أصدرت جمهرة واسعة من العراقيين ومن مواقع مختلفة سياسية وأجتماعية وثقافية نداء من أجل بناء الدولة المدنية في العراق ، ولهذا النداء أهمية خاصة في ضوء تقوقع القيادات السياسية التي تقود العملية السياسية أذ يسعىالقسم ألاغلب منها للحصول على أكبر مايستطيع من مكاسب للفئة التي يقودها أو ينتمي أليها لتأكيد قيادته لهذه الفئة ، والبعض ألاخر يبحث عن مكاسب ذاتية ، وكأن معظمهم لا شأن له بما يعانيه شعب العراق من حرمان لآبسط مقومات الحياة من قوت و أمن ناهيك عن الكهرباء وماء الشرب .. ألخ وتعرض شاشات التلفزيون وكذلك تحقيقات صحفية في الصحافة العراقية عن أطفال ونساء يبحثون في القمامة عما يسد رمقهم أو يتسولون في شوارع مدن عربية فيما بلد هم يعتبر مخزونه نفطه ثاني بلد في العالم ، والان وفي مثل هذه الظروف تختزن حكومته العشرات من ملايين الدولارات في البنوك الاميركية ، مما جعل ومع ألاسف أوساط شعبية واسعة تترحم على العهد السابق بعد أن أسبشرت خيرا باطاحته، لقد أوصلت حالة التخندق بين القيادات المتنفذة السيد ماستورا رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق وهو الدبلوماسي المحنك القول ...quot;.لم أجد روحا حقيقية للمصالحة quot;.
في مثل هذا الوضع جاء هذا النداء الهام الذي يروج لخيار الدولة المدنية في العراق كبديل لدولة الطوائف والمليشيات والمحاصصة والسؤال هو: هل يكفي أصدار نداء ثم يذهب أدراج الرياح حاله حال العشرات من النداءات التي وقعت سابقا أم أن الأمر يتطلب الامر عزما وارادة لتحويل النداء الى عمل فعال مؤثر ؟، كيف نستطيع أن نحول النداء الى حركة سياسية عريضة القاعدة تضع لنفسها برنامجا محددا وتجد لها صيغة تنظيمية تضمن أستمرارية النشاط المبرمج وبنكران ذات حزبي وسياسي وشخصي ؟.
شغل موضوع الدولة المدنية الاتحادية حوارات عدة وفي فترات زمنية متباعدة كان من أواخرها المؤتمر الذي نظمته لجنة دعم الديمقراطية في العراق ولمدة يومين 27-28 تشرين الأول / أكتوبر من عام 2006بحث موضوعة السلم الأهلي والدولة المدنية الأتحادية وكان هناك ورشتي عمل واحدة للسلم ألأهلي والأخرى الدولة المدنية ألأتحادية ولكل منها محاورها ، وساهم في عمل المؤتمر سبعة من أعضاء المجلس الوطني العراقي ، وتوصل المؤتمر الى ماهية الدولة المدنية، الدولة من ناحية حسبما تنظر أليها اللبرالية الديمقراطية من أرض وشعب ومؤسسات ودستور ، والفصل بين السلطات ومن ناحية ثانية ضرورة أن يكون للدولة المدنية نظام سياسي ديمقراطي يضمن الحرية والمساواة بين المواطنين ، ويعتمد أليات ديمقراطية لوضع من يختارهم الشعب في السلطة ، ومن دون نظام ديمقراطي قد تتحول الدولة المدنية الى دكتاتورية ، وفي نهاية أعماله أصدر المؤتمر بلاغ ختامي نشر في حينه يرسم الطريق الى تجنيب العراق أزمة سياسية قد تؤدي ألى أسوء العواقب من أحتراب داخلي وأنهيار العراق كوطن وشددعلى ضرورة بذل الجهود مع المهتمين في الحقل السياسي داخل الوطن لعقد مؤتمريبحث موضوع الدولة المدنية الاتحادية وأن تكون غالبية الحضور من داخل الوطن ومن المهتمين بهذا الموضوع من سياسيين وأكاديميين وأعلاميين والعاملين في منظمات المجتمع المدني في هذا الموضوع.
وتنفيذا لقرار الاجتماع جرت أتصالات واسعة ومع قيادات سياسية داخل الوطن لأستطلاع ألاراء حول موضوعة عقد المؤتمر وكانت جميعها أيجابية تؤكد أهمية ذلك ، وتبنت رئاسة أقليم كوردستان ، والسيد مسعود بارزاني شخصيا هذا الموضوع كذلك المكاتب السياسية لكل من الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني وأتفق على أن يعقد المؤتمر في أربيل 10--13 نيسان / أبريل 2007وبرعاية السيد رئيس أقليم كوردستان ، ثم سافر وفد من لجنة دعم الديمقراطية من بريطانيا الى العراق والتقى بالقيادات الكوردستانية لمناقشة مستلزمات انجاح المؤتمر، كما التقى في السليمانية رئيس الجمهورية السيد جلال طالباني الذي بارك فكرة مؤتمر أربيل وعرض دعمه لها ، ودعا ألى عقد مؤتمر تأسيسي في بغداد عاصمة العراق على أن تعد للمؤتمر التأسيسي هذا لجنة تحضيرية ينتخبها مؤتمر أربيل ثم أنتقل الوفد ألى بغداد بضيافة السيد رئيس الجمهورية والتقى العديد من القيادات السياسية ومن العاملين في الحقول الاكاديمية والسياسية والاجتماعية ومن منظمات المجتمع المدني المهتمة بشأن الدولة المدنية ألأتحادية ووعد معظم الذي التقيناهم المساهمة بأعمال المؤتمر ،وعلى ضوء الاتصالات في بغداد وضعت التصورات النهائية لعقد مؤتمر أربيل بمشاركة فاعلة من قبل رئيس مكتب رئاسة الاقليم الدكتور فؤاد حسين وفريق من مكتب العلاقات في الأقليم.


رحب مؤتمر أربيل بفكرة عقد مؤتمر بغداد لتطوير الحوار الذي جرى في مؤتمر أربيل ، وأنتخبت لجنة تحضيرية من المشاركين في المؤتمرمن مستقلين ومن ممثلي المنظمات السياسية التي شاركت في مؤتمر أربيل غالبيتهم من بغداد وشخصيتان من المحافظات تأخذ على عاتقها مهمة الاعداد للمؤتمر من كافة النواحي ، وقد باشرت اللجنة جملة من المشاورات والاتصالات يشجعها انتشار أفكار ودراسات الدولة المدنية الاتحادية
لقد جاء نداء الدولة المدنية مؤخرا ، دعما للجنة التحضيرية التي تعد لمؤتمر بغداد المنشود مؤكدا أهميته بالنسبة لمستقبل العراق وشعبه خاصة أن الوطن يمر بحالة حرجة من حيث مستقبله ككيان قائم بوجه الدعوات التي تطلق لتمزيقه تحت واجهات شتة وصيغ مختلفة يساهم بها عراقيون وأجانب.
أن مسؤولية كبيرة تقع على العراقيين المهتمين بالشأن العراقي ومصير العراق كوطن، والقادرين على التصدي لهذه الدعوات وهم المعتدلين الرافضين للخندقة والتطرف والمحاصصة التي لاتبني وطن ، من خلال حركة سياسية عريضة القاعدة وبرنامج واضح يهم جمهرة العراقيين ونكران ذات حزبي وشخصي ، احتراما للعراق ألذي هو أكبر منا جمعا ,
لنتعلم من دروس الماضي القريب،فأن استغرقنا في البحث عن الجزئيات لم يضرنا كأتجاه سياسي فقط بل أضر بالعراقيين أدى ألى ما يعانونه وما يعيشونه اليوم من مأسي ، لننسى أنا وأنت بل هو العراق فقط..

2


لنقدم الدعم لهذه النبتة التي بدأت بالنمو وندعمها ونرفدها بمساهمة قياديين من المنظمات السياسية أعضاء اللجنة التحضيرية نكون بذلك قد حولنا موضوعة الدولة المدنية من نداء الى أرادة عمل ونحن في بداية الطريق ولكن يحمل الاستمرارية أذا ما أحسن تنظيم العمل بشكل مبرمج .
ليس للديمقراطيين العراقيين غاندي ومانديلا ولكن ليكن برنامجهم المشترك دليلهم في العمل والتوصل لمثل هذا البرنامج بأبعاده المختلفة السياسية والتنظيمية والثقافية يكون مؤتمر بغداد قد وفرة ألارضية للحوار البناء الجاد لكل من يريد أن يساهم ليخرج العراق من الخندقة الفئوية التي عاشها الخمس سنوات الماضية .لمؤتمر بغداد ينبغي نوحد الجهود ونحشد الطاقات .

د. فاروق رضاعة