عبر تاريخها الطويل كانت ارض مصر المباركة تفيض بالخيرات من كل صنف ونوع على شعبها وشعوب الدول المجاورة.. لم تعرف مصر المجاعة بل على العكس كان لديها دائما اكثر بكثير مما يكفيها من الطعام.


وعندما قامت الثورة فى عام 1952 كان من ضمن اهدافها الاساسية زيادة مساحة الرقعة الزراعية فى مصر للوصول الى مرحلة الاكتفاء الذاتى وزيادة الكميات التى تصدرها من المحاصيل الزراعية الى الخارج. وحدث بالفعل ان تم اصلاح الوف الافدنة لاستغلاها فى الزراعة ولكن كما هى عادتنا نحن المصريون بدأ الحماس الكبير يفتر تدريجيا... وبعد سنوات قليلة اصبح امر اصطلاح الاراضى لزراعتها لا يحظى بالاهتمام الكافى من المسئولين فى الدولة.


وباستثاء مشروع quot; توشكىquot; الذى حظى باهتمام خاص من الرئيس المصرى حسنى مبارك وقامت الحكومات المتعاقبة فى مصر برصد بلايين الجنيهات من اجل تنفيذة.. لم نسمع عن مشروعات قومية جدية اخرى لاستصلاح مزيد من الاراضى الصحراوية لزراعتها فى مصر من اجل تحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الزراعية وعدم الاعتماد على الاستيراد.


وليت المشكلة توقفت عند حد عدم استصلاح اراضى جديدة لضمها للرقعة الزراعية ولكن مع تزايد عدد السكان وبصفة خاصة فى الصعيد والارياف وصعوبة الحصول على مساكن جديدة للشباب بدأ الزحف العمرانى يمتد بطريقة عشوائية سرطانية على الاراضى الزراعية... ورغم وجود قوانين عسكرية صارمة تحرم بناء المساكن على الاراضى الزراعية الا ان عمليات البناء فوق الاراضة الزراعية المحدودة المساحة فى مصر استمرت ولا تزال بلا ضابط او رابط.. وكانت النتيجة بطبيعة الحال اختفاء مساحات ضخمة من اجود الاراضى الزراعية فى مصر والتى كانت تنتج القمح والارز والذرة والقطن وغيرها من المحاصيا الاساسية الهامة مما ادى زيادة الاستيراد والاعتماد على الدول الاخرى لاطعام ملايين المصريين وتعريض امن مصر القومى الغذائى لمخاطر الاسواق العالمية.


وبالاضافة الى تراجع المساحة الزراعية فى مصر وعجز الحكومات المتتالية عن ايجاد البديل لهذة المشكلة الخطيرة... كانت هجرة الشباب من الارياف الى القاهرة والدول العربية بحثا عن الوظيفة ولقمة العيش كارثة بكل المقاييس لانها ادت الى عجز كبير فى الايادى العاملة فى الريف كما انها ادت الى تغير شبة كامل فى سلوك الفلاحين..فبعد ان كان الفلاح يستيقظ مبكرا ويذهب الى حقلة صار ينشغل اكثر بمشاهدة البرامج التلفزيونية والافلام على شاشات التلفزيون والفضائيات حتى ساعات متأخرة من الليل.


وبعد ان كان الفلاح فى مصر ينتج ويصنع رغيف العيش الذى ياكلة هو وافراد اسرتة اصبح يفضل الذهاب كل صباح الى المخبز والوقوف فى الطوابير اسوة بغيرة من ابناء المجتمع لشرائة!!!


اذن ماهو الحل للخروج من هذة الازمة التى صنعناها بايادينا حكومة وشعب واصبحت تعرض امن مصرى الغذائى الى كارثة؟؟
اننى اعتقد الحل يكمن فى اصدار قوانين صارمة رادعة للحد من زيادة النسل بعد ان فشلت عمليات الارشاد والتوعية فى اقناع الغالبية العظمى من الشعب بمضار الافراط فى الخلف بهذة الطريقة المجنونة المخيفة الغير مسئولة التى تخالف العقل والضمير والوعى فى مصر..
لا يعقل ان يزيد عدد سكان مصر اكثر من مليون كل عام بسبب فهمنا الخاطىء للاديان او نقص الوعى وغياب الضمير. اننا لازلنا نسمع من يقول فى مصر : كل طفل ياتى برزقة!!


يعنى ممكن الواحد يخلف عشرة او عشرين طفلا ويتوقع من السماء ان ترسل لة من ياكلهم ويعلمهم ويعالجهم ويوظفهم ويوفر اسكان لهم ولاولادهم ايضا... بالذمة دة كلام ياناس نخلف مثل الارانب ثم نعتب على السماء ونثور على الحكومة ونتظاهر ضدها فى الشوارع لانها لم تعد قادرة على توفير الطعام لما يقرب من ثمانين مليون رجل وامرأة وطفل وطفلة باسعار مناسبة؟؟

صبحى فؤاد
استراليا
[email protected]