هذا الأسبوع افتتح الأخ العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر وزعيم الجماهيرية الليبية الشعبية العظمي مسجد على اسمه الكريم في كمبالا عاصمة دولة أوغندا. حضر الافتتاح عشرة من الرؤساء الأفارقة. يسع المسجد آلاف المُصلين. أُنشئ المسجد في موقع متميز من العاصمة كمبالا وإنشاؤه يعتبر تحفة فنية على الطراز الإسلامي. ألقى العقيد الليبي معمر القذافي خطاب احتفال الافتتاح بعد أن أم الآلاف من المسلمين. تحدث الأخ العقيد عن الإيمان برسول الإسلام. انتقد القذافي إساءة الغرب لرسول الإسلام معتبراً إياه نبي كل العالمين وليس العرب فقط.
ولي مع الأخ العقيد القذافي بعض الملاحظات التي أتمنى أن يتسع صدره لسماعها والعمل بها في المستقبل القريب.


bull;أخي العقيد قائد الثورة الجماهيرية، لماذا تكلفت الملايين الكثيرة من أموال الشعب الليبي الشقيق لإنشاء مسجد فخم ضخم في أوغندا الشقيقة وسيادتكم تعرف أن دول قارتنا الأفريقية أحوج ما تكون إلى فرص عمل حقيقية لملايين الشباب العاطل الباحث عن فرصة عمل والذي يلقى حتفه في البحار والمحيطات نتيجة محاولات الهجرة غير الشرعية؟


bull;أوغندا مثل كل الدول الأفريقية الشقيقة تستشري فيها الأمراض الفتاكة نتيجة الجهل والتخلف الحضاري والمصارعات القبلية وقلة الأدوية والأبحاث الطبية وانعدام المستشفيات المتخصصة، ألم يكن أولى وأجدر يا سيادة الأخ العقيد أن تُنشي مستشفى أو تفتح مصحة لمرضى الإيدز أو الأمراض المستوطنة هناك؟ ما هو الأفضل أن تفتتح مسجداً باسمكم الكريم ليصلي فيه المرضى أم تتبنى مجموعة من الأطباء الأوغنديين في رحلة تعليمية للخارج ليتعلموا كيف يعالجوا مرضاهم علمياً؟


bull;أريد أن أسأل سيادتكم وأنت مِعطاء وكريم، لقد ألغيت الفترة الماضية الوزارات الغير سيادية في دولتكم الشقيقة من أجل توفير ميزانياتها المالية؟ ألم يكن الأفضل من سيادتكم فتح مصانع وزرع أراضي بور أو صحراء جرداء بدلاً من الملايين التي صرفتها على إنشاء هذا المسجد؟ فكيف يُصلي المصلون وهم لا يجدون قوت يومهم؟ وما الفائدة يا سيادة العقيد من فتح المساجد والشعوب الأفريقية لا تجد قوتها اليومي؟ لن تُجدي مقاطعة منتجات الدول الأوربية التي أساءت لرسول الإسلام لأن كل المواد الضرورية التي نحتاجها في بلادنا الأفريقية مستوردة من هذه الدول، فإن كنا ننتج قوتنا ودواءنا وكسائنا وكل احتياجاتنا الضرورية كعرب وأفارقة وشرق أوسطيين، وقتها سيُعمل لنا حساب في عدم الإساءة إلى رموزنا المقدسة. لكن أن نفتتح المساجد ونصلي فهذا لا يكفي لأن المؤمن القوي المتعلم المُنتج العامل خير من الإرهابي الجاهل المُستهلك الضعيف، ألا تتفق معي في ذلك؟؟؟؟؟


bull;وهكذا تتوالى الأسئلة لشخصكم المفكر العظيم عن إمكانية فتح مدارس لتخريج أجيال متعلمة ناضجة نامية لتحقق شعار خير أمة أخرجت للعالمين بدلاً من أمة جاهلة لا تقرأ يخرج من بطنها الإرهابيين والجهلة وقاطعي الطرق والضعفاء أمام أمم العالم التي لا تعترف إلا بالمعرفة والعلم الذي أثبت أن المتعلم هو القادر على التحكم في مقدرات أرضه وعِرضه والحفاظ على هويته في عصر تنهار فيه الأمم الضعيفة الجاهلة المتخلفة علمياً.
bull;نهاية أخي الفاضل العقيد معمر القذافي مَن قال لك أن الإنجيل والتوراة الموجودين حالياً مزيفان كما ذكرت في خطابك وسبق لك هذا التصريح في وقت سابق؟ ألا تعرف أن القرآن الكريم الذي تؤمن سيادتكم به وصف الإنجيل والتوراة الموجودين حالياً بكونيهما نوراً وهدى للعالمين. لقد أنزلاهما الرحمن هدى وموعظة للمتقين. إذا كان الرحمن حفظ القرآن من التحريف كما تقول ألا يستطيع وهو القادر على كل شيء أن يحفظ الإنجيل والتوراة من التزوير والتحريف؟؟؟


bull;عزيزي العقيد القذافي، إن القرآن الكريم يوصي الذي يقرأه إن كان في شك بأن يسأل الذين يقرأ الإنجيل والتوراة من قبل القرآن كما جاء في سورة يونس، فكيف يا عزيزي يُحيل القرآن إلى كتابين مزورين؟
bull;إن دعوى تزوير الإنجيل والتوراة هي دعوى اتهام لله الواحد الأحد أنه غير قادر ولا مهيمن على كتبه التي أنزلها سابقاً.
bull;هل كل مشاكل القارة الأفريقية والعالم العربي والشرق أوسط انتهت حتى تزدري بكتب اليهود والمسيحيين؟

الأخ العقيد القذافي، إن كنت تضايقت من أفعال العالم الغربي والتي كان بعضها عبارة عن رسوم كاريكاتورية تصف رسول الإسلام بالإرهابي فلماذا تعيد نفس السيناريو باستهزائك من الإنجيل والتوراة؟
إن عالمنا يحتاج لمزيد من الرقي الإنساني والتنمية المجتمعية واحترام الإنسان كإنسان أياً ما تكون عقيدته.


أيمن رمزي نخلة
[email protected]