إطلاق اسم quot; زول quot; على قناة فضائية له مدلول سخيف ولا يحق لدولة ذات سيادة أن تشارك في تأصل السخف!

قبل شهور قليلة انطلقت قناة فضائية باسم quot; زول quot; ويقال إن جهة إعلامية خليجية بذات المسمى هي التي تبنت فكرة القناة الفضائية بشراكة استثمارية إماراتية سودانية لبنانية وعقدوا مؤتمرهم الإعلامي في الخرطوم في يونيو 2006 للإعلان عن انطلاق شبكة quot; زول quot; التلفزيونية الفضائية. وتضمن إعلانهم آنذاك خبرا يفيد بان وزير الإعلام السوداني quot; الزهاوي مالكquot; وعدد من القيادات الإعلامية سيحضرون الافتتاح.
وعبارة quot; زولquot; أو يا زول كلمة امقتها. ولا يروق لي أن أكون إنا هو ذاك الشخص المعني بذاك الاسم الأقرب إلى السخرية. quot; زول quot; الآتية من الزوال لا تعني غير (خيال المآتا ) ودونكم وقواميس اللغة.

فليس هنالك ما يشير بأنه اسم جنس من بني البشر. أو انه اسم لشعب. وهو اسم أو دلالة يطلقها الفرد على كل من لم يتبن معالمه. كما تقول من هو ذاك! فانه عندما يكون بعيدا عن مرمى النظر يكون زولا غير واضح المعالم. ومن هنا جاءت عبارة زول و لا يطلق هذا الاسم على الفرد الذي من حولك ولكن أن في انتشار هذه الدلالة وتحولها لتكون مرادفة للسوداني هو خطأ عام أطلقه العامة في الخليج. بدون دراية وقبل به السودانيين في سبيل ما هو متبع في الخليج من توزيع ألقاب وسمات وصفات لا علاقة لنا بها. ولا يمكن أن تأصل جهة ذات سيادة وعلاقة بالدولة والوطن هذه الجنحة وبهذه الكيفية الإعلامية الخطيرة. بان يتحول الإنسان السوداني في نظر العالم اجمع إلى quot; خيال مآتا quot; وبمساندة ومباركة وزارة الإعلام والجهات ذات العلاقة!!


ونقول للذين لم يطرق سمعهم اسم quot;خيال المآتا quot; لنقرب لهم الصورة، نقول لهم معني ودلالة (زول). فهو مجسم تكون في العادة من خرقة بالية تلف حول أعواد على هيئة إنسان و تنصب في المزارع وذلك كأسلوب ومنهج متبع لدى المزارعين لإخافة الطيور!! والبهائم. ويمكن أن يختار له صاحبه أماكن أخرى مناسبة للغرض الذي تم تجهيز ذاك الخيال المتمثل في شكل إنسان، ولكن الصورة النمطية والغرض الأعم هي الإخافة.
فيا ترى أي جهة هي المعنية بالإخافة بإطلاق ذاك الاسم quot; زول quot; على قناة فضائية سودانية!!يريدون إخافة من؟ وبمن؟
الم يكن الأمر في ملعب الإعلاميين ليتداركوا الأمر قبل فوات الأوان! بكل كان يستوجب عليهم العمل عبر وسائلهم المتاحة في التأثير على كل من يطلقون ذاك الاسم و بعفوية على السودانيين..


ربما في ظاهره بطيب خاطر.. ولكن الكثيرون منهم يطلقونه بقصد الازدراء. وقد يتلمس السامع لتلك العبارة مدى الصدق والمقصد من أسلوب وطريقة تعامل مطلقيها. ولا يحتاج إلى فراسة ومقدرات معينه.


ومن مرادفات ما يطلق بقصد الاستهجان كلمة أو عبارة ( رطانه ) فقد لا يكون خافيا على أهل اللغة أن كلمة quot; رطانه quot; هو ذلك الصوت الذي يصدر من (البعير الهائج) وقد أطلقه العرب مجازا على كل أصوات الغير مفهومه لديهم. أي أنها تشبه أو مصنفة لديهم في مرتبة أصوات صادرة من (البهيم) وقد أطلقوه استخفافا بالمتحدثين بلغات غير مفهومة لديهم. وللأسف تناوله المعنيون أكثر من غيرهم!! وما أشبه اليوم بالبارحة!! قممنا الإعلامية تصرح وصحفنا تتناقل خبر قناة فضائية مهتمة بالشأن السوداني بشراكة خليجية لبنانية باسم quot; زول quot; ولا يحرك فيهم ساكنا.. أنها قمة الاستخفاف.. بل هو تجسيد لبعض من تلك الأهازيج الساخرة التي يطلقها بعض من إخوتنا في العروبة على بعض الشعوب والجنسيات بغرض الاستخفاف وتلك (النكات) المنتشرة في الخليج عن السودان والسودانيون كثيرة!! ولا يحق لجهات ذات سيادة في الدولة بان تشارك في تأصيل تلك المهاترات والألقاب التي تطلق بدون تحري ودراية.


فليكن لنا في الهنود والباكستانيين أسوة حسنه. فأهل شرق آسيا quot; الهنود والباكستانيين quot; يرفضون عبارة quot; رفيق quot; التي أصبحت ملازمة لهم كملازمة كلمة زول للسوداني. ويحضرني هنا موقف أو نكته متناقلة حيث يقال أن إخوتنا في الخليج تناسوا تماما quot; الاسم رفيق quot; وشطب من قواميس الأسماء العربية والإسلامية ولا يمكن أن يطلق هذا الاسم على أي خليجي. بسبب استخدامهم أو إطلاقهم على أبناء شرق أسيا من الهنود والباكستانيين والبنقلاديش.


فعندما اغتيل رفيق الحريري سأل احدهم- ( هو إلى مات الريس الحريري أم رفيقه!! )- وحكاية قناة quot; زول quot; ربما كانت مجرد خاطرة خطرت على احد الأخوة العاملين في المجال الإعلامي ربما بجهل. أو اختيار بقصد غير كريم. أو تدبير بمكر. ولا احد منا يعلم النوايا وما في الصدور!! ولكن كان على الجهات ذات الاختصاص التحري والتيقن والبعد عن الشبهات. والابتعاد عن ما يمكن أن يكون سببا في الإساءة للشعوب حتى ولو كان ذلك بدون قصد!!

محمد سليمان أحمد quot; ولياب quot;
[email protected]