائف كافية للشباب العاطل عن العمل من خريجى الجامعات والمعاهد العليا والفنية وغيرها.
ان السلام بين مصر واسرائيل لا يهم الرئيس مبارك وحدة وانما ايضا يهم كل مصرى لانة بدونة لما كان فى الامكان تشيد المدن الجديدة وبناء مئات الطرق والكبارى والوف المدارس والمعاهد التعليمية والمستشفيات والاستمرار فى دعم المواد الغذائية ببلايين الجنيهات وهو ملا يحدث فى اغنى دول العالم او افقرها.


لقد اعطى السلام الفرصة للحكومة المصرية لدفع عجلة التنمية والبناء وتطوير المرافق والخدمات . ولو كانت حالة الحرب مستمرة حتى الان بين الدولتين لكنا فقدنا الوف اخريين من خيرة شبابنا المصرى .. ولكانت شوارعنا لا تزال غارقة فى مياة المجارى .. ولما كان فى الامكان الحصول على سلعة غذائية بدون بطاقات التموين او الحصول على خط تليفون...واكيد كانت مصر اشهرت افلاسها منذ ربع قرن من الزمان.
اننى امل ان تنسحب اسرائيل من الاراضى السورية المحتلة وتقوم باعطاء اخوتنا فى فلسطنين حقوقهم واراضيهم المحتلة وبالمقابل يجب على العرب التخلى عن فكرة تدمير اسرائيل او القاء اليهود فى عرض البحر .. لاشك ان اقدام اسرائيل على تحقيق هذا المطلب سوف يفتح ابواب السلام بينها وبين جميع الدول العربية.. ويساهم فى ازالة الجدران العالية والاسوار العازلة الموجودة حاليا بين الجميع.


كثيرا ما اسأل نفسى قائلا:
ترى كيف سيكون حال منطقة الشرق الاوسط لو عاش العرب واليهود فى سلام حقيقى؟؟ وترى ماذا سيكون الحال لو خصصت اسرائيل وحكومات الدول العربية المجاورة لها البلايين التى تنفق سنويا على التسليح - تخوفا او تحسبا من هجوم الطرف الاخر عليها- على البناء والتعمير وتلبية مطالب واحتياجات شعوبهم ؟؟ ترى هناك امل فى سلام حقيقى عادل وليس سلام مؤقت اوعلى الورق بين بين اسرائيل والدول العربية ؟؟
الاجابة هى نعم اكيد هناك امل فى شرق اوسط افضل ينعم فية الجميع من عرب ويهود وغيرهم بالهدوء والاستقرار والرخاء .. ولذلك اكرر واقول بلا خجل نعم للسلام العادل الحقيقى بين اسرائيل والعرب.

صبحى فؤاد
استراليا
[email protected]