تثير زيارة نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الى تركيا تكنهات وترجيحات و توقعات كثيرة، كما و تطرح تساؤلات اكثر في الاوساط التركية و الاقليمية عن توقيتها الان بعد ان كانت تأجلت ابان الاجتياح البري للعراق لملاحقة مقاتلي العمالي الكردستاني و تدمير قواعده و تحصيناته في جبال قند يل، والذي اوقفته انقرة فجأة بعد الزيارة الدراماتيكية لوزير الدفاع روبرت غيتس في 28 فبراير الماضي.


وربط المحلل في جريدةquot; ميلليتquot; سميح ايديز بين هذه الزيارة واعلان واشنطن خططا لتوسيع نطاق منظومة الدرع الصاروخية لتشمل تركيا اضافة الى بولندا و التشيك، معيدا الى الذاكرة السؤال الذي كان طرحه الرئيس الروسي السابق بوتين quot; اذا كان الهدف من هذه الدرع مواجهة ايران،فلماذا لا تنصب في تركيا الاقرب الى ايران؟quot;.


ولفتت جريدة quot; زمان quot; الانتباه الى ان هذه الزيارة تأتي مباشرة بعد استقالة قائد القوات المركزية الجنرال ويليام فالون، او اقالته كما افادت بعض المصادر الاميركية عقابا له على معارضته شن حرب على ايران، وهو ما اكدته مجلة quot; اسكواير الاميركية التى اعتبرت خروج فالون quot; ازالة للعقبة الاكبر امام مهاجمة ايرانquot;.


ولا تخفي انقرة قلقها من البرنامج النووي الايراني وتعتبره تهديدا لامنها القومي ولكن ذلك لم يمنعها من عقد اتفاقيات استثمارية نفطية و غازية مع طهران بمليارات الدولارات متجاهلة الاحتجاجات الاميركية و معارضة الادارة البوشية.


وكان استطلاع للرأي اجرته الاذاعة اللندنيةquot; بي بي سيquot; شمل 30 الف شخص من 31 دولة اظهر ان تركيا هي الدولة التي شهدت اكبرارتفاع في نسبة مؤيديي وقف البرنامج النووي الايراني عبر ضربة عسكرية، من 21% الى 33% بالمائة.


وليست ايران وحدها السبب في الاطاحة بالجنرال فالون، وانما العراق ايضا، اذ ليس سرا انه يعارض ما يريده الجنرال بتريوس وهو ابقاء المزيد من القوات في العراق و عدم سحب العدد الذي كان مقررا لان الوضع الامني ما زال هشا وينذر باحداث خطيرة لعدم نجاح الاحزاب السياسية في تجاوز خلافاتها و خاصة و ان استمرار صراعاتها يؤدي الى المزيد من الانفلات الامني.


ومع هذا فان هناك معلومات تشير الى ان البنتاغون وضع خطة لمهاجمة ايران تعرف باسم quot; مات الملكquot;، وان مجموعة تشكلت للتخطيط للحرب يرأسها الجنرال لورانس شتوزرايم، يعاونه لاتي كاس وهو ضابط سابق في الجيش الاسرائيلي وخبير في الحرب الالكترونية، حسبما قالت quot; السي ان ان quot;.


ووفقا للمراقبين و المحللين الاميركيين، فان الجنرال بتريوس مقتنع بان نصرا في العراق غير ممكن تحقيقه من دون ضرب ايران و تحجيم نفوذها، وهو ما يرفضه فالون و يعتبره مخاطرة كبرى، اذ سبق و حذر من مهاجمة دولة اسلامية ثالثة بعد افغانستان و العراق لما سيتركه ذلك من انعكاسات و تأثيرات واستقطابات دينية في العالم و المنطقة بالتحديد.


بالتأكيد ان مباحثات تشيني مع المسؤولين الاتراك لن تقتصر فقط على العراق او ايران والحرب عليها او الدرع الصاروخية، بل ستتناول قضايا اخرى تهم المنطقة مع الاقرار بان ايران ستكون النقطة الاولى في جدول المباحثات، وهنا ينبغي الانتباه ايضا الى ما كان ذكره منسق شؤون العراق بوزارة الخارجية الاميركية ديفيد ساترفيلد لجريدة quot; الشرق الاوسطquot; من ان تركيا مستعدة للتوصل الى حل شامل لقضية العمالي الكردستاني لايعتمد على العمل العسكري فقطquot;.

محمد خلف