تابع أهل العراق بقلق الاصدامات الدامية في مناطق العراق المختلفة و كأته لم يكفي ما نزف من دم العراقيين في الحروب العبثية التي خاضها النظام السايق، ومن دم أريق منذ الاطاحة بالنظام السابق، للخمس سنوات الماضية، يراق الدم العراقي مرة أخرى وعلى أيدي العراقيين ،وكشف ما يجري اليوم ما قلناه سابقا عن أن تقسيم العراقين سياسيا الى شيعة وسنة وأكراد والمحاصصة على أساس ذلك ليس لمصلحة العراق، بل قد يؤدب ألى تقسيمه فعليا الى أن لم يكن رسميا.
ما جرى من قتال ما بين حكومة يقودها أسلامي شيعي ومع تنظيم أسلامي شيعي تدل بوضوح أن المشاكل التي يعاني منها العراق منذ سقوط النظام السابق وحتى اليوم هي خلاف سياسي والاصطدامات المسلحة التي جرت على أرض العراق منذ سقوط النظام السابق وحتى اليوم هي معارك بين أطراف سياسية أستعملت الدين والمذهب واجهة لأحكام سيطرتها على حكم العراق، ومدعومة من جهات خارج العراق.
لقد أوضح ممثلي التيار الصدري في المجلس الوطني أن أجندتهم السياسية تختلف تمام الاختلاف مع الكتل الكبيرة في المجلس ، المجلس الاسلامي ألاعلى والتحالف الكوردستاني وحزب الدعوة، ويتمثل هذا الخلاف بنقاط أساسية منها؛
-رفض قانون ألاقاليم مع الموافقة على أقليم كوردستان العراق .
- رفض قانون النفط الذي قدمه رئيس الوزراء للمجلس الوطني ولم تتم مناقشته لللان.
-المطالبة بخروج قوات الاحتلال من العراق.

كانت الحكومة العراقية ورئيس الوزراء والجيش الاميركي يهئ لمواجهة مع تنظيم القاعدة في محافظة نينوى، وذهب السيد رئيس الوزراء الى الموصل وأجتمع مع القيادات العسكرية في الموصل وبحظور القيادات العسكرية الاميركية في المحافظة ، وأعلن وزير الدفاع عن وجود خطة ، وبدأت العمليات العسكرية ولكن وبشكل مفاجئ أعلن عن عمليات البصرة وتطهيرها من الملشيات المسلحة وهنا تسأل الكثير من الناس عن سبب هذا التحول؟
قبل أيام قام السيد نائب رئيس الولايات المتحدة الاميركية بزيارة للمنطقة ومن جملة الدول التي زارها العراق ، وألتقىبالعديد من المسؤولين العراقيين والقيادة الاميركية في المنطقة، وفسرت الزيارة من قبل العديد من المعلقين السياسيين من أنها التحضير لشن هجوم على أيران.
ولكني لا أتفق مع هذا الراي ،زيارة تشيني لها علاقة مباشرة في قضية النفط في الشرق الاوسط والوضع الاقتصادي السيئ الذي تمر به الولايات المتحدة والحاجة الى زيادة الانتاج وتخفيض الاسعاروقد وافقت المملكة العربية السعودية على زيادة الانتاج بحدود معينة.
ماذا يريد تشيني من العراق؟

النفط .... فتح الخزنة النفطية الغربية أمام الشركات النفطية الغربية وبشروط تلك الشركات , لتحقيق ذلك ، ولكن هناك عقبتين على ألاقل يجب تجاوزهما؛?أقرار قانون النفط?-- اقرار قانون المحافظات
القضية الابسط وهي قانون المحافظات ،ٌأقر الجلس الوطني قانون المحافظات مع قانونين أخرين وبوجود ممثلي المجلس الاسلامي الاعلى ولكن السيد عادل عبد المهدي رفض التصديق على القانون بأعتبار مركزه كنائب لرئيس الجمهورية يسمح له ذلك ( مجلس الرئاسة الثلاثي ) وأصدربيان توضيحي لأسباب الرفض أخذ العديد من الصفحات وأستند الى مواد دستورية في تحليل أسباب رفضه ودارت عليه الايام والسيد عبد المهدي مصر على رأيه كون أن موقف المجلس الاسلامي ألاعلى ضد هذا القانون وهو من قيادي المجلس ولكن ما أن زار السيد تشيني العراق وبعد يوم من سفره أعلن عن سحب أعتراضه وموافقته على القانون ، وهنا يستغرب المرء ماذا حصل ليغير السيد عبد المهدي موقفه وهو الذي قضى أيام طويلة ومساعديه للخروج بتفسير أسباب رفضه علما أن الادارة الاميركية كانت من الداعيين لهذا القانون والمطالبين بتطبيقه ، وهنأ الرئيس بوش وهو في جنوب أفريقيا السيد المالكي بأقرار القانون من قبل المجلس الوطني.


قانون المحافظات يسمح لها أن توقع عقود أستثمارات النفطية في مناطقها بالتشاور مع وزارة النفط ، وهنا سوف تتعامل شركات النفط مع كيانات صغيرة غير مؤهلة على جميع الاصعدة الفنية والادارية والتفاوضية القانونية ألخ لتوقيع مثل هذه العقود،كما أن هذه الكيانات الادارية الصغيرة سوف تكون خاضعة لأشكال مختلفة من ألاغراءات والضغوط كي ترضخ لما تريده الشركات النفطية الكبيرة.


أقرار قانون النفط
من المعروف أن التيار الصدري أتخذ موقفا واضحا في رفضه لقانون النفط بصيغته الحالية و قدم ملاحظات هامة حول القانون تصب بالاساس لمصلحة الشعب العراقي،بينما وافقت عليه التحالف الكوردستاني والمجلس ألأعلى وحزب الدعوة.
كذلك يتمتع التيار الصدري في البصرة بنفوذ كبير على نقابة عمال نفط البصرة والتي سبق وأن هددت بأيقاف عمليات أستخراج النفط فيما أذا تم أقرار قانون النفط.


ولذا فأن أضعاف وتهميش التيار الصدري سوف يسهل من قضية أقرار قانون النفط والغاز ألذي تلح علية ألادارة الاميركية علنيا ومن خلال الرئيس الاميركي مباشرة ، ومطالبة المسؤولين العراقيين بضرورة أقراره من قبل المجلس الوطني ، ومن هنا وجد تشيني ضرورة أزالة العقبة الرئيسية أمام أقرار القانون.


لست من المتعاطفين أو من أنصار التيار الصدري ولكن الحق كما أعتقد يجب أن يقال أذا كنا صادقيين مع أنفسنا ومع شعب العراق ، وقد يكون هناك من التيار الصدري قد أعتدى على المواطنين بأشكال شتى ، ولكن الهجوم في البصرة لا علاقة مؤكدة تربطه بما جرى ، في البصرة من سرقات للنفط ب البلايين من الدولارات والاغتيالات التي طالت الاكاديميين والنساء بل الاصابع تشير الى قياديين من حزب الفضيلة ،والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وثأر الله وحزب اللة ألخ من منظمات.


قد يتسأل البعض ، أليس أن أضعاف أو تهميش التيار الصدري سوف يفسح المجال لزيادة نفوذ المجلس ألأسلامي ألاعلى وحزب الدعوة وخاصة في الانتخابات القادمة للمحافظات والسيد رئيس الوزراء قائد لحزب الدعوة والمتحالف مع المجلس الاسلامي ألأعلى ، أوليس هذا فيه تقوية للنفوذ الايراني في وسط وجنوبي العراق ؟ في كل هذه الاحوال تبقى أيران المهيمنة على الوضع السياسي على حساب الدم العراقي.

ولكن ما هو الضرر للولايات المتحدة الاميركية وبالاخص الشركات النفطية الكبرى في أزدياد نفوذ المجلس . للولايات المتحدة علاقات قديمة مع المجلس الاسلامي الأعلى وكان من ضمن الستة المختارة للدعم من قبل الولايات المتحدة الاميركي، أذ كان من ضمن القائمة التي أصدرتها الادارة الاميريكة في عهد الرئيس كلنتون ، حيث ضمت كل من المجلس الاسلامي الأعلى والاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني وحركة الوفاق الوطني بقيادة الدكتور أياد علاوي والمؤتمر الوطني العراقي بقيادة الدكتور أحمد الجلبي ، وأصدر المجلس الاسلامي في حينها أنه يرفض أخذ المساعدات المالية من الولايات المتحدة الاميركية ، ولكن المجلس أبقى على علاقة وثيقة بالادارة الاميركية ، وكان مؤتمر لندن للمعارضة العراقية خير دليل على العلاقة الوثيقة بينهما حيث تم تنفيذ جميع ما طلبه المجلس على حساب الاطراف الاخرى ، مما أضطر الدكتور أياد علاوي شخصيا مقاطعة أعمال المؤتمر وأناب عنه الدكتور صلاح الشيخلي.

أوردت كل هذه التفاصيلأخذا بنظر الاعتبار المؤشرات على احتمال وجود تفاهم بين المجلس الاسلامي الاعلى والادارة الاميركية والتحالف الكوردستاني في قضية النفط العراقي.


أما الحرب أو الهجوم على أيران فسوف لن تقع للوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به الولايات المتحدة الاميركية وأوربا وأن أي خلل في صادرات النفط من منطقة الشرق الاوسط سوف يؤدي بالاقتصاد من حالة التراجع الى حالة الانهيار.


لقد أعلنت الهدنة ,امل أن تستمر وهذا يعتمد بالأساس على الاجراءات التي سوف يتخذها السيد رئيس الوزراء ، ، فيما أذا كانت حيادية أم لمصلحة تحالف المجلس والدعوة.
وفي خضم كل المعدلات السياسية والدماء المهدورة وحالة الشلل التي يمر بها العراق، يبقى النفط... أيها الغبي سبب الحرب، هذا ما أكده كبار الاقتصاديين الاميركان
والنفط... سبب ما يحدث اليوم من موت ودماء وعذاب لأهل العراق

د. فاروق رضاعة