كتبنا منذ أعوام طويلة أن إيران تتجه للتسلح النووى وأن سلاحها ذاك ليس ولا يمكن أن يكون إلا ضد الحلقة الأضعف فى المنطقة. وكتبنا بعدها عدة مقالات تحت عنوان quot;نصر بدون حربquot; وقلنا فيها أن تحجيم إيران ممكن وبدون حرب لو أرادت السعودية وضحت قليلا ببعض الدخل وبعض البترول عن طريق الزيادة المفرطة فى الإنتاج، وقلنا أن من غير تلك التضحية فلن يكون دخل ولا بترول وحتى لا quot;دول خليجيةquot; وإنما إمبراطورية فارسية فى القريب العاجل وحتى حدود إسرائيل...

كتبنا أيضا منذ ثلاثة أعوام مقالا تحت عنوان quot;حق العودة خطر على الأمن القومى المصرىquot;. وقلنا أن إخواننا الفلسطينيون يتكاثرون بمتوالية هندسية فظيعة ndash; (ملحوظة): للأستاذ هنية أربعة عشر ولدا، وكان للشيخ ياسين سبعة وهو العاجز-، وقلنا أنه إن عاجلا أو آجلا ستضيق بهم أرض غزة بالذات لأن البحر وإسرائيل بسورها الواقى يحيطانهم وليس لهم إلا الأرض المصرية التى لهم فيها أهل وإخوة فى الدم والعرق والعقيدة ولهم أيضا سندا فى إخوانهم الإسلامويين من إخوان الخراب والدولة التى تزايد عليهم فى كل شىء ولن تستطيع التملص من المزايدة عليهم فى القضية الأم أى قضية فلسطين التى يمتطيها كل من له غرض... من المؤكد أن أهل غزة فقط سيصيرون عشرة ملايين خلال ثلاثة إلى خمسة عقود فقط! وسيصيرون خمسين مليونا آخر هذا القرن فإلى أين سيذهبون!؟

بالطبع الفلسطينيين معذورين. فسواء كان من دمر السور وأطلق الرصاص على كلاب الحراسة وعلى ستة من الجنود المصريين هم الفلسطينيون العاديون أم قوات حماس والجهاد وما أشبه... فليس على من عبر ليأكل ويتسوق أسباب معيشته حرج. وياليت الرئيس مبارك يتكلم على قدره فما كان ليستطيع أن يتصدى للدقاع عن حدود غزة لا يومها ولا اليوم ولا فى المستقبل سيستطيع أحد أن يفعل شيئا لإنسان جائع...
والآن على مبارك وعلى المصريين أن يدفعوا ثمن إنسياقهم وراء شعارات القومجية والإسلاموية عندما يبدأ الفلسطينيون فى إظهار قدراتهم وتحديهم للدولة المصرية وتبدأ التفجيرات فى سيناء وفى شرم الشيخ ثم تنتقل للسويس وبور سعيد ثم للقاهرة والإسكندرية وغيرها من مدن المحروسة! هل رأيتم العنجهية والكبرياء والإستفزاز الذى تكلم به السيد مشعل فى حديثه الموجه لمبارك!

وهل نسى المصريون وميارك كيف حاول الفلسطينيون أن يقيموا دولتهم الخاصة داخل الأردن حتى أضطر المرحوم الملك حسين لقتالهم دفاعا عن الأردن، ولو خذله وقتها رجال القبائل لما كان الآن دولة إسمها الأردن. وهل نسى المصريون جمهورية الفكهانى التى أقامها الفلطسينيون فى لبنان والحواجز التى كان يضطر أهل الجنوب اللبنانى وغيرهم للتوقف عندها تحت الإذلال للتفتيش وللعبور من منطقة لأخرى داخل دولتهم!؟

إن كان أحدا لا يقرأ، فلماذا نكتب!؟
وإلى تتمة عن لبنان وقضايا أخرى...

عادل حزين
نيويورك