امتلأ بريدي الإليكتروني بعشرات الإيميلات من السباب، ليس لشخصي فقط بل لأهلي الأحياء منهم والأموات بسبب نشر مقال منذ نصف عام بعنوان quot;معركة مع عروبيquot; وضحت فيها أن العرب شعوب بدوية بدائية تفتقر للحوار الجاد وقبول الاختلاف بين البشر، علاوة على أنهم ظاهرة صوتية وشعوبهم تملك حناجر نووية ذات قوة تدميرية محيطها 25 سنتيمتر فقط quot;رزاز فم الفارس العربيquot; وأنها تعيش على مبدأ quot;انصر أخاك ظالماً أو مظلوماًquot; للمصلحة فقط.


وطبقاً للمثل المصري اجتمع الإخوة العرب في مكان واحد quot;جامعة الدول العربيةquot; عام 1946 وكتب الدكتور أحمد أبو مطر أن اجتماعهم لم يحقق لهم مكاسب بل خسائر وهزائم، بداية من هجرة الفلسطينيين من فلسطين وهزيمة يونيو 1967 quot;ركع الشيخ الشعراوي الوطني ركعة سجوداً لله على هزيمة مصر 67quot; ومن العجيب أنهم يقولون أنهم إخوة وشركاء؟!!!
وبعد دراسة وتمحيص للموقف الراهن، وبعد اجتماع القمة الأخير دائماً اكتشفت طبقاً لأقوالهم الرنانة وخطبهم العنترية أنهم إخوة في:-


إخوة في الدم:
شارك الإخوة في سفك دماء بعضهم البعض، فكم من دماء سفكت من الإخوة بعضهم البعض، بل انقلاب حماس مثالاً حياً للإخوة في الدم quot;فالاحتلال الإسرائيلي لم يقم في يوم ما بتفريغ 45 رصاصة في رأس فلسطيني مثلما فعل إخوة حماسquot; ودماء 5000 مصري سفكت على يد حامي البوابة الشرقية quot;صدام حسين في مسلسل النعوش الطائرةquot; ودماء الآلاف من الشيعة في العراق على يد إخوتهم السنة والعكس، وكما ظهر الزرقاوي السني ظهر الزرقاوي الشيعي ليثبت كل طرف للآخر أنهم إخوة في الدم quot;سفك الدمquot; وعمليات القتل والتفخيخ في لبنان مثل صادق وحي... إلخ للإخوة في الدم.


إخوة في المستقبل:
quot;مستقبلهم بالرجوع للخلف درquot; مخدرين أنفسهم والغوغاء بالخلافة الإسلامية، ناكرين الحقيقة المرة كما ذكرها الدكتور شاكر النابلسي في مقالته quot;مقالة عبد الحميد الجزارquot; أن منذ ظهور الإسلام للآن 1500 عاماً منهم 34 سنة فقط كان هناك عدلاً quot;ومشكوك فيهم أيضاًquot;!! أي هناك 1466 عاماً قتل وسفك دماء وظلم وعداوة وغدر... إلخ.

إخوة الشعوب:
quot;الكفيل يمتص دماء الإخوة الغلابة من دول الجوار الشقيقةquot;! علاوة على انتهاك الأعراض والشرف وآدمية الإخوة المساكين من شعوب المنطقة، وحولوا دول الجوار إلى ملاهي ليلية لعبثهم، خاصة في المغرب والأردن ومصر واليمين ولبنان. وتدبير المؤامرات بعضهم لبعض ومحاولات الكثير منهم زعزعة الأمن والسلام الاجتماعي لدول الجوار بتمويلهم اضطهاد الأقليات بعد شرائهم أولي الأمر.

إخوة في الدين:
quot;بين سنة وشيعة يحاولون الفتك ببعضهمquot; طبقاً للإخوة العربية، وتحولت لبنان وفلسطين والسودان ومصر إلى ساحات للمعارك بين السنة والشيعة quot;من له اليد العليا في المنطقةquot;؟!! متبعين المثل quot;أنا وأخويا على ابن عمي وأنا وابن العمي على الغريبquot;.

قيل أثناء تأليف الجامعة العربية أن العرب لا يستطيعوا العيش مع الآخر، وأثبت الواقع المر أن العرب لا يستطيعون العيش مع أنفسهم أيضاً!!
وأختم مقالي بكلمات الأمين العام للجامعة العربية quot;إننا نعاني أزمة ثقة فينا وفيما بيننا، نعم لقد وصل الأمر إلى درجة غير مقبولة من الاضطراب في العلاقات العربية. تنعقد القمة والغيوم تملأ الجو العربي الذي أصبحت قتامته مضرب الأمثال، وباتت سلبياته تضرب في جذور النظام العربي، وتخلق حالة من الالتباس السياسي، والارتباك في الأولويات، والاضطراب في العلاقات العربية، وتكبيل الحركة الجماعية نحو المستقبلquot;.
ولنا أن نتساءل منذ متى لم تكن هناك أزمة ثقة؟! ومتى كانت العلاقات جيدة وعقدت المؤتمرات بلا غيوم تملأ الجو العربي؟! ومتى كان العرب بدون سلبيات؟!! أمتدح الدكتور أحمد أبو مطر الأمين العام لصدقه للمرة الأولى، ولكنه لم يضف لماذا لا يقومون بإلغاء الجامعة العربية ونستعين عنها بإنشاء سيرك في كل دولة؟ ونتخلص من الوهم العربي للأبد؟


أخيراً، أنا مدرك كم السباب والشتائم من القراء الأعزاء quot;العروبى والقومجي والإسلامي والسلفي والإخواني والأمني والمخابراتي... إلخquot; ولكن أملي في رد مقنع لما كتبت.

ولكم الشكر

مدحت قلادة

زيورخ

[email protected]