فتح مقتل زعيمة حزب الشعب ورئيسة وزراء باكستان السابقة السيدة بينظير بوتو الباب على مصرعيه أمام الصحافة ومواقع الإعلام الإيرانيةlsquo; لاسيما تلك التابعة للمؤسسة الدينية منهاlsquo; لتحدث عن حياة السيدة بوتو والتأكيد على انتمائها للمذهب الشيعي و حملها الجنسية الإيرانية. وقد تسابقت وسائل الإعلام الإيرانية في تحميل الاتهام إلى من أسمتهم quot; بالوهابيين quot; بقتلهاlsquo; مدعية ان بوتو قتلت بدوافع طائفية lsquo; وذلك بعد ان تبين quot;quot; للوهابيين quot; (حسب زعمها) lsquo; ان بوتو كانت سوف تحرز نصرا كبيرا في الانتخابات البرلمانية القادمة وهو ما سوف يؤهلها لتولي رئاسة الحكومة الأمر الذي سوف يساعد على تقوية نفوذ الشيعة في باكستان ويقوي من احتمال قيام تحالف بين طهران وإسلام آباد lsquo; ولهذا السبب تمت تصفيتها.


و هنا يمكن ذكر ابرز ما نشر بهذا الخصوصlsquo; حيث نشر موقع ( shia news) التابع لمكتب إعلام الحوزة الدينية في مدينة قم الإيرانية تقريرا عن حياة السيدة بوتو جاء فيه مايلي: في الوقت الذي مازالت عملية الاغتيال غير المتوقعة لبينظير بوتو تتصدر عناوين أخبار وسائل الإعلام العالميةlsquo; فان هناك عدة مواضيع تشغل بال أنصارها ومريديها من المسلمين lsquo; ولاسيما الإيرانيين منهم lsquo; و أول هذه المواضيع معرفة انتمائها المذهبي.
فنتيجة الأجواء الخاصة والمعقدة في باكستان و الناجمة عن هيمنة quot; الوهابيينquot; المتطرفين الذين تمكنوا لحد الآن منquot; قتلquot; آلاف الشيعة في هذا البلد lsquo; فقد اضطر الشيعة هناك lsquo; الذين يشكل عددهم نسبة 17% إلى 27% من الشعب الباكستانيlsquo; من العيش باحتياط واستعمال التقية للحفاظ على حياتهم. ولهذا السبب بقيت بي نظير بوتو مجهولة المذهبlsquo; على الرغم من وجود دلائل كثيرة تشير إلى انتمائها إلى المذهب الشيعي.


ومن تلك الدلائل ان أمها السيدة quot; نصرة بيكم quot; إيرانية شيعية من أهالي مدينة أصفهان عاشت في باكستان lsquo;وان جد بوتو كان يقيم في إيران. كما ان اسم quot; ذو الفقار علي quot; والد السيدة بوتو اسم شيعيlsquo;.


و تشير بعض المصادر ان أصول والد بي نظير تعود إلى منطقة quot; الهزارة quot; التي تعد قاعدة الشيعة في أفغانستان. ولهذا سبب فحين نشب الخلاف بين الملك ذو الفقار بوتو والرئيس الأفغاني آنذاك quot; محمد داوودquot; قال داوود لبوتو quot; ان البشتون في باكستان من أنصارناquot; فرد عليه الأخير قائلا quot; أن الهزارة lsquo; قلب أفغانستان بأيدينا quot;. ومن هذا يستنتج ان ذو الفقارعلي بوتو كان شيعيا.


الاستدلال الآخرlsquo; ان بي نظير بوتو حين قدومها إلى إيران أثناء توليها رئاسة الحكومة قامت بزيارة مرقد الإمام الرضا ( الإمام الثامن للشيعة والمدفون في مدينة مشهد ). هذا فيما تؤكد المصادر الباكستانية ان السيدة بوتو كانت متقيدة بأداء فريضة الصلاة وكانت تؤديها على الطريقة الشيعية.


الملاحظة الأخرىlsquo; ان بوتو أثناء رئاستها للحكومة الباكستانية quot; التي تزامنت مع رئاسة هاشمي رفسنجاني للجمهورية الإيرانيةquot; كانت لها علاقات واسعة مع إيران lsquo; وكان يتوقع لها ان تقوم بدور كبير في قضايا المنطقة lsquo; لاسيما من جهة العلاقة مع إيران lsquo; لو قدر لها الوصول إلى السلطة مرة أخرى:.


ومن التقارير الإيرانية العديدة الأخرى التي تناولت موضوع السيدة بينظير بوتو lsquo; تقرير نشره موقع( jahannews ) التابع لما يسمى بأنصار حزب الله lsquo; وقد جاء في التقرير مايلي: ان بي نظير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة والتي أجبرت قبل عدة سنوات بسبب اتهامات معينة على مغادرة باكستان والإقامة بين دبي و لندنlsquo; وقبل عدة أشهر من عزمها العودة إلى باكستان تقدمت بطلب منحها الجنسية الإيرانية. وبما ان أمها quot; نصرت بيكم quot; إيرانية من أهالي أصفهانlsquo; فقد وافقت السلطات الإيرانية على طلب بوتوlsquo;.


ومن هنا يسدل ان السلطات الإيرانية قد عملت بنفس الطريقة الإسرائيليةlsquo; حيث و بحسب الشرائع الدينية اليهودية يعتبر اليهودي من تكون أمه يهودية أو من يقول انه من ذرية يهوديةlsquo; وهكذا أصبح الأمر عند دهاقنة الحوزة قم الدينية lsquo; فمن كانت أمه شيعية فهو شيعي!. وعلى هذا الأساس أصبحت بي نظير بوتو شيعية وإيرانية lsquo; و من دون ان تقول هي ذلك!.

صباح الموسوي