نفى البيت الأبيض نفياً قاطعاً فجر اليوم الأربعاء كل الأنباء التي رددتها بعض الأوساط البولشفية الحمراء، والقائلة بأن الرئيس الأمريكي جورج بوش هو رجل نبيل. وأعرب البيت الأبيض عن استغرابه الشديد وتنديده العنيف لترويج مثل هذه الأكاذيب في ذات الآن الذي يستعد فيه الرئيس بوش لإرسال حاملة طائرات جديدة إلى قبالة السواحل السورية محملة باليورانيوم المخصب والسلاح المنضب والموت المخضب لقتل أطفال سوريا. وأن الرئيس ذات نفسه لا يرضى أن يقال عنه نبيلاً ولا يقبلها على نفسه إطلاقاً، ويشعر بالألم والامتعاض عن ذلك. ونفى المتحدث باسم البيت الأبيض، في الوقت نفسه، أن الرئيس كان يتمتع بأي حس نبيل تجاه أي من القضايا والملفات الساخنة في الشرق الأوسط البليد، ولاسيما تلك التي تتعلق بشؤون حقوق الإنسان والديمقراطية وإصلاح السيارات وتصويج وسمكرة ودهان الطرطيرات، مستشهداً بهذا الصدد، بما يحصل في كل من لبنان والعراق وفلسطين وأفغانستان، وأن الرئيس quot;النبيلquot; سيدلي بتوضيح هام، ولا لبس فيه، كما قال، لوسائل الإعلام لاحقاً يتناول فيه هذا الموضوع.

إلى ذلك صرح الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان عن انزعاجه الشديد من التسريبات الصحفية التي تناقلتها وكالات الأنباء المختلفة عن قيام بعض الجهات، التي اكتفى البيان بوصفها بأنها من فلول ولمامات الإيديولوجيات المهزومة تاريخياً وسقط المتاع السياسي، حسب ما ورد في نص البيان، والتي زعمت بأن الرئيس جورج بوش quot;نبيلquot;، مستنكراً جملة وبالمفرق، كل ما أوردته الوكالات بهذا الشأن قائلاً، وبالحرف الواحد، بأن هذه ليست من خصال ولا أخلاق التكساسي أو شيم وراعي البقر الكاوبوي الأصيل، كما أنها لم تكن من قيم البيت الأبيض التقليدية في يوم ما وتسيء إلى سمعته التاريخية، متحسراً على أيام المكارثية ومناهضة الشيوعية وحرب فييتنام. ومما جاء في بيان البيت الأبيض أن الرئيس بوش وبينما كان يستقبل أولمرت وقدامى المجرمين الصهاينة وجنرالات الحرب الإسرائيليين في البيت الأبيض، فوجئ بتلك الحملة المغرضة التي تستهدف وتنال من سمعته كأسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، والتي كسبها خلال ولايتين دمويتين من الحروب العدوانية التدميرية في شتى بقاع الأرض، وحث جميع الفرقاء المعنيين وقواده وأركان حربه، على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والهدوء وعدم الانجرار وراء ردود الأفعال الغاضبة وغير المحسوبة إزاء ذاك الهراء الفارغ كما وصفه. وأنه وفي كامل سياساته الداخلية والخارجية، وحروبه الاستباقية، وحملات القصف السجادية Carpet Bombings، والمؤتمرات الثنائية، وأوهامه التوراتية والصهيونية، لم يسع لأن يكون نبيلاً أو يجسد أية قيمة إنسانية، بل كان يسعى لأشياء مغايرة تماماً، مذكراً بأن عصر النبلاء، والدماء الزرقاء، قد ولى وانقضى وإلى غير رجعة.

وشدّد بيان البيت الأبيض على استمرار التزام الرئيس بوش quot;النبيلquot;، بسياساته العدوانية المعهودة في المنطقة، ضد العرب والمسلمين حتى آخر يوم من ولايته التي تمتد حتى مغادرته للمكتب البيضاوي The Oval Officeفي العشرين من شهر يناير/ كانون الثاني 2009. هذا وقد وردت إلى البيت الأبيض عشرات البرقيات ورسائل التنديد والاستفسار والاستنكار، وأمـّته وفود كثيرة من المدهوشين والمصعوقين بهذه التطورات الأخيرة التي عزاها كثيرون في البداية إلى خطأ في ترجمة النبأ الأصلي حين وروده من المصدر.

وفي خبر عاجل أوردته وكالة quot;أوعا تزحطquot; الفضائحية، قالت فيه: quot;عبر الناطق باسم البيت الأبيض عن بالغ أسفه، وقلقه وإحباطه عن الأضرار التي قد تلحق بمساعي الرئيس لشن حرب عدوانية جديدة في المنطقة تنال المزيد من الضحايا والأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال جرّاء ترديد هذه المزاعم والأقاويل واصفاً إياها بـ quot;التجني الواضح والصريحquot;. وحين سئل عن رد فعل، وشعور السيد quot;صوص تشينيquot;، لدى إطلاعه على هذه الأنباء والتصريحات، اكتفى بالقول بأنه quot; قد فقع من الضحكquot;. ووصفت دانا بيرينو مساعدة الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض التقارير التي تتحدث عن نبل الرئيس بأنها محض اختلاق، وعارية من الصحة تماماً، وأعربت عن أسفها هي، أيضاً، لوصف الرئيس بوش بالنبيل، ودعت الجميع إلى تحري الدقة والموضوعية واحترام عقول ومشاعر الأمريكيين أنفسهم، قبل أهالي وعائلات مئات الآلاف من ضحايا حروب بوش quot;النبيلquot; حين الإدلاء بمثل هذه التصريحات. كما أعربت هي الأخرى عن استغرابها وشكوكها ودهشتها، بآن، بأن يكون الرئيس الأمريكي نبيلاً على الإطلاق وناشدت، جميع الناخبين، والمواطنين الأمريكيين بعدم تصديق تلك الأنباء، أو الإصغاء لها، بتاتاً.

وإلى ذلك، وفي نبأ quot;بايخ وبايتquot;، وزعته وكالة أنباء quot;اسماع وطنـّشquot; الشرشوحة، بأن جماعة مجهولة تطلق على نفسها quot;جماعة صحوة نبلاء البيت الأبيض الجهاديةquot;، في بلاد المساكين، في بيان نشرته على الشبكة العنكبوتية، ولم يتسن لمراسلنا التأكد من صحته، أعلنت عن أن خلاياها النعسانة، قررت الثأر والانتقام لكرامة الرئيس جورج بوش الجريح عن هذه الإهانة التاريخية البالغة والمغرضة التي لحقت به وبسمعة إدارته، وطلبت فيه من جميع الهراطقة، كما وصفهم البلاغ، والمرتدين السياسيين، والتائهين إيديولوجياً، بعدم اللجوء إلى تسويق مثل هذه الإشاعات والأقاويل واصفة إياها بالعمل الجبان والرخيص، ومهددة بنفس الوقت بالقيام بأعمال انتقامية لم تحدد طبيعتها، وبإجراءات انتقامية تستهدف مصالح البلشفيين في كل مكان، وبالويل والثبور، وحرمانهم من أكل خبز التنور.

ولله في مناضليه شؤون وشجون!!!

نضال نعيسة
[email protected]