( بالنسبة لي هذه السنة هي مهرجان للنهب وسرقة المال العام، لقد جاؤوا بصغار القوم، كل شيء نكرة، أتوا بحواضر البيت، بمن هبّ ودبّ نظموا عاصمة للثقافة العربية، همّهم تبرير التبذير، كل ما قدم في هذه السنة لا يساوي شيئا أمام حفل الافتتاح الذي نظمته سوريا، دمشق عاصمة الثقافة العربية،2008 هل أتوا بفيروز، لا، لن تأتيهم لأنهم أرادوا السلب لا الثقافة، وأقولها وأكرر أحلام مستغانمي في غنى عنهم، ولا يعنيني أن أحضر، لأن لي سطوة الاسم، وهم لهم سطوة الكرسي، الذي لا يدوم) انتهى نقل مقطع من تصريحات أحلام لجريدة الجزائر نيوز يوم الرابع والعشرين من يناير.

أحلام..؟ مستغانمي

صاحبة الثلاثية المشهورة أثبتت عن جدارة بأنها ابنة أصيلة لمجاهد ضحى بكل ما يملكه من أجل الوطن فرغم أنه تولى بعد الاستقلال مهام رسمية كبيرة إلا أنه توفي في شقة صغيرة استأجرها له ولأولاده.

وبما أن المتسلطين على البلاد والعباد لا يملكون سوى تخوين من يفضحهم فإن وزيرة الثقافة بصدد تجريد الروائية من جائزة مالك حداد. في وقت تعالت فيه سمفونية تخوينها من طرف الانتهازيين والطفيليين المتعشعشين في وزارة السخافة.

تظاهرة الجزائرعاصمة الثقافة العربية ابتلعت (نحو سبعين مليون يورو) صُرفت على كل شيء إلا الثقافة وشوّهت صورة الجزائر في العالم، وهذا ما جعل أحلام مستغانمي و الوزير السابق كمال بوشامة والأستاذ لمين بشيشي يفقدون صوابهم ويتهمون المسيّرين والمسؤولين بالسلب والنهب.

هذه التهم إن لم تصدقوها، فاسألوا الشاعر والكاتب السوري نوري الجراح الذي تولى مهمة الإشراف والتنسيق في التظاهرة المهزلة، من خلال المركز العربي للأدب الجغرافي ndash;ارتياد الآفاق. نوري اضطر إلى الاستقالة من منصبه وترك الجزائر عائدا إلى لندن بعد أن أُهين أمام الحضور عندما وصفته وزيرة ثقافتنا المصونة بأنه (قليل أدب) حينما احتج على تأخرها ساعات لحضور إحدى الندوات.

وإن لم تصدقوا التهم، فاسألوا الأديب هاتف جنابي الذي قبل الدعوة للمشاركة في مؤتمر الكتاب العرب في المهجر وهو من ضمن فعاليات التظاهرة. جنابي حصل على إجازة من جامعة فارصوفيا التي يدرّس فيها وتخلص من التزاماته المهمة واتجه إلى مكتب الخطوط الفرنسية ليحصل على تذكرة سفر إلى باريس ثم إلى الجزائر غير أنه تفاجأ بعدم وجود حجز له رغم الاتصالات المتكررة التي جاءته من منسق التظاهرة الذي دعاه إلى الجزائر و أكد له الحجز، انتظر جنابي ثلاثة أيام ومسؤولونا يكذبون عليه، فلم تكن هناك حجوزات ولا هم يحزنون.

وإن لم تصدقوا التهم، فاسألوا الشاعرة والكاتبة السورية جاكلين سلام المقيمة في كندا، التي تركت كل انشغالاتها والتزاماتها بعد تلقيها دعوة لحضور التظاهرة ولم تصل إليها التذاكر رغم الوعود المتكررة.

عدد كبير من المهتمين بالأدب والشعر الذين شاركوا في التظاهرة أسروا لي بأن المسؤولين طلبوا منهم إمضاء فواتير لا يعرفون إلى حد اليوم حقيقة ما تحمله من أرقام بالعملة الصعبة. وقالوا إن المشرفين على التظاهرة كانت الثقافة آخر همهم، فالولاءات وتوزيع الأرباح كانت الطاغية على المشهد، حتى أن المنظر أصبح كوميديا وكأن مغارة علي بابا انفتحت على الأربعين حرامي!

بل هناك أساتذة مرموقون شاركوا في التظاهرة ولم يتلقوا فلسا واحدا إلى حد الساعة، كما نصت عليه اتفاقات مسبقة. من ضمنهم أستاذة في جامعة جورج تاون الأميريكية - رفضت الإفصاح عن اسمها- لم تتلق إلى الآن المبلغ المالي المتفق عليه بينها وبين المسيّرين مقابل إلقاء محاضرات في التظاهرة وخجلت من أن تتصل بمسؤولي وزارة الثقافة لأن مركزها لا يسمح لها بالركض وراء المال ولو كان من حقها.

في غياب الرقابة على أموال الشعب، لاأحد يدري ما إذا قام المسؤولون بحجز تذاكر سفر وإقامات وهمية في الفنادق أم حوّلوا مستحقات المحاضرين المالية إلى جيوبهم، و تعاقدوا مع شركات مزيفة؟.

ومن موقعي كصحافي جزائري سمعت الكثير عن المأساة واشتكى إليّ الكثيرون وقالوا محذرين ( إنهم يصرفون أموالكم ويهينوكم بها أمام العالم) وقد أحجمت عن الكتابة حتى شهدت ndash;من الداخل- أحلام مستغانمي عن هذه الجريمة التي تنال من سمعة الجزائر وأبنائها.

وإلى كل الذين أُهينوا باسم الثقافة في الجزائر، أقول لهم: إن الشعب الجزائري ليس لصا ولا نصابا ولا مخلفا لوعوده، وإنما شعب مسلوب الإرادة، وهؤلاء لا يمثلون سوى أنفسهم وكما قالت أحلام، لهم سطوة الكرسي ولنا سطوة الإسم.

سليمان بوصوفه