علكة أخرى يلوكها المسلم الذى يقول أنه يؤمن بنبوة عيسى وهو فقط يلوك الكلام. والدليل أنه لا يستطيع أبدا أن يرشد ولو لجزء بسيط من نبوة عيسى يؤمن فعلا لا قولا به! هل يؤمن ب أحبوا أعدائكم؟ هل يؤمن ب من صفعك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر؟ هل يؤمن بأن من سألك رداءا فاعطه ثوب أيضا؟ يلوك المسؤول قولا آخر فحواه أن الإنجيل محرف ولا يعرف له أين حفظ وأين تحرف فلذلك لا يؤمن بأى مما جاء فيه. هذا الكلام محتمل فقط من ناحية المنطق الصرف، ولكن يجب على القائل بذلك أن يتوقف عن أن يردد كذبا ونفاقا أنه يؤمن بنبوة عيسى... فليقل أنه يؤمن بأن عيسى نبى ولكن ينبغى الإمتناع تماما عن القول أنه يؤمن بنبوة عيسى مالم يرشدنا عن الجزء الذى يؤمن به من تلك النبوة.

ولقد كدت أموت خجلا عندما تكلم أحد قليلى الأدب فى برنامج فضائى ليسب كتاب المسيحيين المقدس ويصفه بأنه كتاب quot;مكدسquot; ليضحك المذيع والضيوف الذين تكالبوا على سب كتاب يؤمن بقدسيته شركاء لهم فى الوطن. والغريب أن ذلك الدعى يوصف بأنه عالم وداعية ولم يفطن إلى أمر الله أن يمتنع المسلمون عن سب آلهة حتى الكفار حتى لا يسب إلههم عن جهل! وهل يقبل المذيع وضيوفه والداعية الدعى أن يرد له الكيل علانية وعلى فضائية عربية!؟ أم أن من أمن العقوبة أساء الأدب!

قلنا أن حجة تحريف الإنجيل يمكن أن تفهم من الناحية المنطقية الصرفة. أما من الناحية الموضوعية فهو إدعاء شاذ وغريب، ليس من ناحية أين تحرف ومتى وما الدليل على ذلك رغم مشروعية التساؤلات! ولكن ndash;والأهم- من وجهة النظر الشاملة لمحتوى الإنجيل. فهل كان منصوص فى الإنجيل مثلا أن إقتلوا من يختلف معكم فى العقيدة فتحرف النص إلى إحبوا أعدائكم!؟ هل جاء فى الإنجيل مثلا أمر بالغزو والسلب والنهب وتحصيل الخراج والجزية، ثم تحرف ذلك الأمر إلى أحبوا بعضكم بعضا ولا تقابلوا الشر بالشر!؟

الأديان جيمعها لها جانب غيبى ويستحيل إثبات صدقها ولا إثبات العكس أيضا... ولكن على الأقل بعض الأديان لها منطق متسق أى لا تتناقض مع ذاتها فى غالبية مضمونها سواء فى فلسفتها أم فى أحكامها! وعموما فإن نص غالبية الأديان على أن الخالق سوف يدفع بملايين الملايين من البشر إلى محرقة لا تذوى هو أمر عسير على التصور لدى بعض البشر! ناهيك عن التفنن فى الإحراق بإخراج النار من دبر بعض أهل النار، أو تعليقهم من شعورهم أو ما شابه من تفنن فى التعذيب!؟ والسؤال هو لماذا يتصدى بعض الناس لمعتقدات الأخر تفسيرا أو إستهزاءا! لماذا لا يؤمن كل بمعتقداته هو ويترك غيره لما يؤمن به!؟ أليس كل أهل معتقد بما لديهم فرحون!؟

عادل حزين
نيويورك