قناة تلفزيون الجديد (نيوتي في ) نشرت ضمن أخبارها الرئيسية تقريرا حول خبر انتقال أكثر من ألف امرأة سعودية الى دول الخليج المجاورة للعمل كمعلمات،واذا كانت الصحف السعودية ناقشت هذه القضية وأسبابها،فان هذه القناة اللبنانية التي تتخذ موقفا غريبا ضد المملكة ناقشته بكثير من الشماتة والتشفي.

انتقال سعوديات الى دول الخليج للعمل كمعلمات اذا وجدن فرصة أفضل يمكن أن يكون ظاهرة ايجابية اذا كنت مثلي من عشاق النظر الى الجزء الممتلئ الى الكأس،فهانحن المجتمع الاستهلاكي الذي يستورد كل شيء ويستقدم الخبرات أصبحنا مطلوبين من الدول المجاورة للمساهمة في نشر العلم والتنمية،أليس ذلك ظاهرة ايجابية؟

درست في الرياض جميع مراحل دراستي وكان طاقم مدرستي كله من المعلمات السوريات القديرات اللواتي جعلننا نتشرب بلاد الشام ونتقن اللهجة السورية ونشرن لدينا ثقافة الدقة والاتقان والانضباط وكن خير سفيرات لبلادهن،فأن تصل المرأة السعودية الآن الى مرحلة أن
تكون مطلوبة للتدريس في الدول الاخرى فهو تقدم قياسي في نظري.

أما الذين ضخموا هذه القضية كثيرا في الصحف السعودية واعتبروا أن ذلك انتقاصا من قدر المملكة نسوا أن المرأة السعودية منذ أعوام وهي تهاجر في شبه قارتنا الممتدة من المدن الى القرى وراء رزقها،وكثيرات دفعن حياتهن ثمنا لذلك،في حين عندما تنتقل ساكنة الدمام أو القطيف الى الكويت أو الامارات فهي تنتقل الى منطقة أقرب لها سواء من ناحية المسافة اومن ناحية التقارب الثقافي من لو أن انتقالها كان الى حائل أو نجران مثلا،هذا الى جانب ما ستكتسبه هذه المعلمة من الخبرة والتجارب الجديدة التي ستنعكس عليها وعلى وطنها ايجابيا
وما ستبثه هي بدورها من روح المملكة ونفسها هناك.

السعوديون ليسوا أهل هجرة،فهل سمعتم يوما عن جالية سعودية مهاجرة في أوروبا أو كندا ؟أما الانتقال الى دول الخليج فهوشبه انتقال داخل البلد الواحد ولا ينقص من قيمة المملكة ولا من قيمة بناتها شيئا ومن حق المرأة السعودية الطموحة أن تذهب وراء الفرصة الأفضل.

على أية حال أن يعرف عن المملكة أنها تصدر معلمات أفضل مليون مرة من السمعة السيئة التي تلاحقنا في كل مكان من أننا نصدرالارهابيين،أليس كذلك؟

ريم الصالح
[email protected].