هو اول نيسان إذاً.. عيد الكذب العالمي.. عيد المقالب والمزاح الثقيل والخفيف.. وعيد تقبل كل ذلك بروح رياضية دون أي مضاعفات ولو ان بعض المقالب تكون quot;جامدةquot; فعلا كما يقول المصريون.

في أول نيسان لا بدّ للسياسة في بلادنا من أن تأخذ إجازة تغنينا فيها عن أول نيسانها الممتد طوال العام دون أن يكون أي من مقالبها خفيفا حين يرتبط دوما بصفقات مشبوهة وبيع أراض وتمكين أعدائنا منا وطامعين بخيراتنا منها وتحكيم سفاحين برقابنا ومنع الحرية عن الشعوب أو الكذب الدائم بشأن حريتهم الممنوحة لهم.

أول نيسان الممتد طوال العام.. ذلك الذي يعربد فيه أهل السياسة فوق أضاحي عيدهم الدائم ويجرون شعوبا خاملة نائمة مخدرة إلى مآدب كذب يعيشونها منذ الأزل تحقيقا لمصالح لا تنتهي حتى تبدأ سواها لتفضح أن مقولة quot;حبل الكذب قصيرquot; هي الكذب بعينه.

أذكر في أول نيسان كلّ الكذب الذي كان والذي ما زال يعيشنا بفضل خمولنا ودهائهم ولا يسرني طبعا أنني عرضة دائمة له لكن ما باليد حيلة حين يغلف الكذب ببطولات تتراقص في قلبي وتخلب عقلي لتجعلني في مقدمة تظاهرات تدعو إلى مقاطعة أجبان وألبان دنماركية تسيء للإسلام وبضائع أميركية تدعم إسرائيل فأتحول رسميا إلى عنصر quot;مخربquot; حينا وquot;مندسquot; أحيانا وربما أصبح quot;معاديا لساميتيquot; في يوم من الأيام.. وكل ذلك يروج بعيدا عن صفة quot;المواطنquot; التي لا تلصق بي إلاّ كذبا أيضا.

الكذب الذي تتراقص منتجاته السياسية التي لا ترضى إلا أن تكون quot;وطنيةquot; تتألق ببزاتها الرسمية والعسكرية في شاشة تلفازي لتعلن تلك الوطنية المفترضة أمامي كأغنية سخيفة لطالما استمعت إليها دون أن أفكر يوما فيها أو استمتع بها. تظاهرات وإعتصامات ونشاطات ومهرجانات ومؤتمرات ولقاءات أجد نفسي في أول نيسان حرا من كذبها الذي يهيمن على العقول والقلوب معا فيظهرني وحيدا كما أنا.. منبوذا لا حول ولا قوة لي أمام أول نيسانهم المنعكس في عيون أنصارهم بكافة طوائفهم وأحزابهم وقومياتهم.

في أول نيسان لن أجعلهم يكذبون عليّ بعد اليوم.. طبعا هي كذبة أول نيسان فغدا سأعود كما انا وسيكونون دائما أمامي.

عصام سحمراني
rlm;01rlm;/04rlm;/2008