بشرى سارة أزفها في بداية هذه المقالة وبمناسبة الذكرى الخامسة الى جماعة الصنم الساقط في العراق. لطالما ازعجهم واصابهم بالصميم استخدامي المتكرر ' والبريء جدآ ' في كل مقالاتي تقريبا وصف الصنم الساقط كلما جاء ذكر بطلهم ابو الحفره ' القومجي '. لذلك ولمناسبة هذه الذكرى الخامسة المفرحة لسقوط صنمهم وللمساهمة في المصالحة الوطنية المزعومة وللتخفيف عن الضغط النفسي والمعنوي لجماعة الصنم وسعيآ لارضاء الجامعة العربية المتمثلة بعمرو موسى والحلي والذين لاتفوتهم مناسبة دون ذكر البلد بصفة ' الطوائف والمكونات ' وكأن اسم العراق ألغي من قاموسهم الطائفي.

لهولاء جميعا وغيرهم الكثير خاصة في قناة الجزيرة المقاومة و مكاتبها في قاعدة العديد والسليه البطلة!! أعلن للامانة والتاريخ ومساهمة في وأد الخلافات العربية العتيدة المملة والمزمنة. استبدال وصف ' الصنم الساقط ' لبطل الحفرة القومجي بوصف ' جبان البوكيمون ' وذلك ابتدآ من تاريخ ( 9 نيسان 2008 ) وحتى ايجاد اسم اخر اكثر ذلة وهوان للبوكيمون وجماعته القومجية. وينشر ذلك في جريدة ' الوثائق الضميرية ' بموجب الاحساس والتضامن مع ضحايا النظام الساقط. واستنادا الى الحلقة الثالثة التي جاءت في التقارير العسكرية التي نشرتها صحيفة ايلاف الالكترونية.

اما تعريف ' العصاة ' و ' الشروكيه ' فهي مفردة طائفية وعنصرية دونية ومشينة ولاتستحق الاحترام جاء بها نظام البوكيمون الكارتوني الساقط في العراق ويقصد بالاولى كورد العراق الكرام وفي الثانية يقصد شيعة العراق الكرام. ويضاف لها عند الحاجة الضرورية اوصاف ' الصهيانة الاكراد والشيعة الصفويين ' وخاصة اذا اشتد نضال هذه الفئات العراقية الأصيلة و اصابت سهامهم النضالية والوطنية والانسانية بوجع عظيم ذلك الجسد العفن لذلك النظام البوكيموني الكارتوني المسخ. في اهوار الجنوب الأبية او في جبال كوردستان الشامخة وحتى من وسط المدن المعروفة بمقارعتها لذلك النظام الساقط.

واليوم وبعد مرور خمسة سنوات على هذا السقوط التاريخي لذلك النظام الكارتوني فان من حق كل مواطن عراقي ان يسأل نفسه سؤال محدد. هل كانت هناك ضرورة لاسقاط مثل هكذا نظام دموي؟ وهل كان مطلوب من العراقيين ان يرفعوا السلاح دفاعا عن هذا النظام تحت شعار الدفاع عن الوطن!؟ نعم الاوطان جدا غالية لكنها لايجب ان تكون اغلى واهم من حرمة الانسان نفسه، لان الارض بلا انسان هي مجرد ارض لااكثر ولااقل ولايمكن ان تنال صفة الوطن.

ولان كل الكتب السماوية وخاصة كتابنا القران الكريم يعطي اهمية عظمى لحرمة الانسان بحيث تكون بمنزلة اهم من حرمة الكعبة الشريفة نفسها. مجرد تذكر هذه الصفات الدونية للنظام الساقط مع غالبية الشعب العراقي زائدآ الجرائم بحق العراقيين والممارسات التي ارتكزت في تعاملها وتنفيذ جرائمها على مثل هكذا تصور فعلي على ارض الواقع هو دافع قوي ومتين لمجرد التفرج على السقوط الاضافي للسقوط الاخلاقي الاصلي الذي كان يتسم به نظام البوكيمون. فهل كان المطلوب من العراقيين وخاصة ' العصاة والشروكيه '؟ ان يدافعوا عن نظام احرق الحرث والنسل عندهم!! او ان يدافعوا عن مئات القصور الخاصة بالبوكيمون!! او يدافعوا عن ملذات المقبورين عدي وقصي ومن على شاكلتهم!! او عن جرائم الكمياوي الغجري!! لقد حرم ابناء الجنوب ' الشروكيه ' من خيراتهم التي تجري من تحت اقدامهم وكانوا يعاملون معاملة الخدم من الدرجة العاشرة في بلدهم ورغم ان كل البلد يعيش وينعم بخيرات مدنهم ومع ذلك حُرمت عليهم كليات معينة ودوائر معينة واعمال معينة لصالح ابناء القرى والمحافظات والمذهب الحاكم وتمادى اوباش وقطعان الحرس الجمهوري ليرفعوا لافتات على مقدمة دبابات ' تي 72' في الفرات الاوسط والجنوب وهي ترفع شعار ' لاشيعة بعد اليوم ' في سابقة علنية خطيرة لم يجرؤ هولاء الاوباش ان يفعلوا ولو اجزاء منها مع اليهود في اسرائيل.. ولقد مورس بحق ابناء كوردستان ' العصاة ' اعتى واقسى انواع الجرائم واستخدم الكمياوي في رش مدنهم وجبالهم وايضا في سابقة خطيرة وتاريخية لم يجرؤ على مجرد التفكير بها النظام الساقط مع الصهاينة انفسهم، ولم يكتفي بذلك بل أمتد موت الكورد حتى الى صحراء الجنوب ومقابره الجماعية في السماوة والناصرية والعمارة.

في عراق اليوم شوكة عظيمة وكبيرة في عيون اتباع هذا النظام من الطائفيين والقومجيين. فلقد اصبح وبكل فخر المواطن العراقي الكوردي جلال الطلباني رئيس العراق والمواطن العراقي العربي نوري المالكي رئيس حكومة العراق. الاول من صنف ' العصاة ' والثاني من صنف ' الشروكية ' حسب التقسيمات المريضة للنظام الساقط. وقد تنوعت قاعة البرلمان العراقي بكل العراقيين دون استثناء وفي تجمع سياسي فريد في التاريخ العراقي الطويل الذي يتسم بالظلم والاقصاء والديكتاتورية. فكان الشيعي والسني والكوردي والمسيحي والصابئي واليزيدي كلا حسب استحقاقه الذي رسمته نتائج صناديق الانتخابات وكلا حسب حجمه السكاني الحقيقي دون لف ولادوران ودون تفرد ودون حكم الأقلية بدون اي وجه قانوني او شرعي. هذا الحكم الباطل هو الذي اوصل العراق الى الدمار والخراب والتخلف وهذا الحكم الباطل هو الذي سلم العراق الى القوات الاجنبية.

وليس ' العصاة ولا الشروكية ' بل ابطال الحفره الحقيرة ابطال الزيتوني المقيت مجرمي المقابر الجماعية ومجرمي القتل الجماعي بالسلاح الكمياوي. ان عراق اليوم ليس شيعي صفوي لاهو كوردي صهيوني، بل هو ولاول مرة بالتاريخ عراق العراقيين جميعا دون استثناء وكلآ حسب استحقاقه السكاني والدستوري والديمقراطي الانتخابي. ومن يرى غير ذلك فان الغباء قد استوطنه وسيموت حسرة ولوعة وقهر على زمان قد ولى بلا رجعة وسيركض وراء الوهم والسراب على امل كاذب ومستحيل بان يمسك الهواء في شبك. لان صرخة مدوية في شوارع ومدن وساحات وقرى العراق تصدح بان عقارب الساعة لم ولن تعود الى الوراء. وبان مايسمى ' العصاة والشروكية ' وايضا ' العربجه ' وهو ماكان يطلق كرد فعل على ابناء المناطق الغربية. كل هولاء هم ابناء العراق الكرام الاصلاء يجمعهم العراق الواحد طالما كان العراق اولآ وطالما احترم الجميع نتائج صناديق الانتخابات. اما غير ذلك فلكل حادث حديث. لكنه سيكون من نوع الحديث الفاصل التاريخي المدوي والعالي جدا جدا.

ومن يحاجج ان الوضع الان اسؤ من وقت البوكيمون الساقط. فالرد عليه لايستحق العناء الطويل، لان من لايعجبنا اليوم في حكم العراق سوف نسقطه في الانتخابات القادمة وهذه ميزة فريدة في التاريخ العراقي. وايضا ان كل سلبيات الخمسة سنوات الماضية بعد نيسان 2003 لاتعادل يوم واحد من جحيم حكم الطائفية والعنصرية الذي كان قبل نيسان 2003. فمبروك للعراقيين ومبروك للشهداء ومبروك للكورد 'عصاة ' الحق على الباطل ومبروك للشروكيه أبناء الشرق العراقي الذي يتسم بالبطولة والكرم والتفضل في ذكرى يوم التخلص من بوكيمون القومجية الكارتوني.

محمد الوادي
[email protected]